شكل موضوع "ذكرى انطلاق جيش التحرير من الخميسات ومنطقة زمور ، تعبئة مستمرة من أجل الوحدة الترابية" محور ندوة فكرية نظمتها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مساء أمس السبت بمدينة الخميسات، بشراكة مع مركز الدراسات والأبحاث الاستراتيجية حول الديمقراطية والتنمية المندمجة . ويندرج تنظيم هذه الندوة في إطار حرص المندوبية السامية لقدماء المقاومين على توثيق وتدوين وصيانة الذاكرة الوطنية والمحلية ، وإشاعة رسالة الوطنية والمواطنة الحقة في أوساط الناشئة والأجيال الجديدة بتعاون مع المؤسسات الجامعية والمجالس المنتخبة وفعاليات المجتمع المدني ومختلف الهيئات المهتمة بالتاريخ الوطني. وبهذه المناسبة، استحضر المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري ، جوانب من إسهامات أبناء إقليمالخميسات ومنطقة زمور في ملحمة الحرية والاستقلال وحضورهم الوازن والمتميز فيها والمشاركة الفعالة في كل المحطات النضالية التي خاضها المغرب ضد التواجد الاستعماري، مشيرا إلى المقاومة العنيفة التي خاضتها قبائل زمور صيف 1911 حينما داهمت الجيوش الفرنسية هذه القبائل لنشر قواتها ونفوذها بالمنطقة، غير أن قوة عزيمة هذه القبائل جعلتهم لا يستسلمون بالرغم من الوسائل البسيطة التي كانوا يستعملونها أمام عساكر مدربة ومدججة بأسلحة متطورة . كما استحضر السيد الكثيري انتفاضة 22 أكتوبر 1937 التي قادها أبناء إقليمالخميسات ومنطقة زمور ضد السياسة التمييزية الفرنسية والتي انطلقت من المسجد العتيق الذي يعد من أعرق وأقدم المساجد بإقليمالخميسات الذي أمر ببنائه جلالة المغفور له الملك محمد الخامس ، في الثلاثينيات من القرن الماضي ، والذي لعب دورا رياديا في الدعوة للعمل الوطني بالمنطقة، مؤكدا أن أبناء هذا الإقليم كانوا من السباقين للعمل الوطني حيث انضمت نخبة من رجالاته لصفوف الحركة الوطنية وتشبعت بالفكر التحرري. كما أن ثلاثة من أبناء هذا الإقليم من الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944 من بينهم المرحومان عمرو بنوزكري ، وعبد الحميد الزموري. من جهة أخرى، اعتبر أن الأجيال الجديدة والناشئة في أمس الحاجة إلى تعريفها بهذا التاريخ النضالي الطافح بالملاحم والبطولات والزاخر بالأمجاد لاستقراء جوانبه واستلهام قيمه وعبره وعظاته لتتقوى الروح الوطنية وحب الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه، مبرزا أن " المكانة العليا لمسارات تاريخ الكفاح الوطني تدفعنا إلى العمل على نشره وإشاعته في أوساط أجيال اليوم والغد ليقفوا على مضامينه وأبعاده ويتعرفوا على أمجاده". وتمحورت باقي المداخلات التي أطرها ثلة من الأساتذة حول انتفاضة زمور 22 أكتوبر 1937 ، وزمور المقاومة والوحدة الوطنية عبر التاريخ. وقد قام عدد من قدماء المقاومين وجيش التحرير بزيارة لورش بناء فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمدينة الخميسات، وزيارة المقاوم أحمد أبو الهنا، وادريس قدار ابن مقاوم ورئيس جمعية أبناء قدماء المقاومين .