بعد حوالي ستة أيام من البحث تحت الماء، تمكن فريق من الغواصين من العثور على جثة طفل في التاسعة من عمره، كانت مياه نهر أم الربيع بخنيفرة قد جرفته قبل وقت الإفطار بدقائق معدودة، من يوم السبت 12 يوليوز 2014، قرب القنطرة القديمة المحاذية لقصبة موحى وحمو الزياني، وعاشت على إثرها أوساط المدينة لحظات استثنائية من الترقب والألم. وكان الطفل الغريق قد لجأ إلى نهر أم الربيع كباقي أقرانه من أطفال خنيفرة، الذين يخاطرون بحياتهم هربا من الحرارة المفرطة التي تعرفها المدينة، لكنه سرعان ما اختفى فجأة بعد أن جرفته دوامة المياه القوية نحو الأعماق، ولم تتخلف عناصر الوقاية المدنية عن الانتقال إلى عين المكان، حيث ظلت لعدة أيام تبذل ما بوسعها وإمكانياتها المتاحة للعثور على الطفل دونما جدوى، ما حمل عائلة الضحية إلى الاحتجاج على التأخر في عملية انتشال جثة طفلها، وشددت على المطالبة بسرعة التحرك للعثور عليه رغم محاولات إقناعها بالجهود المبذولة. مصالح الوقاية المدنية بخنيفرة اضطرت إلى الاستعانة بفرقة من الغواصين المحترفين من مدينة مكناس، التي لبت النداء وحلت بخنيفرة حيث شرعت هي الأخرى في تمشيط أعماق النهر لعدة ساعات، وعلى مسافة طويلة، إلى حين تم العثور على الغريق عالقا بإحدى النقاط من النهر خارج المدينة. ويذكر أن مأساة غرق الطفل ليست سوى حالة من حالات مماثلة عرفتها مياه نهر أم الربيع بخنيفرة نتيجة غياب الإجراءات الوقائية والتدابير التحذيرية من لدن الجهات المسؤولة للحد من هذه المآسي التي تتكرر سنة بعد أخرى، وهو نفس رأي مسؤولين بمصالح الوقاية المدنية أثناء اتصال الجريدة بهم.