قمة النقيضين بين الدفاع الجديدي وشباب قصبة تادلة كانت بحق مباراة سد بامتياز، بالنظر إلى الطموحات المتباينة للفريقين في بطولة هذا الموسم، واللذين لم يرضيا بغير الفوز بديلا، الأول لضمان مقعد الوصيف المؤهل إلى عصبة الأبطال الإفريقية، والثاني لمطاردة خيط الأمل الرفيع في تحقيق رهان البقاء بقسم الكبار ، والذي كان أشبه بمعجزة، بحكم أن مصيره ليس بيده، حيث كان مطالبا بالفوز وانتظار نتائج الفرق المعنية بأمر النزول. وبدا أن الدفاع الحسني الجديدي كان مصرا على ضمان مركز الوصافة رسميا، وهو ما تأتى له قبل دورة من نهاية البطولة الوطنية الاحترافية، بعد فوزه بنصف دزينة من الأهداف (6 – 1) بملعب العبدي على شباب قصبة تادلة، الذي وجد نفسه بعد موسم واحد بقسم الأضواء في عداد أندية الدرجة الثانية. وقد فرضت الغيابات الاضطرارية للفريق الدكالي، خاصة الثلاثي حذراف وأحداد وحمامي لأسباب مختلفة، على المدرب عبد الرحيم طاليب الاستعانة بلاعبين من فئة الأمل لإكمال اللائحة الرسمية. وبالمقابل حضر التدلاويون، الذين كانوا قد أضربوا لأربعة أيام عن التداريب، احتجاجا على عدم توصلهم بمستحقاتهم المادية، إلى الجديدة بكامل عناصرهم الأساسية، التي افتقدت إلى الجاهزية البدنية المطلوبة. ولضمان حضور جماهيري غفير، في مباراة حاسمة ومفصلية، عمدت إدارة الدفاع إلى فتح أبواب ملعب العبدي، الذي تمت تجهيز معظم مدرجاته بالكراسي المرقمة، بالمجان في وجه الجماهير الدكالية التي أخلفت الموعد وأدارت ظهرها للفريق المحلي في معظم المباريات هذا الموسم، كما خصص المسؤولون منحة استثنائية دسمة للاعبين مقابل تحقيق الفوز، وبالتالي تأمين مركز الوصافة. وبدون مقدمات دخل الفريقان المتباريان مباشرة في أجواء المباراة، وكشفا مبكرا عن نواياهما الهجومية من خلال محاولات متبادلة سعيا وراء إحراز هدف السبق، وقد بكر الدكاليون بالتهديف في الدقيقة التاسعة بواسطة أيوب نناح، بعد تلقيه تمريرة الإيفواري لامين دياكيتي من الجهة اليسرى. فرحة المحليين لم تدم سوى ثلاث دقائق، حيث يعدل المخضرم أحمد أجدو الكفة، بعد مجهود فردي لسمير أيت بيهي، الذي فعل ما شاء بالدفاع الدكالي،. هذا الهدف رفع من مؤشر الثقة لدى أبناء تادلة، الذين مارسوا ضغطا خفيفا على معترك المحليين، بحثا عن أهداف أخرى، ونسوا بالمقابل الواجب الدفاعي، فتركوا مساحات فارغة استغلها على نحو جيد الدفاع الجديدي، الذي تمكن من تسجيل هدفه الثاني في الدقيقة (20) إثر مرتد خاطف قاده لاعب خط الوسط بامعمر، الذي مرر نحو دياكيتي، الذي أنهى الهجمة بهدف ثان. وزاد اللاعب عثمان بناي من متاعب شباب قصبة تادلة، بعد تلقيه بطاقة حمراء مجانية وجهها له الحكم لحرش. ولم يستغل فارس دكالة الانهيار البدني للفريق الزائر، حيث تفنن لاعبوه في إهدار فرص ذهبية، قبل أن يفلح في تعميق الفارق بهدف ثالث في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول من تسديدة رائعة لدياكتي، غير اتجاهها وليد أزارو الذي خدع الحارس التادلاوي نمير. الشوط الثاني كان امتدادا لسابقه، حيث عمد الفريق المحلي إلى الضغط لمضاعفة الغلة وتأمين نتيجة التفوق، فيما كان الشباب بين ناري تفادي استقبال مزيد من الأهداف في ظل النقص العددي، وكذا انتظار معجزة العودة في النتيجة، ما دام الانتصار مطلبا ملحا. ولأن المصائب لا تأتي فرادى، عجلت إصابة قطب الدفاع بنزوكان بمغادرته، تاركا مكانه للبديل العبادي، لكن مهاجمي الجديدة استمروا في تضييع الفرص، ومن وضعيات مختلفة. ومع مرور الدقائق تبين أن شباب قصبة تادلة، رضخ للأمر الواقع، قبل أن يأتي الهدف الرابع للجديديين من نقطة الجزاء بواسطة أزارو، لينهار الزوار بدنيا وذهنيا. وفي العشر دقائق الأخيرة سجل المحليون هدفين، الأول بواسطة نناح وأزارو، الذي اختتم مهرجان الأهداف.