في شهر رمضان المبارك، تتردد أسئلة العديد من الأشخاص الراشدين من الجنسين، حول إمكانية الصيام للمرضى الذين يعانون من أمراض مختلفة تتوزع ما بين داء السكري، أمراض القلب والشرايين وارتفاع الضغط، الكلى، والقائمة طويلة بأسماء الأمراض ، حيث يحس الإنسان بنوع من التيه ما بين تطبيق ركن أساسي من أركان الإسلام وما بين الخوف من تداعيات ذلك على صحة الصائم، علما بأن هناك من لايسمح له بالصوم، ومع ذلك يعاند وينقطع عن الأكل والدواء، الأمر الذي قد يعرضه لعواقب صحية وخيمة. بشكل عام، يجب أن نعلم أن الصيام يعود على الصحة بالنفع، وما فتئت البحوث والدراسات الحديثة تؤكد ذلك، كان آخرها دراسة جامعة كاليفورنيا التي أفضت إلى الدور الإيجابي لصيام ثلاثة أيام مسترسلة في تقوية الجهاز المناعي، وقبلها كانت بعض المستشفيات الألمانية قد اعتمدت نظام الصيام للمرضى المُصابين بالسرطان، بعد أن أكدت دراسة علمية أن المرضى الصائمين هم أسرع للاستجابة للعلاج الكيميائي. بالمقابل، لا شكّ أنه توجد بعض الحالات المرضية التي لا تتناسب مع الصيام، إما لأن الانقطاع عن الأكل و الشرب يؤدي إلى استفحال المرض، أو لأن جرعات الأدوية يجب أن تؤخذ وسط النهار بشكل منتظم، وبالتالي وجب استشارة الطبيب المعالج قبل الإقدام على أية خطوة مرتبطة بالصوم من عدمه. وتتغير كذلك خلال شهر رمضان العادات والسلوكات الغذائية، إن على مستوى التوقيت أو على مستوى طبيعة المأكولات وكيفية الإقبال على تناول الطعام الأمر الذي يتسبب في مشاكل جمّة يكون المواطنون غير مستوعبين لها، فأثناء الصيام يصبح السكر الموجود في الكبد والعضلات في صورة جليكوجين ،وهو المصدر الرئيسى للطاقة، الذي ينضب بعد حوالى 8 ساعات من الصيام، فيبدأ الجسم في إخراج الطاقة من الأحماض البروتينية المتواجدة بكثرة في العضلات ويحولها إلى سكر في الكبد كي تستفيد منه الخلايا، ومع زيادة ساعات الصوم ينتقل الجسم إلى الخلايا الدهنية لإخراج الأحماض الدهنية وإدخالها في دائرة الطاقة للحصول على الأوكسجين المناسب لعمل الخلايا، وبالتالي فإنه إذا لم يتم إعداد الجسم إعدادا سليما للصيام فسوف يؤدي ذلك إلى نقص المناعة والصداع والإحساس بالوهن الشديد، لذلك فإن كيفية أكل الطعام واختيار طبيعته خلال وجبة الإفطار، والعشاء والسحور، تعد أمرا ضروريا وجب توضيحه.