مباشرة بعد توصل عمالة المضيقالفنيدق بمراسلة وزير الداخلية المتعلقة بتهديدات محتملة قد تطال المغرب ، بناء على تقارير استخباراتية تؤكد تحرك جهات متطرفة من أجل زعزعة استقرار وأمن المملكة ، دعا عامل عمالة المضيقالفنيدق عبد الكريم حامدي إلى اجتماع أمني رفيع المستوى على صعيد العمالة والإقليم حضرته مختلف التلوينات الأمنية والعسكرية، وذلك من أجل البحث عن طرق ووسائل وترتيبات أمنية من أجل حماية المنطقة والمواطنين من أي اعتداء محتمل، خصوصا وأن العمالة لها وضع خاص ، من حيث أنها بوابة المغرب نحو أوربا وتواجدها بمحاذاة حدود وهمية تنشط فيها عدة نشاطات خارجة عن القانون والتأطير، مما يسهل اختراقها من طرف تلك التنظيمات الإرهابية، هذا إلى كون العمالة تعتبر نقطة التقاء المغاربة الحالمين بالاستمتاع بسحر الشاطئ والاستجمام، بحيث تسجل العمالة تدفق العديد من السياح والمصطافين خلال فصل الصيف مما قد تستغله هاته الجماعات التكفيرية . كل هاته المعطيات جعلت المسؤول الأول عن العمالة والإقليم يبرمج سلسلة من الاجتماعات واللقاءات والزيارات الميدانية لتأمين المنطقة من أية تهديدات محتملة، وكذا للمساهمة مع باقي الجهات في استقرار المملكة كل من موقع مسؤوليته .حيث عقد اجتماع مستعجل للخلية الأمنية لعمالة المضيقالفنيدق حضره والي ولاية أمن تطوان وسامي الشخصيات العسكرية بالإقليم والولاية ، من أجل وضع خطة أمنية استباقية لحماية المنطقة التي لها خصوصيتها الاستثنائية، والتي يمكن أن تكون عرضة لأي تهديد أكثر من باقي المناطق ، إذ صدرت تعليمات وتوصيات صارمة خلال هذا الاجتماع من قبيل توسيع دائرة اللقاءات مع ممثلي بعض المهن والقطاعات من أجل تحسيسهم بالوضع الأمني وخطر التراخي مع بعض الظواهر، بحيث ستعقد سلسلة من الاجتماعات مع جمعيات النقل العمومي والنقابات المهنية، ومع ممثلي النقل العمومي ومسؤولي شركات الأمن الخاص وكذا أرباب الفنادق والإقامات السياحية ، هذا إلى مطالبة القواد والباشوات من أجل التواصل مع أرباب المنازل الثانوية الذين يقومون بكرائها من أجل التحقق من هويات المكترين من أجل اليقظة والتبليغ في حالة أية شكوك حول هوية المكترين، هذا إلى إقامة مجموعة من الحواجز الأمنية على مستوى تراب العمالة، بالإضافة إلى تزويد بعض المناطق الحساسة مثل ميناءي كابيلا ومارينا أسمير بكاميرات مراقبة ، هذا إلى تشديد المراقبة والحراسة على دور العبادات . وأما على مستوى المعبر الحدودي الوهمي باب سبتةالمحتلة، فقد دعا المجتمعون إلى تشديد الإجراءات الاحترازية، وعدم التراخي في الإجراءات الروتينية مع ضرورة التأكد من هوية الأشخاص العابرين للحدود الوهمية، على الرغم من بعض الإكراهات التي يعاني منها المعبر . وعلى المستوى الميداني فقد حرص السيد العامل على قيام اللجنة الأمنية بجولة تفقدية لكل النقاط والمرافق الحساسة التي يمكن أن تكون هدفا إرهابيا للاطلاع على الوضع ميدانيا، وللوقوف على الحاجيات والخصاص الذي قد يمكن معاينته ميدانيا، كما تم تفقد الحواجز والسدود الأمنية سواء تلك المتواجدة عند المداخل الحضرية أو تلك التابعة للدرك الملكي . وقد اختتمت الجولة التفقدية بالانتقال إلى معبر طارخال الوهمي من أجل المعاينة والتأكيد على مواصلة اليقظة وإعمال الإجراءات التقنية اللازمة مع كل العابرين دون تمييز أو محاباة . من جانبها، أفادت «الأحداث المغربية» أنه ما أن أعلنت «إمارة داعش» حتى تحركت جل المصالح الأمنية المختصة، في اتجاه البحث عن طرق ووسائل لتأمين المنطقة وحماية المواطنين من أي اعتداء محتمل، مشيرة إلى أن وضع المنطقة الحدودية المضيقالفنيدق، المرتبطة بمدينة سبتةالمحتلة وما تحمله خلفها من تراكمات، يؤكد النشاط المكثف للجماعات الإرهابية والمتشددة، سواء بها أو حتى بمدن الفنيدقوالمضيق. وأوضحت أن اجتماعا مستعجلا للخلية الأمنية لعمالة المضيقالفنيدق، تم خلال الساعات الأخيرة لتدبر الوضع الأمني وإعادة ترتيب الأمور، دعا له عامل الإقليم وحضره المسؤولون الأمنيون بمن فيهم والي أمن تطوان، ومسؤولو الدرك الملكي والجمارك، إضافة إلى القوات المساعدة والوقاية المدنية، ومسؤولو السلطة الترابية على صعيد العمالة.