فوجئت ساكنة مدينة بنسليمان، مع بداية شهر رمضان المبارك، بالانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب عن المنازل خلال فترات طويلة، حيث عاشت جل الأحياء في اليوم الأول من هذا الشهر الفضيل محرومة من هذه المادة الحيوية لمدة تزيد عن خمس ساعات في اليوم، مما خلق متاعب و محنا للأسر المتضررة من هذا الانقطاع المفاجئ و الذي تم دون أن يكلف المسؤولون بإدارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ببنسليمان أنفسهم عناء إشعار و إخبار المواطنين بذلك، مما خلف استياء و تذمرا كبيرين في أوساط السكان، خاصة و أن انقطاع الماء تزامن أيضا مع انقطاع التيار الكهربائي. لكن ما حصل يوم الاثنين 7 يوليوز الجاري الموافق ل 9 رمضان، لم يكن يتصوره أو يتوقعه أي أحد. فقد تم قطع الماء الصالح للشرب عن كل أحياء «المدينة الخضراء» انطلاقا من الساعة الرابعة بعد الزوال دون سابق إعلام، و لم تتم إعادة تزويد الساكنة بهذه المادة الحيوية و بشكل تدريجي إلا في ساعات متأخرة من الليل، حيث بقيت بعض المناطق و الأحياء بدون ماء إلى حدود الساعة الثانية عشرة ليلا. و هي وضعية تبين بالملموس مدى استهتار المسؤولين عن قطاع الماء بكرامة سكان مدينة بنسليمان. و يمكن للمرء أن يتصور حالة الأسر و خاصة النساء منهن ، بعد أن جفت كل الصنابير من الماء و بشكل مفاجئ، حيث عاشت الساكنة خلال اليوم المذكور الذي يتزامن مع شهر رمضان، فترات عصيبة، و ساد الارتباك والقلق في أوساط العائلات خصوصا عند اقتراب موعد الإعداد لوجبة الفطور في غياب وجود الماء بالمنازل. وظلت الأسر تترقب وتنتظر الإفراج عن الماء، لكن دون جدوى. وازداد القلق بعد ما لم يعد يفصل المواطنين عن موعد الإفطار إلا مدة قصيرة، مما اضطر بعضهم إلى الخروج و البحث عن قطرة ماء، حيث شوهدت الأسر وهي تتسابق على شراء المياه المعدنية من المحلات التجارية لتلبية حاجياتها من هذه المادة الحيوية والضرورية التي يتزايد عليها الطلب كثيرا في الاستعمال والاستهلاك خلال هذا الشهر المبارك. و مرت وجبة الإفطار لدى المواطن السليماني بدون طعم، واستمر انقطاع الماء إلى ما بعد هذه الفترة حيث وجدت النساء أنفسهن عاجزات عن القيام بالأشغال المنزلية في ظل غياب الماء. أما غالبية السكان فظلوا ينتظرون قطرة الماء من أجل الوضوء و التوجه إلى المساجد لأداء صلاة التراويح حيث لجأ جلهم إلى التيمم بعد أن حبس عنهم الماء بشكل مفاجئ. الانقطاعات المتكررة للماء والكهرباء أثارت سخط السكان خصوصا أنها ليست هي الأولى و الأخيرة التي تقع بالمدينة. فشبح انقطاع هاتين المادتين أصبح يخيم على سكان مدينة بنسليمان في كل وقت و حين، علما بأنهم ملتزمون بأداء فاتورتيهما الباهظتي الثمن كل شهر. هذه الوضعية أصبحت تثير الكثير من القلق لدى المواطنين خوفا من أن تتكرر معاناتهم مع قلة الماء خلال فترة السبعينات حيث كانت تعيش المدينة خلال فصل الصيف تحت رحمة العطش على مدى 3 أيام متتالية بعد أن كانت شبكة الماء الصالح للشرب مربوطة بأحد الآبار بمنطقة عين تيزغة، وكانت الساكنة خلالها مضطرة إلى اللجوء إلى العيون والمنابع المحيطة بالمدينة والانتظار مدة طويلة للتزود بالماء. لكن الأمر لم يعد مطروحا بعد تحديث وتقوية شبكة الماء، وهو ما يدعو إلى التساؤل عن دواعي وأسباب الانقطاعات المتكررة للماء دون سابق إشعار وإعلام السكان بها من طرف إدارة المكتب المحلي للماء الصالح للشرب؟ ألا يعد هذا استهتارا بحقوق و كرامة المواطنين؟