تحتضن مدينة آسفي منتدى دولي للتنمية المستدامة والتغيرات المناخية شهر ماي المقبل، وأعلن عن ذلك رسميا من طرف مؤسسة آسفي في لقاء صحفي انعقد بأحد فنادق المدينة والذي يأتي– حسب عبد القادر أزريع – رئيس مؤسسة آسفي بهدف ترصيد مخرجات مؤتمر مراكش و تهيييء أحسن الظروف من أجل مشاركة فاعلة في مؤتمر بون .. كما اعتبر أزريع لحظة المنتدى منطلقا لمسلسل إنصاف ومصالحة آسفي مع تاريخها في أفق إنجاز نهضة محلية مندمجة على صعيد الجهة، وذلك بالاشتغال على قضية المدينة كقضية متعددة الأبعاد في أفق صياغة برنامج تنموي يفتح آفاقا جديدة ويضع المدينة في مصاف المدن التاريخية المنخرطة في الدينامية الوطنية .. وأبرز رئيس المؤسسة أن المنتدى الدولي هو حلقة ضمن مسلسل بدأ مع التفكير فيه بإحداث مؤسسة آسفي للتنمية المستدامة والتغيرات المناخية باعتبارها إحدى الأجوبة المحلية التي تتقاطع مع الأسئلة والاتنظارات التي تم تقاسمها في الكوب 22 الذي احتضنته بلادنا في نونبر من السنة الماضية .. إذ أضحى موضوع التنمية المستدامة المرتبط بالتغيرات المناخية سؤالا مركزيا أثناء صياغة البدائل والبرامج التنموية ..وعلى هذا الأساس – يوضح أزريع – كان الوعي على مستوى مدينة آسفي بضرورة إحداث مؤسسة تربط بين الانشغالات الدولية والوطنية والمحلية في إطار رؤية تدمج بين رهانات التنمية المستدامة و تحديات التغيرات المناخية، الشيء الذي تمخض عنه مبادرة جيل جديد من مبادرات المجتمع المدني، تقوم على فكرة أساسية، هي كيف تصبح المدينة فضاء جديرا بمواطنيها، فضاء هو أكثر من مجال فيزيقي، بل يتعداه إلى البعد الاجتماعي والرمزي والاقتصادي الذي تكتسب في إطاره كرامة الإنسان وكينونته بمختلف أبعادها …مشيرا إلى أن الجواب عن هذا السؤال لا يصير ممكنا دون مشاركة مختلف الفاعلين بالمدينة … من جانبه اعتبر عمر حلي رئيس جامعة بن زهر الذي قام بتنشيط اللقاء الصحفي، أن مبادرة مؤسسة آسفي تندرج في إطار التفاعل والتواصل حول مشروع مشترك من أجل المدينة، وذلك في سياق التنافسية الاقتصادية التي تطبع إيقاع التنمية في دول العالم ومنها المغرب، مؤكدا أن مؤسسة آسفي هي فضاء للحوار و إنتاج الأفكار و بلورة مشاريع من أجل أن تستعيد مدينة آسفي جاذبيتها وديناميتها التنموية، مبرزا أن دور الجامعة سيكون أساسيا من خلال القطب العلمي للمؤسسة من أجل الاستفادة من الخبرة الأكاديمية في اقتراح وإنضاج مشاريع التنمية، مما سيساعد آسفي على التموقع من جديد كقطب أساسي جهويا ووطنيا .. الأستاذ النقيب آمحمد الشقورى – كعضو مؤسس لمؤسسة آسفي – توقف عند الأدوار الدستورية الجديدة للجمعيات والهيئات المدنية من خلال آليات العرائض، و الإسهام في تطوير التشريع المغربي، إلى جانب دورها الأساسي في الترافع من أجل تلبية انتظارات المواطنين، وكذا الإسهام في تقديم بدائل واقتراح مشاريع التنمية تفعيلا للديمقراطية التشاركية .. و أشار الأستاذ النقيب أن آسفي تتوفر على كل الممكنات الواعدة لتسريع وتيرة التنمية، و في مقدمتها الرأسمال البشرى والقيمة الاعتبارية لآسفي في الذاكرة الوطنية . اللقاء الصحفي كان مناسبة أيضا لإثارة أسئلة كبرى تلامس نموذج التنمية الجديد لآسفي وموقعها ضمن المخططات التنموية الاستراتيجية، في ظل الحديث اليوم عن المدن الذكية والمدن الإيكولوجية أو المدن الخضراء، كما انصبت الأسئلة على الاهتمام بالمشاريع المهيكلة ضمن إشكال الملاءمة بين الرهان على الماكرو اقتصادي والنهوض بمؤشرات التنمية البشرية والارتقاء بجودة الحياة بما يحقق العدالة المجالية والرفاه الاجتماعي والأمن الإنساني .. أسئلة حضرت وأخرى غابت، ليظل سؤال التنمية و ملامح النموذج الجديد للتنمية بآسفي قلقا مشتركا في أفق أن يتحول إلى حلم مشترك … !!