توفي يوم السبت الماضي ، 25 مارس الفنان التشكيلي أحمد شبرين ، أحد رواد الفن التشكيلي السوداني المعروفين..وهو من مواليد سنة1931 ،درس بكلية الفنون الجميلة و التطبيقية الى جانب دراسته بالكلية المركزية للفنون بلند ن.. مسار دراسي غني ، مكنه من بلورة اسئلة جمالية شغلته منذ البدايات حول الهوية و التأصيل ، الذات و الاخر ، ليشرع في هندسة مشروعه الفني ، بتأسيس مدرسة الخرطوم التشكيلية رفقة ابراهيم الصلحي وليكون بذلك أحد الرواد الأساسيين في الفعل التشكيلي بالسودان في بعديه العربي و الافريقي وواحدا من رموزالمدرسة الحروفية التي انخرط في مسارها بداية من سنة 1961 ،حيث كان الحرف العربي في لوحته تعبيرا عن قلق هوياتي أصيل ، ينطلق من الذات المتشظية و الضاجة بالأسئلة الوجودية و الفكرية..في لوحته يتبدى العشق الصوفي للحرف و العلامة ، كتيمتين تختزلان تشكيليا تمثلاته لنشأته الدينية وطقوس اليومي و عاداته في طفولته البعيدة..حروف و علامات تؤثث سطح القماشة في غنائية لونية منسجمة ، تبتعد بالدقة الممكنة عن المبتذل و المتنافر لتشكل وحدة بصرية ، تعكس اسلوبا فريدا و مبدعا..وفي شهادةعن وفاة أحمد شبرين ، قال التشكيلي السوداني معتز الامام و المولود في العام 1979 والذي درس بجامعة السودان ، كلية الفنون الجميلة ،المقيم بالقاهرة منذ العام 2001 محترفاً الرسم والتشكيل «أحمد محمد شبرين أحد رموز التشكيل السوداني والعربي المعاصر وهو أحد مؤسسي مدرسة الخرطوم التشكيلية في ستينيات القرن الماضي وأحد رواد الحروفيةالعربية وإستلهام الحرف العربي في اللوحةالتشكيلية الحديثة وشغل منصب عميد كلية الفنون الجميلة بالخرطوم وبفقده فقدنا أحد أعمدة الفن والثقافةالسودانية وأحد رموز التشكيل العربي ، متمنين له واسع الرحمة والمغفرة ولأهله وطلابه وزملائه وسائر التشكيلين الصبر والسلوان». وقد تميز مسار شبرين الفني باشعاع عربي و دولي من خلال مشاركات عربية وافريقية و أسيوية وله مقتنيات فنية في لندن وبيروت و الجزائر و سوريا….وظل وفيا دائما للحفر التشكيلي الرصين في قضايا الذات و الهوية عبر حروفية لا تحكي بقدر ماتشكل الفكرة الفنية في امتدادها المحلي و العالمي. *شاعر و تشكيلي /المغرب