بعد سنة وما يقارب الأسبوعين على إغلاقه، عقب الأحداث المؤسفة التي تلت مباراة «السبت الأسود « بين الرجاء البيضاوي وضيفه شباب الريف الحسيمي، والتي أسفرت عن وفاة شخصين وإصابة 76 آخرين، سيعود البيضاويون في الثالث من أبريل المقبل إلى الفضاء الذي يتنفسون عشقه، بعد قرار الشركة المكلفة بأشغال الإصلاح، إعادة افتتاحه في وجه الوداد والرجاء. وستكون البداية في كلاسيكو الكرة المغربية بين الفريق الأحمر والجيش الملكي، لحساب مؤجل الدورة 22 من البطولة الاحترافية. بلاغ شركة «الدارالبيضاء للتهيئة « أكد أن الملعب، وإن عاد لاحتضان مباريات الفريقين، إلا أنه مازال تحت الأشغال التي يعرفها محيطه، وهو ما يعني أن بقايا أوراش الإصلاحات متوفرة وبكثرة، في شكل حجارة وقطع حديدية، قد يلجأ إليها بعض المشاغبين من أجل الدخول في مناوشات وصراعات قد تؤدي لا قدر الله إلى اندلاع أحداث شغب جديدة. المدير العام للشركة، إدريس مولاي رشيد، ناشد الجماهير الودادية والعسكرية بضرورة التحلي بالمواطنة والتحضر لمساعدة رجال الأمن والمسؤولين المكلفين بالسهر على حسن تنظيم المباريات، كما أشار إلى أن الشركة أنهت كل التزاماتها المتضمنة في دفتر التحملات، باستثناء الإنارة التي لم يحسم في شأنها بعد، علما بأن الملعب يتوفر حاليا على إضاءة من المستوى الخامس، ما يجعله غير مؤهل لاحتضان مباريات الغريمين مساءً. الفريق الأحمر سيدشن عودته للمركب الرياضي محمد الخامس يوم الاثنين المقبل في كلاسيكو ضد الجيش الملكي، الممنوعة جماهيره من التنقل الجماعي إلى الدارالبيضاء، تفاديا لدخولها في مناوشات تحضر عادة في مثل هذه المباريات الحساسة. بعض المصادر أكدت أن هذه المباراة ستكون بمثابة «اختبار لحسن نوايا الجماهير الودادية والرجاوية»، ومدى التزامها في الحفاظ وصون ممتلكات هذا الصرح الجديد، الذي كلف ملايير الدراهم من أجل إعادة تأهيله، مؤكدة أن السلطات المحلية لن تتوانى في غلق الملعب من جديد إذا لم تكن الجماهير على قدر كبير من المسؤولية والانضباط الأخلاقي. وكان من المنتظر أن يعود ممثلا العاصمة الاقتصادية إلى الاستقبال في «دونور « بداية العام الجاري، غير أن السلطات المحلية تراجعت عن الفكرة في آخر المطاف، وقررت تأجيل افتتاحه، مخافة أن يضرب شبح الشغب الذي كان هذا الملعب مسرحا له في أكثر من مرة ومناسبة. وساهم إصرار وإلحاح الفريقين على ضرورة فتح مركب محمد الخامس في الضغط على الجهات المسؤولة، رغم عدم انتهاء الأشغال به، حيث عقد مسؤولو الرجاء والوداد اجتماعات ماراطونية مع ممثلين عن وزارة الداخلية وأعضاء من مجلس مدينة الدارالبيضاء، إضافة إلى مسؤولي الشركة المعهود إليها ورش إصلاح المركب. واضطر الفريقان إلى الإغتراب بعيدا عن الدارالبيضاء من أجل البحث عن ملاعب لاستقبال الخصوم، خاصة الفريق الأخضر الذي تنقل بين ملاعب طنجة ومراكش وأكادير لاستضافة مبارياته، ما أثر سلبا على موازنات النادي التي تعتمد بشكل كبير على مداخيل الجماهير، رغم أن المجلس البلدي لمدينة الدارالبيضاء رصد مبلغ مليار و400 مليون سنيتم للفريقين معا من أجل إعانتهما على تحمل مصاريف الاستقبال بعيدا عن عقر الدار.