في الوقت الذي توجهت فيه الانتقادات نحو الجمهور الودادي والرجاوي بخصوص الشغب الذي رافق نهاية الديربي 119 الذي أجري أمس، الأحد، بمركب محمد الخامس في الدارالبيضاء، وانتهى متعادلا بين الغريمين التقليديين، بدأت أصوات تعلو موجهة اتهامها المباشر للسلطات الأمنية، في التسبب بإثارة كل الشغب الذي رافق نهاية الديربي الذي كانت فيه إبداعات الجماهير الودادية والرجاوية مبهرة بتيفوات وأهازيج جعلت من الديربي البيضاوي على سلم الديربيات الأكثر شهرة في العالم، قبل أن يتحول الديربي 119 إلى يوم أسود سجلت فيه إصابات وخسائر مادية كبيرة. ووجهت العديد من الأصوات الودادية والرجاوية، نقدها لرجال الأمن الذين لم يستطيعوا التعامل "بحذر" مع جمهور الفريقين، و"أهملوا" الكثير من الجوانب الاحترازية التي كان من المفترض القيام بها من أجل إبعاد جمهور الفريقين عن الاحتكاك المباشر بينهما، وهو الذي لم يحصل، فكانت النتيجة كارثية تنظيميا، وأمنيا، وأساءت إلى الديربي البيضاوي. وبدأت شرارة الأحداث بعد أن صعد منتمون إلى فصيلي الرجاء والوداد إلى سطح منصة مركب محمد الخامس، لتثبيت "التيفوات" الخاصة بكل فصيل دعما لفريقه، وهو ما تسبب في اصطدام بين عناصر من "غرين بويز" المشجع للرجاء، وأفراد من "الوينرز"، الفصيل الداعم للوداد، بحكم حساسية المباراة، وما يواكبها من شحن عاطفي كبير بين جمهور الفريقين. وجود الفصيلين فوق سطح المنصة لم يواكبه حضور أمني لتفادي أي احتكاك مفترض، ما تسبب في شجار وعراك، وتبادل للاتهامات بين الفصيلين، بدأت شرارته فوق سطح منصة المركب وانتهت على مدرجات الملعب، إذ تدخل حينها رجال الأمن ب"عنف مبالغ فيه" أظهرته الصور التي حصلت عليها "هسبورت"، التي بيّنت أن رجال الأمن بمدرجات "فريميجة" تعاملوا ب"قسوة" مع الجمهور الودادي، ما أجج شرارة الاحتكاك والعنف المتبادل ليتطور إلى إصابات بين الطرفين. كل هذه التفاصيل جعلت من محيط مركب محمد الخامس "يشتعل" عند نهاية المباراة، حيث عمدت الجماهير الودادية إلى "الانتفاضة" في وجه رجال الأمن، قبل أن تتحول الاشتباكات بين الجمهور الودادي والرجاوي، حيث وجد رجال الأمن أنفسهم وسطها، بعد أن خُرّبت العديد من الأملاك الخاصة، والعامة، وكسرت العديد من السيارات والمحلات التجارية، في الوقت الذي نقل العديد من رجال الأمن، والجماهير التي حضرت ل"الديربي" إلى المركز الاستشفائي ابن رشد، حيث مازال بعضهم إلى اليوم، يتلقى العلاجات الضرورية. وأكد عضو من فصيل "غرين بويز" في تصريح ل"هسبورت" أن "أحداث الشغب التي اندلعت في الدقائق الأخيرة للمباراة، أتت بعد "تهجم" بعض أعضاء فصيل "الوينرز" على أفراد مجموعتنا المرابطين فوق سطح مركب محمد الخامس لإنجاح "التيفو"، ما جعلهم يدافعون عن أنفسهم بالوسائل المتاحة لهم ودخلوا في اشتباكات خرجت عن سيطرتنا كمجموعة. أما عن "شغب" الأحياء المجاورة للملعب بعد نهاية المباراة، فهي مناوشات مألوفة في كل "ديربي" بين بعض القاصرين من كلا الجانبين". هذا في الوقت الذي أشار فصيل "الوينرز" إلى أنه لن يعلق على الأحداث إلا من خلال بيان رسمي من المفترض أن ينشره هذا المساء.