دخلت جماعة سيد الزوين بضواحي مراكش ، منذ بداية الأسبوع الجاري ، حالة احتقان شديدة بفعل معارضة السكان مدعومين بفصائل سياسية و جمعيات محلية لإنجاز مشروع لتعبيد طريق قيل إن خلفياته ذات طابع انتخابي . و واجه السكان آليات إنجاز المشروع الذي صودق عليه في إحدى دورات المجلس من السنة الماضية ، معتبرين أنه لا يخدم المصلحة العامة و لا يلبي حاجيات السكان المتفاقمة ، بقدرما يلبي مصلحة عضو جماعي لكون الطريق المراد إصلاحه يؤدي مباشرة إلى بيته . و اعتبر السكان أن إنجاز هذا المشروع لا يشكل أولوية في جماعة يفتقر فيها السكان لكل شيء ، و يعانون من ضعف الخدمات التي تقدمها الجماعة الغارقة في حالة خصاص كبيرة . متسائلين عن دواعي إعطاء الأسبقية لإنجاز هذا الطريق في وقت تظل مناطق شاسعة ، يقطن بها باقي ساكنة الجماعة، مهمشة . و قال شهود عيان إن القوات العمومية انتقلت إلى تراب جماعة سيد الزوين تحسبا لأي انفلات في ظل إخبار السلطة المحلية بمنع الاعتصام الذي دعت إليه فعاليات سياسية و جمعوية للاحتجاج على المشروع المذكور . و أكدت مصادرنا أن الأجواء المحتقنة بالمنطقة مرشحة لمزيد من التصعيد ، بفعل إصرار السكان على رفض تنفيذ المشروع المحتج عليه ، مقابل تعنت المجلس الجماعي في عدم الإنصات لصوت المواطنين . و كانت منطقة سيد الزوين مسرحا لاحتجاج السكان خلال الاسبوع الماضي اعتراضا على إنجاز المشروع الذي اعتبر محاباة لعضو جماعي ، تحركه المصلحة الخاصة ، و ليس الصالح العام . و في ذات السياق عقدت تنسيقية الجمعيات المحلية اجتماعات من أجل البت في التحرك المطلوب دفاعا عن مصلحة الساكنة و مواجهة لتسخير المؤسسة الجماعية لخدمة المصالح الخاصة ، بعيدا عن مسؤوليتها الأساسية . كما ذكرت مصادر من عين المكان أن قائد المنطقة بادر إلى عقد لقاء بين رئيس الجماعة و ممثلين عن الجمعيات الرافضة للمشروع يوم الجمعة الماضي، بقصد البحث في سبل تهدئة التوتر و الوصول إلى بدائل لحل المشكل . و يذكر أن جماعة سيد الزوين تعيش على إيقاع توترات متوالية بفعل تفاقم المشاكل المرتبطة بالتدبير المحلي .