أقدم العشرات من طلبة حي سيدي بوجيدة بفاس في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين 19 ماي 2014، على القيام بعرقلة عمل حافلات النقل الحضري المخصصة للخطوط المباشرة لنقل الطلبة باتجاه جامعة ظهر المهراز ، ومنعها من مواصلة سيرها العادي ، وقالت المصادر إن الطلبة سعوا من خلال هذه المحاولة المثيرة للاستغراب إلى استعمال خدمات هذه الحافلات من دون أداء واجب تذاكر الركوب ومحاولة فرض المجانية بواسطة القوة ، حسب الشعارات التي كان «المتمردون» يطلقون العنان لحناجرهم للصدح بها. ورغم ان الطلبة يعون جيدا أن عملهم هذا يخالف كل الأعراف والقوانين « طلبة الحقوق « ولا يليق بسمعة الطالب الفاسي، على حد تعبير بعض الطلبة أنفسهم، فقد استمروا في عرقلتهم لعمل الحافلات إلى وقت متأخر من ذات اليوم. وقال الطالب إدريس لعيوني أن خدمات الخطوط المباشرة التي خصصتها شركة سيتي باص فاس لنقل الطلبة من أحيائهم إلى كلياتهم ومعاهدهم ذهابا وإيابا، تعد خطوطا غير تعاقدية على اعتبار أنها غير متضمنة في دفتر التحملات، وبالتالي فإن الشركة المفوض لها تدبير مرفق النقل الحضري غير مجبرة على القيام بهذه الخدمات، وهو الأمر نفسه الذي أكده مسؤول من ذات الشركة، مضيفا «إن الخطوط المباشرة غير إلزامية بالنسبة لنا، وإذا كنا قد لجأنا إليها فلأننا أردنا إعطاء عناية خاصة لطلبتنا ومساعدتهم على ربح الوقت في التنقل من وإلى أحيائهم وكلياتهم » . واعتبر شهود عيان أن عرقلة عمل الحافلات من قبل بعض الطلبة، عمل غير مسؤول، مضيفا « يمكن للطلبة الاحتجاج إذا لم تقم الشركة بتوفير خدمات النقل، ولكن طالما الخدمات متوفرة، فإنها تبقى احتجاجات مشبوهة وتطرح أكثر من علامة استفهام»، وأكد ذات الشهود« إن الطلبة لا يمكن أن يلجؤوا للقيام يهذه العراقيل، ونحن لا نستبعد وجود أياد خفية وراء تدبير هذه الاختناقات». وأجمعت الآراء أنه «إذا كان التمدرس حقا من الحقوق المكفولة لجميع الطلبة ، فإن المجانية أمر غير مقبول . سيما و أن الطلبة يستفيدون من اشتراك استثنائي جدا لا يتعدى 60 درهما في الخطوط الجامعية المباشرة» ، وفيما يرى بعض الطلبة أن سلوك زملائهم غير مبرر ولا بد من مراجعته حرصا من الجميع على السير العادي للمرفق ، فإن استثمار المجهودات التي أنجزتها الشركة طيلة سنة ونصف من عمر التدبير المفوض بفاس يستلزم وفق المصدر ذاته « المزيد من تحسين الخدمات والرفع من الجودة عوض تقويض كل ما تم تحقيقه من أجل مطالب غير منطقية وغير مشروعة» .