يعيش الطلبة الجامعيون هذه الأيام بفاس حالة من الغليان بسبب النظام الجديد الذي أقرته الشركة التي فازت بصفقة التدبير المفوض، وفرضته على الطلاب الجامعيين والتلاميذ، مما دفع بهم أمام تجاهل الإدارة لمطالبهم، إلى تنظيم مسيرة احتجاجية على الأقدام في اتجاه مقر الشركة بحي سيدي إبراهيم يوم الإثنين الماضي، بعدما حرمتهم هذه الأخيرة من حقهم المكتسب والاستفادة من استغلال بطاقة النقل الشهرية طيلة أيام الأسبوع، كما كان عليه الأمر خلال عهد إدارة الوكالة المستقلة للنقل الحضري بفاس، وألزمت المنخرطين من الطلبة والتلاميذ أداء ثمن التذاكر أيام السبت والأحد والعطل واستعمال الحافلات فقط أربع مرات في اليوم من خلال خطين لا أكثر. قرار اعتبره الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بفاس بالعشوائي والمجحف ويدخل ضمن محاولة التضييق على الطلاب، حيث كلفهم الشيء الكثير وحرمهم من حق الاشتراك لشهر شتنبر، وقلص عدد الخطوط من ثلاثة خطوط إلى خطين فقط، وكذا تقييد حق التنقل في حدود الساعة السابعة مساء، مع عدم صلاحية البطاقة أيام الأحد و العطل والأعياد الدينية والوطنية، أضف إلى ذلك حرم طلبة وتلاميذ القطاع الخاص من حق الانخراط، وإلغاء الخطوط المباشرة الرابطة بين الأحياء الكبرى والجامعة. من أجل هذه الأسباب وغيرها من نقص كبير في عدد الحافلات ورداءة جودتها، قرر الطلبة الرفع من وتيرة احتجاجاتهم وتظاهروا أمام محطة ركوب حافلات خط 6 على مستوى أحد روافد شارع الشفشاوني، حيث الأمور كادت أن تتطور بعدما تدخل ثلاثة أشخاص وصفهم الطلبة «ببلطجية الشركة» ، حيث حاولوا الاعتداء على المحتجين، قبل أن يتدخل رجال الأمن الذين طوقوا المكان وأطلقوا سراح الحافلات المحاصرة، وفتحوا «حوارا» مع المتضررين جعل أحدهم، بشكل عفوي ، يدعم مطالب الطلبة واعتبرها بالمشروعة، الشيء الذي أغضب رئيسه المباشر وطلب منه الانتظار في السيارة! وقد ندد الطلبة بالقرارات ووعدوا الشركة بالتصعيد، وخوض مختلف المعارك النضالية، إذا لم تتراجع شركة سيتي باص للنقل العمومي عن تطبيقه، ومراعاة حقوق الطلبة و التلاميذ والمتدربين، التي تراجعت عنها الشركة المفوض لها تدبير هذا المرفق العمومي بعدما التزم حميد شباط خلال الدورة العادية للمجلس الجماعي التي انعقدت يوم 24 يوليوز 2012، بأن هذه الأخيرة ستحافظ على أثمنة انخراطات الطلبة والتلاميذ المعمول بها حاليا لمدة ثلاث سنوات، إلى جانب الاحتفاظ بعمال الوكالة ومكتسباتهم وترسيم المؤقتين، مما جعل المجلس الجماعي يضع رهن إشارة «سيتي باص» ممتلكات الوكالة، التي أصبحت في ملكية المجلس بعد عقد الصفقة الجديدة. على هامش هذه الاحتجاجات الطلابية نتيجة تخلي إدارة الشركة الجديدة عن وعودها، أصبحت تحوم بعض الاضطرابات في صفوف عمال ومستخدمي النقل الحضري بفاس، بشأن مصيرهم، ومصير حقوقهم الاجتماعية، تخوفا من تنصل الإدارة من التزاماتها حيال وضعية المستخدمين.