تعقد جمعية التضامن لمستخدمي القطاع الصيدلي بولاية أكادير، النسخة الحادية عشر من أيامها الوطنية لهذه السنة يومي السبت والأحد من الشهر الجاري، وذلك بمركب الفروسية لأكادير، تحت شعار «الشراكة العلمية» من تأطير مجموعة من الدكاترة والخبراء والباحثين وممثلين عن وزارة الصحة. هي فرصة أخرى للتداول والنقاش والتفاعل مع قضايا الصحة والدور المحوري والأساسي والرئيسي الذي يلعبه مساعد الصيدلي داخل المنظومة الصحية على اعتبار أنه يشكل دعامة سياسة القرب ، وأن الفضاء الصيدلي يعتبر البوابة التي تتم فيها التدابير سواء القبلية أو البعدية لولوج المنظومة الصحية بحيث يتم التوجيه والتحسيس والتربية الصحية بكل الأشكال المتاحة لأنه بكل بساطة يعتبر الفضاء الأقرب إلى هموم الناس وآهاتهم. وقد شكل الكم الكبير لمساعدي الصيادلة بالمغرب والانتشار الجغرافي سواء بالمناطق النائية أو غير النائية فرصة لتصريف خبرات هذه الفئة التي ما فتئت تهتم بآلام الناس، وتتفهم مشاكلهم الحقيقية مع ما يعانوه بالمؤسسات الصحية، بحيث أصبحت فضاءات الصيدليات صندوقا لابتلاع المشاكل ومجالا لرأب صدع المواطنين جراء المعاناة التي يتخبطون فيها، مدركين جيدا أن الخصاص الكبير والمهول للأطر شبه الطبية كما الأطر الطبية على اختلاف تخصصاتها، معطى حاضر وثابت وراسخ يشفع لهذه الفئة بتحمل هذه المسؤولية، خاصة وأنهم يعملون جاهدين على توسيع معارفهم العلمية والطبية بكافة الطرق وفي جميع أنحاء المغرب التي تعرف تنظيمات جمعوية مماثلة وتحمل نفس الهم لسد هذا الخصاص. كما أن الفضاءات الصيدلية تعتمد سياسة مواكبة المستجدات العلمية المحلية والإقليمية والوطنية، وهي بذلك تضمن استمرارية بقائها بما يفيد المستوى السوسيو اقتصادي، وهي في نفس الآن تنخرط بلا شرط في تأدية خدمة برامج وزارة الصحة. رغبة أكيدة لشغيلة القطاع وتشبثها بالمطلب الأساسي والمهم ألا وهو التكوين المستمر في أفق تأهيل وتقنين آليات النصوص التشريعية حتى تتمكن هذه الفئة من تأمين ذاتها وتوفير خدمة كاملة للمواطنين، تماشيا مع برامج وزارة الصحة والوزارات التي تدور في نفس الفلك. إن مطلب الشراكة العلمية هو التزام يستمد أبعاده من النظرة للواقع الفعلي، الملموس، المعاش، السائد، القائم، المعروف، المتواجد، الراسخ والمتجذر الذي يعرفه الوضع الصحي بالمغرب، والرغبة في تغييره وتحسينه. وضع ليس في حاجة إلى من يمتص دمه ولا يعطيه أمثلة ودروسا في فن التجميل وإنما هو وضع في حاجة إلى إجراء عملية جراحية تستأصل الداء الخبيث من جسمه الغض. اليوم يد شغيلة القطاع الصيدلي بالمغرب ممدودة للتعاون والتآزر والعمل المشترك لأجل خدمة نبيلة يستحسنها المرضى على كافة مستوياتهم. مطلب التكوين الذاتي هو نقطة قوية في سجل شغيلة هذا القطاع، وهو في العمق موقف شجاع وقوي وتواضع كبير للتزود بالعلم والمعرفة العلمية، وهو صيغة أخرى لإحراج الجهات المعنية لتحمل مسؤوليتها كاملة كل من موقعه.