قضية مسؤول بالقاعدة العسكرية الجوية بسلا يدعى «نور الليل عبد الحق» ، والذي أدين بثلاث سنوات سجناً نافذا في القضية عدد 2013/2947/3267 بتهمة التحريض على التظاهر رغم نفيه التام وإنكاره ما نسب إليه، كانت لها تبعات خطيرة على أسرته الصغيرة والكبيرة ، حيث غادر أبناؤه أقسام الدراسة بسبب هذا «الظلم» المرتكب في حق والدهم ، و لم تتقبل الأسرة أن يرمى بمعيلها ظلما في السجن وفي ظروف مهينة ، بالرغم من براءته، بحسب ما جاء في رسالة توصلت الجريدة بنسخة منها موجهة من طرف أفراد عائلة « الضحية» إلى كل من يهمه الأمر من المسؤولين، وهم ينتظرون إعادة النظر في الملف من أساسه لأنهم يعتبرون أن القضية من أولها كانت «مفبركة». «نور الليل عبد الحق » نفى خلال الاستماع إليه تمهيدياً أن يكون قد حرض النسوة على التظاهر والاحتجاج، كما نفى نفياً قاطعاً تهديده لرجل الدرك، بل صرح بأن الأمر لايعدو أن يكون سوء تفاهم ليس إلا. الحكم على المسؤول بالقاعدة العسكرية تسبب في تشريد عائلة بأكملها، بحيث أن أبناء المعني بالأمر، والذي يشهد له جميع رؤسائه بالتفاني والإخلاص في العمل بعد قضائه حوالي 30 سنة في الخدمة العسكرية ومازالت صحيفة العقوبات لديه ورقة بيضاء و كان يُعطى به المثل . فأمام إنكار المتهم المنسوب إليه، وفي غياب شهادة شهود أو مصرحين يعززون أقوال الدركي محرر المحضر، تبقى تصريحات المتهم هي الصحيحة، حيث أنه من المعلوم قانونياً وفقهياً أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته. وتضيف الرسالة التي توصلت الجريدة بنسخة منها «.. فالمحضر الذي قُدم به إلى المحكمة يتضمن عدة ثغرات وتناقضات، فهناك تناقض كبير بين الديباجة وآخر الصفحة الأولى (المحضر)، بل إن محرر المحضر، ونظراً للارتباك الذي حصل لديه، لربما لأن همه الوحيد هو توجيه تهمة التحريض، فهو أصبح لا يعرف متى وقع سوء التفاهم. فتارة يذكر يوم السبت 2013/12/21 وتارة أخرى يقول إنه يوم 2013/09/22 ، وفي المحضر يذكر يوم الجمعة 2013/09/20 ! المهم أن يوجه التهمة إلى المسؤول بالقاعدة الجوية، وحيث أن محرر المحضر والجهة المشتكية جهة واحدة، فإن الأمر لا يعدو أن يكون تحاملا ومحاولة لتوريط المتهم. لكن الغريب في الأمر، أنه في المراسلة التي بعث بها قائد المركز القضائي بسلا إلى الجنرال مدير العدل العسكري تحت رقم 2/1067 تتحدث عن يوم 22 شتنبر 2013. لذا وجب التدقيق في التاريخ والوقت، في المحضر قيل إنه يوم السبت أو الجمعة، وفي المحضر الثاني المرفوع إلى الدوائر العليا قيل إنه يوم الأحد (حوالي الساعة الخامسة). كما أن المحضر الذي تم به الحكم على المسؤول، جاء فيه بالحرف «أن يوم السبت 21 شتنبر، ابتداء من الساعة الواحدة بعد الزوال، عند مدخل الإقامة العسكرية محمد السادس، الكائنة إلى جانب القاعدة الأولى للقوات المسلحة الملكية بحي السلام، تجمهر عدة نسوة فاق عددهن الأربعين». فهل المسؤول العسكري المدان كان على علم بهذه التظاهرة؟ فلا علاقة له بهذه المظاهرة لا من قريب ولا من بعيد. هل كان وحيداً أم مع رجال آخرين؟ وهنا وجب الوقوف عند المراسلة الإخبارية، والتي تقول بالحرف ومحرر المحضر يشهد على تورطه وأنه وجه التهمة إلى (ع. ن) انتقاماً. لذا وجب تقديم هذا المحرر إلى العدالة، خاصة وأنه أمضى على هذه المراسلة. ففي الفقرة الثالثة ورد : « يشار إلى أنه أثناء المظاهرة، ظهر شاب في العشرينات من عمره وهو يتوسط مكانا أمام المدخل الرئيسي للإقامة، حيث تمت دعوته من طرف عناصرنا إلى الابتعاد عن هذا المكان، لكونه يعرف تجمع أشخاص آخرين، وبالتالي مظاهرة موازية، إلا أنه أبدى مقاومة. إلخ... ثم ليحضر والده المسمى... وهو ملازم أول بصفوف القوات المسلحة حضر هو الأخير، مزكياً لما قام به ابنه وزوجته، مبدياً عدم احترام تام أمام المقدم قائد سرية الدرك الملكي بسلا، متفوهاً بكلام....... وهو يلوح بيديه وبصورة أثارت انتباه الحضور، الشيء الذي زاد في تعنت المتظاهرات اللاتي اتخذن هذه الممارسة من هذا الضابط تشجيعا لهن». فهذا الاعتراف لمحرر المراسلة يجعله في قفص الاتهام، لأنه أعطى معلومات خاطئة إلى المحكمة التي أدانت المتهم، كان عليها أن تدين هذا الدركي على كذبه وخيانته للأمانة، فتغيير الحقائق يعتبر من الكذب وأدى ثمنه شخص بريء . فلماذا لم يتم تقديم كل هؤلاء الرجال والنساء إلى المحكمة، بل قرر الانتقام من شخص بريء بسبب سوء تفاهم بسيط؟!». قضية نور الليل التي أراد البعض أن يطويها بعد إصدار حكم بشأنها ، تطرح التساؤل إن كانت في مجملها تدخل ضمن خانة القضايا الاستباقية التأديبية لإعطاء العبرة للآخرين وردعهم، لكن الأكيد أن التناقضات التي قدمها المتهم والتي لم تؤخذ بعين الإعتبار، تؤكد بأنه من الواجب، إحقاقا للعدالة، أن يعاد النظر في الملف لأنه خلف مأساة اجتماعية وتسبب في تشريد عائلة كاملة. أمل عائلة نور الليل أن تنصف العدالة رب الأسرة وأن تعود البسمة لأفرادها ، الذين حوّل سوء تفاهم بسيط ورغبة في الانتقام حياتهم إلى معاناة حقيقية...