ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتورة يانا كوروبكو المستشرقة الأوكرانية والخبيرة في العلاقات الدولية ل «الاتحاد الاشتراكي» .. كتاب قيد الطبع بأمريكا يحذر من مخاطر حرب عالمية ثالثة
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 24 - 05 - 2014

الدكتورة يانا كوروبكو مستشرقة أوكرانية، قادها بحثها العميق في الدين الإسلامي وتراثه إلى اعتناق الإسلام عن فهم وقناعة. فهي تجيد ثماني لغات، بالإضافة إلى العربية، تجيد أيضا الصينية والإسبانية و الإيطالية والفرنسية و الإيطالية الانجليزية.
في الأيام القليلة المقبلة سيصدر لها كتاب بالولايات المتحدة الأمريكية حول الحرب العالمية الثالثة، وتستعرض في هذا المؤلف المهم المؤشرات والحروب التي تخاض من أجل تأمين الموارد الطبيعية للغرب مستقبلا، كما تكشف عن خبايا الأزمة الأوكرانية والحلول التي تراها بديلا لإنقاذ هذا البلد والخروج من عنق الزجاجة.
كما تتوقع أن تكون أوكرانيا في مصاف الدول العظمى لطبيعة موقعها الاستراتيجي ومواردها البشرية. وتكشف في هذا الحوار عن رحلتها لاعتناق الدين الإسلامي ونظرتها للجماعات المتطرفة التي تشوه صورة الإسلام، وكذلك موقفها مما يسمى بالربيع العربي، وحبها الجارف للأغاني الكلاسيكية العربية، إلى غير ذلك من المواضيع التي أثارتها معها جريدة «الاتحاد الاشتراكي».
o سيصدر لك كتاب جديد في الأيام المقبلة بالديار الأمريكية باللغة الإنجليزية حول الحرب العالمية الثالثة. حدثينا عن هذا المؤلف؟
n هو كتاب جاء بناء على الأحداث السابقة الدولية، واضطهاد الدول الكبرى مثل أمريكا وروسيا والصين لعمليات السلام، وكذلك الحرب العالمية الثانية، التي تريد تغيير الموازين في كل العالم. و هذا الكتاب مختلف عن كل الكتب الأخرى التي تطرقت إلى الموضوع، لأنه يتطرق إلى مجالات مختلفة، المجال النفسي والاقتصادي والعلاقات الدولية والمجتمع، إلى غير ذلك من النقاط، خاصة الخطوات الممكنة التي يجب اتخاذها لحماية السلام في العالم. وهذا الكتاب ألفته مع الأستاذ محمد موسى، وهو دكتور في العلاقات الدولية، كندي من أصل عربي. ونحن نقول إن هناك العديد من النقاط التي توجد في العالم، والتي يمكن أن تقود إلى حرب عالمية ثالثة مقبلة، إذا لم نحتط ونقوم بتسوية الأزمات في تلك المناطق، مثل المناطق المتنازع حولها، كالمناطق الفلسطينية، ومنطقة كاشمير بين الهند وباكستان والصراع القائم بين العالم الإسلامي و العالم الغربي .. لأن الرأي مختلف بينهما جدا، ويمكن الحفاظ علي الحوار بين هذين العالمين، إذا كان هناك اهتمام متبادل بين الطرفين، والنظامان في كل من الجانبين مختلفان جدا، لكن مع وجود نقاط التلاقي والتفاهم يمكن تجنب أية مواجهات وخلافات، وهذه الحرب نعيشها الآن.
o الدكتورة يانا كوروبكو، إن سمحت، ما هي طبيعة هذه الحرب التي نعيشها الآن؟
n هذه الحرب تقام بغير الوسائل التقليدية، بل بوسائل جديدة هي حرب نفسية، حرب مرتبطة بتشويه صورة الإسلام، واستخدام المعلومات التي نحصل عليها عبر وسائل الإعلام الغربية، هناك تعصب نفسي قوي ضد العالم الإسلامي، وبالتالي نشر وقائع وصور مزيفة، ونتذكر أن الرئيس الأمريكي جورج بوش، الابن، خاض حربا على ما سماه بمحور الشر، إيران سوريا وكوريا الشمالية. وهذا كان إعلان رسمي عن الحرب على العالم الشرقي، وبداية ما نسميه بالحرب الحديثة، تستخدم فيها أسلحة مختلفة عن الحربين العالميين الأولى والثانية.
o هل يمكن الحديث أن هذه الحرب، بغض النظر عن الدفاع عن المصالح الاقتصادية، هي حرب حضارية؟
n أعتقد أن الحديث عن صراع الحضارات، حديث غير صحيح، لأن هناك وجودا أكثر للصدام من أجل التحكم في المصادر الطبيعية، إنسانية اجتماعية، خاصة في العالم الإسلامي الذي توجد فيه هذه المصادر الطبيعية، والتي يحتاج إليها الغرب لتأمين مستقبله أكثر. والغرب إن لم يحصل على هذه المصادر الآن، فإنه سيتآكل ويجد نفسه في أزمة حقيقية، بل سيحكم عليه بالفناء بعد قرون من الزمن.
o إذا كان الأمر كذلك، فإن هذه الحرب آتية لا ريب فيها، وهي حتمية لا محالة. ما هي الحلول التي يقترحها كتابك للحيلولة دون وقوع هذه الحرب؟
n كما ذكرت في كتابي، فإن هذه الحرب لها طابع خاص، حرب نفسية وسياسية واقتصادية، وهناك تعبئة نفسية لكل شخص ضد الآخر، وليس الأمر يتعلق بحضارات تتغير. وهذا يتطلب القيام بحوار مباشر وصريح بين الأطراف المعنية، ليس بين الحكومات والأنظمة، لكن بين المسلم والمسيحي والبوذي وغيره، وهو الحوار الذي يمكن أن يقتنع بقيمة الآخر، ففي حوار الحضارات لا مكان للسياسة، هذا الحوار بين الشعوب وليس بين السياسيين.
والخطوة الثانية، القيام بنظام خاص بالمنظمات الدولية مهمتها دراسة التغيرات المستقبلية، ومن المهم الآن أن يتم إحداث تغييرات مهمة على مستوى الأمم المتحدة وكذلك مجلس الأمن حتى تتحمل هذه المنظمات مسؤوليتها، تكون أكثر نجاعة وتلعب دورها الأساسي في العلاقات الدولية وإشراك دول أخرى في مجلس الأمن مثل الهند والبرازيل، وتمثيلية الدول العربية في هذا المجلس، حتى تكون هذه المنظمة منصفة ومسؤولة، وبالتالي ستكون السياسة أكثر سلمية، أو بصيغة أخرى من أجل سياسة ناعمة، وليست سياسة القوة. لتجنب الحرب العالمية الثالثة يمكن البحث عن طرق للحوار، وهي مسؤولية كل حكومة التي عليها أيضا السماح للمرأة لكي تتبوأ المناصب العليا سواء في البرلمان أو غيره، والانفتاح الديمقراطي وإقرار الحريات والتعليم، والعلاقات الدولية، فحتى في الولايات المتحدة الأمريكية، ليس كل النساء يتمتعن بذلك. ويقترح كتابي إقرار نظام للإنذار المبكر للتأهب والاستجابة الأمنية وتخفيف الأعقاب الدولية عبر الرصد و التنبؤ ونشر المعلومات عن مخاطر الحرب العالمية.
o هل تعتقدين أن المسؤولين الحكوميين وكذلك المسؤولين على مستوى المنظمات الدولية واعون بهذه الإشكالية؟
n هناك الكثير من التقارير حتى من داخل الأمم المتحدة التي تحذر من وقوع الحرب العالمية الثالثة منذ الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وتحدر أيضا من الحرب النووية، وحاليا هناك حرب نفسية وحرب السيبيرانية (حرب التكنولوجيات الحديثة).
لكن لحد الساعة ليست هناك مجهودات ملموسة لإيقاف هذه المخاطر.
o أنت من جملة المستشرقين الذين دفعهم بحثهم ودراستهم للإسلام إلى اعتناق هذه الديانة، هل هذا صحيح.
n نعم.
o هل يمكن أن تحدثي القارئ المغربي والعربي عن هذه النقطة؟
n هذا قرار شخصي، لقد بدأت تعلم اللغة العربية منذ عشر سنوات، وعشت في العالم العربي، ودرست بشكل عميق الحضارة الإسلامية، وفهمت الحقيقة التي كنت أبحث عنها لأعيشها كل يوم، وكل الأصدقاء والزملاء الذين قدموا لي العون لفهم الإسلام، واتخذت قرار اعتناق الإسلام، وأنا أقوم بكل الشعائر، من صوم شهر رمضان وأداء الصلوات الخمس.. والحمد لله على اتخاذ هذا القرار منذ 5 سنوات، وأدرس كل شيء عن الإسلام.
o أنت عقلانية أكيد، بحكم تخصصك، ماذا لو كان قد درست الأديان الأخرى، هل كان من الممكن أن تتأثري بها وتعتنقي إحدى الديانات الأخرى غير الإسلام؟ لماذا الاسلام بالضبط؟ هل هناك نقاط محددة دفعتك لاتخاذ هذا القرار؟
n أنا عشت في العديد من دول العالم، وأتحدث 8 لغات أجنبية بطلاقة: العربية، الصينية، الإيطالية، الفرنسية، الإنجليزية، الإسبانية وغيرها، وفي هذه اللغات هناك أديان مختلفة، ومن قبل درست العديد من الأديان، ولم يدخل أي دين في قلبي، ماعدا الدين الإسلامي، فسبحان الله حينما أفتح القرآن وأفهم معاني هذه السور والآيات، وهذا بالنسبة إلي كان أكبر اكتشاف في العالم، إنه كتاب مليء بالدلالات والعبر..، وهذا لم يحصل مع الأديان الأخرى. وأنا أدرس أكثر فأكثر الدين الإسلامي، وأنا فخورة بديني، وأعتقد أن هناك صورة مشوهة لدى العالم الغربي تجاه الإسلام، والذي لا يعرف الإسلام الحقيقي وغير مطلع عليه، وهناك من يسمح لنفسه بالتحدث بصورة غير جيدة عن الإسلام رغم أنه يطلع عليه ولم يقرأ ويتدبر القرآن الكريم، وهذا ما يؤدي إلى الصراع ما بين المفاهيم.. لو كان هناك اطلاع جيد من طرف العالم الغربي عن الدين الإسلامي لكان الواقع مختلفا تماما.
o ألم تعترضك أية مشاكل من طرف عائلتك وأصدقائك وزملائك والمحيطين بك بشكل عام ، حينما اعتنقت الدين الإسلامي؟
n هناك حب متبادل بيني و بين عائلتي، وحينما اعتنقت الإسلام، كان والدي متفاجئين كثيرا بهذه الخطوة، لكن الآن يتقبلاني، كما أنا، فمثلا في شهر رمضان حينما كنت في أوكرانيا استيقظ مع الفجر لأصلي صلاة الفجر، ويحسان بأن هذه هي الحقيقة كما أعيشها، خاصة وأنهما يعرفاني جيدا.
o ألم يتأثر بك أصدقاؤك وعائلتك، وفتحوا معك النقاش لاستيعاب هذه الديانة الجديدة بالنسبة إليهم؟
n أنا لي علاقات مع أشخاص من ديانات أخرى، وكذلك لدي علاقات مع أوكرانيات مسلمات ومن دول أخرى.
o العالم المستشرق الأوكراني «أغاتا نغل كريمسكي» هو أول من أسس مدرسة لعلم الاستشراق في بداية القرن الماضي، وتعمق في دراسة الإسلام والثقافات الشرقية، إلى أي حد كان لهذا العالم تأثير على المجتمع الأوكراني؟ وتقريب الدين الإسلامي والحضارة الإسلامية إلى هذا الشعب المسالم والمتعامل مع جميع الديانات بشكل عاد وطبيعي؟
n هذا العالم من أنشأ «علم الإسلام» بأوكرانيا، ولم يكن مكان للاستشراق في أوكرنيا إلا حاليا بعد استقلال أوكرانيا، حيث كانت هناك خطوة صغيرة من خلال تأسيس مدرسة استشراقية، لكن حتى هذا الوقت لا يمكن الحديث عن وجود المدرسة الاستشراقية الكونية، تضم مستشرقين متخصصين، لكن «كريمسكي» عمل كل جهوده في ذلك الوقت، ولكنه لم ينجح في تطوير النظرية الاستشراقية في أوكرانيا نتيجة الظروف السياسية والاجتماعية القاسية في ذلك الوقت.
o بحكم دراستك المعمقة للدين الإسلامي وثراته، كيف ترين هذه الديانة بمبادئها السمحة بالمقارنة مع واقع المسلمين حاليا؟ ألا ترين أن هناك تناقضا ما بين هذه الديانة ومعتنقيها؟
n هناك وجود اختلاف طبعا، فليس كل شخص قادر وباستطاعته الوصول إلى الفهم الكامل من خلال الحياة، بل هذا يقتصر على المرء الذي يريد فهم الأشياء ولا أحد يستطيع إجباره على ذلك، طبعا هناك اختلاف مثل كل المجتمعات، هذا الاختلاف خطير جدا. وإذا أريد الحفاظ على الإسلام والرفع به كما كان في السابق، لابد من النية الصادقة والصافية، وعلى المرء أن يبدأ من نفسه، وممارسته الدين بالكلام والعمل، وهذا أهم شيء، ومن ثمة يأتي التطور الاقتصادي والاجتماعي وغيره، ليكون هناك مستقبل للعالم العربي والإسلامي ويصبحان قوة عظمى في العالم الجديد.
o ترى هل توافقي رأي أحدهم الذي قال ذهبت إلى الغرب فوجدت مسلمين ولم أجد الإسلام، وذهبت إلى بلاد المسلمين فوجدت الإسلام ولم أجد مسلمين .
n هذا يعتمد على الأشخاص أنفسهم إن كانوا يريدون أن يكونوا مسلمين حقيقيين.
وهذا يعود إليهم، أي على كل شخص حالياً وفي الظروف الحديثة، هناك وجود للدين في حياة المسلم، المسيحي واليهودي أكثر من أي وقت مضى، وهذا ما يوفر الأمن الروحي. وإذا لم يكن الدين موجوداً، فإن الحضارات تتدمر، مثلما حصل وحدث في الحضارة الرومانية والحضارة اليونانية، بسبب سوء أحوال الناس بخلاف الحضارة الإسلامية التي تتطور وتزدهر.
o كيف تنظرين إلى الجماعات الإسلامية المتشددة، القاعدة، الإخوان المسلمون، الجهاديون، التكفيريون وغيرهم.. التي اختارت السلاح باسم الدين في صراعاتها السياسية. ألا ترين معي أن هذه الجماعات تسوق صورة مشهوة عن الدين الإسلامي؟
n هؤلاء لا يترجمون الدين الإسلامي بشكل حقيقي، كما جاء في القرآن، ولن يستطيعوا الحصول على أهداف بواسطة هذا الاستخدام أبداً، مهما كانت التمويلات التي يتلقونها. هذه الجماعات ليست من مصدر إلهي، فليس هناك ما يدعو إلى سفك الدماء، وهم يحسون بأنهم غير مقدرين في هذا العالم، هذه الجماعات متطرفة، وفي آخر المطاف، فإن هذه الجماعات لن تحصل ولن تنال أهدافها، لأن الخير دائماً هو الذي ينتصر.
o لكن أستاذة يانا كوروبكو، فهؤلاء أمراء الدم الذين يتاجرون بالدين، يستندون بهتاناً إلى بعض الآيات القرآنية في «حروبهم المقدسة»، كما يدعونها مثل الجهاد وغيره التي يفسرون ذلك حسب أهوائهم؟
n الجهاد مفهوم واسع، وهناك جهاد اللسان، وأهم شيء هناك جهاد العقل، أي أن يتفكر الإنسان، ويعرف كيف يتصرف، لكن السؤال الأهم، هل تلك الجماعات المتشددة قامت بكل المراحل التي دعا إليها القرآن، قبل اللجوء إلى استعمال السلاح، بل الموكول له ذلك هو المفتي الرسمي في العالم الإسلامي الذي من حقه أن يعلن أن هناك مخاطر تهدد الإسلام. لكن هذه الجماعات تتصرف من عندياتها ومن تلقاء نفسها، وهذا ليس هو الجهاد الحقيقي، بدليل أن جل العالم الإسلامي لا يشاطرهم الرأي، ولا ينخرط في ذلك.
o لكونك متتبعة ومختصة، ألا ترين أن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بشكل خاص، ساهما في خلق هذه الجماعات الإسلامية المتطرفة، انطلاقاً من تبنيها في الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفيتي وبمباركة من أنظمة عربية إسلامية أيضاً؟
n طبعاً ساهما في ذلك بشكل مباشر، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية في إطار الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي، والدول العربية بها عناصر متطرفة.
o ما هي رسالتك إلى هذه الجماعات المتطرفة؟ هل فعلا يخدمون الإسلام أو يحاربونه ويسوقون صورة مشوهة ضده لدى العالم الغربي؟
n رسالتي بشكل عام وليس لجماعة بعينها. فالله لا يريد سفك الدماء، ولا يحتاج إلى قتل شخص حتى يتقبله في الجنة. والله يريد أن يعيش كل إنسان وفق تعاليمه التي يتضمنها الإسلام، وليس لأي شخص تلك المهمة الكبيرة اصطفاه الله لها، بل هي مهمة موكولة للعالم الإسلامي برمته، وليست موكولة لهذه الجماعات بعينها.
o كنت ممثلة لليونسكو بكل من كييف وباريس، حدثينا عن ذلك؟
n أنا كنت كذلك لمدة قصيرة، وحالياً أشتغل مع العديد من الشركات الخاصة كمستشارة استراتيجية في العلاقات الدولية في الشرق الأوسط وأوربا.
o لنعد إلى بلدك أوكرانيا، ما حقيقة الأوضاع هناك؟
n أوكرانيا تستعد حالياً لانتخابات رئاسية، وليس الوضع سهلا. لكن الشعب ككل يطمح إلى الاستقرار والعيش في دولة ديمقراطية والحصول على تطور مهم في الحياة الأوكرانية.
o هل تعتقدين ما يحدث اليوم في أوكرانيا، هو استمرار للحرب الباردة ما بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية؟
n ما يقع حالياً يمكن أن يكون تجدداً للحرب الباردة ما بين الجانبين. إذا لم ينجح الجانبان في تسوية الأزمة فيما بينهما.
o كيف تقرئين مستقبل أوكرانيا في ظل هذه الأجواء؟
n نحن كشعب أوكراني، نتمنى أن يكون مستقبل الشعب الأوكراني العظيم، وهذه الدولة ستكون عظيمة، ولها كامل المقومات وكامل القوة لذلك، والتوجه رغم كل العنف، الذي يمكن أن يشهده من أجل الحرية ومن أجل مستقبل الأجيال القادمة ومستقبل الديمقراطية، وكل العالم رأى أن الأوكرانيين لهم القوة الحقيقية.
o كاستراتيجية، ماهي الحلول المناسبة التي ترينها لحل الأزمة الأوكرانية بشكل عام؟
n أولا، ضروري القيام بانتخابات نزيهة وشفافة وانتخاب قائد يحافظ على مصالح الشعب الأوكراني بأكمله، ويقود دولة ضمن المستقبل الأوربي، بعد ذلك، يمكن التحدث والنظر إلى الجوار الوطني ما بين المناطق الأوكرانية شرقاً وغرباً ومنح حريات وصلاحيات مالية وغيرها للمنطقة الشرقية.
بدون إعلان استقلال لهذه المنطقة والعمل على انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي
o لكن في ظل هذه الرزنامة من الحلول التي تقترحينها لحل الإشكالية في أوكرانيا، السؤال المطروح هنا أين هي مصالح أمريكا وروسيا بالدرجة الأولى، أو بشكل أدق هل هذه الحلول تضمن هذه المصالح؟
n أوكرانيا دولة استراتيجية، وتطل على البحر الأسود، ولهذا السبب، فأوكرنيا مهمة لروسيا، وإذا لم تساير أوكرانيا سياسة روسيا، فإن روسيا لن تكون أبدا القوة العظمى الجديدة، ولن تجدد دورها كامبراطورية روسية، وهذه خطط بوتين، لذلك فروسيا ستعمل كل ما في وسعها من أجل النيل من أوكرانيا حتى آخر رمق لها، وإذا انضمت أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي بموقعها الاستراتيجي وبمواردها الطبيعية والبشرية.. يمكن أن تشكل قوة حقيقية، رغم أننا نرى أن خيار الحرب غير مستحسن كثيرا للتطور الأوكراني، فأوكرانيا محتاجة إلى الكثير من المصادر للوصول إلى مستوى الدول الأوربية. لهذا السبب، ستصبح أوكرانيا دولة عظيمة ومهمة، وسوف يريد الاتحاد الأوروبي وروسيا التعامل معها. وربما لهذا لن تريد أوكرانيا الانضمام إلى أوربا أو روسيا، بل كل العالم سيريد التعامل معها
o كمتشرقة، ماهي علاقتك بالعالم العربي والمغرب، وكم تستعملين اللغة العربية في حياتك اليومية؟
n أنا مسلمة، ودرست في العالم العربي، في جامعة القاهرة، حيث درست الحضارة الإسلامية ومختلف الأديان، ودرست مع زملاء مصريين ولبنانيين ومغاربة، ودرست في الإمارات المتحدة أيضا في مجال العلاقات الدولية بجامعة سوربون باريس أبو ظبي، كما اشتغلت في المجال الدبلوماسي كمستشارة في العلاقات الدولية مع السفارات، وحاليا أشتغل مع شركات خاصة مختلفة، التي تحتاج إلى استشارة من أجل علاقات استراتيجية، سواء في المجال السياسي أو في العلاقات مع الشركات العربية، وكيفية بناء الحوار مع العالم العربي، خاصة في ظل الاهتمام الغربي بالعالم العربي، وأتابع الأخبار العالمية يوميا عن طريق القنوات العربية، كما أقرأ الكتب العربية وأفضل في وقت الفراغ تعليم الأطفال الحضارة العربية بشكل عميق
o كيف تنظرين إلى ما يسمى بالربيع العربي، وهل يمكن الحديث فعلا عن ربيع عربي؟
n لا أعتقد أن هذا ربيع حصل على الأهداف المتوخاة من ذلك، ربما يكون في المستقبل. وتختار هذه البلدان القائد الحقيقي، إلى هذا الوقت ليس هناك ربيع عربي موجود، فكل هذه البلدان بشكل أو بآخر تعيش تحت حكم الأنظمة السابقة والقوانين السابقة، ولا تعيش حياة جديدة، وهذا هو التحدي الكبير في العالم العربي. ربما لأولئك الذين باشروا حراكهم يتطلبون المزيد من الوقت، حتى يكون متظاهرو الأمس هم الحكام غدا.
o لكن كاستراتيجية وخبيرة في العلاقات الدولية، هل ما حدث في العالم العربي هو نتاج لحراك شعبي أم لتدخل أمريكي بشكل مباشر، كما حدث في ليبيا أو غير مباشر، كما حدث في مصر؟
n كل دولة من العالم العربي، التي عاشت ما يسمي بالربيع العربي، مختلف عن غيرها. فما حصل في ليبيا مغاير تماما لما حصل في تونس، والبحرين والمغرب ومصر.. ففي تونس، كان الحراك شعبيا، لذلك رأت أمريكا أنها ممكن أن تتحرك ليكون لها مستقبل في الدول الأخرى. وما حصل في ليبيا كان الدور فيه لأمريكا بشكل مباشر، وتدخلت في شؤونها رغم أنها كانت تتدخل منذ زمان، لكن لم يحصل أن تدخلت بشكل مباشر.
أما في سوريا، هناك دور روسي واضح لصالح النظام، بحكم أنها دولة استراتيجية تخدم المصالح الروسية. أما في البحرين هناك حماية من طرف المملكة العربية السعودية للحد من المد الشعيي وغير ذلك
o لكن هناك محللون سياسيون يرون أن الحراك الشعبي بمصر، الذي أسقط حكم الإخوان المسلمون تم من خلاله إسقاط المشروع الأمريكي ، وبالتالي سيتم إسقاط المشروع الأمريكي برمته الذي كان يروم إلى خلق شرق أوسط جديد، إلى أي حد أنت موافقة على هذا الرأي؟
n الرهان في مصر كان هو محاربة الإرهاب إذا ما كان هذا المصطلح في اللغة العربية صحيحا، والشعب المصري إلى الآن لم يستطع إيجاد زعيمه الحقيقي، ربما يحتاج إلى وقت أكثر من المتوقع، زعيم يكون لكل المصريين، والشعب المصري يتوق إلى الاستقرار، وهذا يتطلب وقتا أكبر، وعلى الزعماء في مصر أن يعرفوا جيدا الأحلام التي تحلم بها الأجيال الجديدة من هذا الشعب، إذا كانوا فعلا يدركون ذلك، يستطيعون بناء الدولة المصرية الجديدة، ولكن بعد تنحية حسني مبارك لم يجد المصريون البديل الحقيقي لتحقيق ما ينشده. و الشعب المصري يتوق جيدا لكي يرى بلده كما يتمنى
o بعيدا عن السياسة وهمومها، لنتحدث عن اهتمامات الدكتورة يانا كوروبكو الفنية، هل تستمتعين إلى الأغاني العربية بشكل عام، وماذا يستهويك؟
n طبعا، طبعا - تقول ضاحكة - أنا استمع واستمتع بالأغاني الكلاسيكية أحب جدا فيروز، أم كلثوم، محمد عبد الوهاب وكل الأغاني الكلاسيكية، منها المغربية أيضا والخليجية.
o سؤال شخصي، هل يمكن طرحه، حتى يتعرف عليك القارئ المغربي والعربي بشكل أدق
n تفضل. نعم ممكن طبعا
o هل أنت متزوجة؟
n أنا لست متزوجة بعد.
o هل تفكرين في الزواج من عربي أم أوكراني، أم من جنسية أخرى؟
n زوجي لابد أن يكون مسلما كما يحث على ذلك الدين الإسلامي، وأهم شيء أن يكون مسلما حقيقيا.
o كلمة أخيرة.
n شكرا لك جلال، وشكرا لك على اهتمامك بالوضع الأوكراني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.