أثار أحمد الخمليشي، مدير مؤسسة دار الحديث الحسنية صباح أمس الأربعاء بالرباط، الانتباه إلى تحول المفتي إلى ترجمان لله تذهب فتواه يمينا ويسار. وقال الخمليشي، خلال افتتاح أشغال الندوة الدولية حول موضوع «صورة الإسلام في الإعلام الأوروبي.. كيف السبيل إلى الخروج من الصور النمطية»، أن الواقع الحالي الذي نعيشه اليوم الذي يبتعد عن القيم لا يشجع على الحوار والتعايش الذي ندعو إليه. وشدد خلال هذا اللقاء الذي تنظمه دار الحديث الحسنية ومجلس الجالية المغربية بالخارج، أن هذه الفتاوى لها نصيب في الكثير من المشاكل التي يعيشها العالم من تطاحن في عدد من البلدان الإسلامية حتى داخل المساجد. وأضاف أحمد الخمليشي، خلال هذا اللقاء الذي يحضره خبراء من المغرب وإعلاميون من بعض الدول الأوربية، إننا ما نزال غير شاعرين بالمسؤولية من أجل التفكير السديد والعميق لتجاوز المشاكل في القرن الواحد والعشرين. وتأسف مدير مؤسسة دار الحديث الحسنية لتغييب القيم سواء لدى أبناء الجالية المسلمة في الخارج، وأيضا هنا بالمغرب في الخطاب الديني، مشيرا إلى أنها أصبحت هامشية في خطاب ديني أصبح يرتكز على الشكليات وتحول فيه الكل إلى مفتي، ويكتفي فيه المسلم بالاستماع فقط بدل البحث المعرفي حول الدين والخطاب الديني، محملا المسؤولية إلى أبناء الجالية المغربية أيضا، أسوة بإخوتهم في أرض الوطن لعدم إيلاء أهمية بالقيم والسعي إلى التعميق المعرفي في الخطاب الديني. وبالموازاة، انطلق أحمد الخمليشي في كلمته الافتتاحية للملتقى محاولا الإجابة عن أسئلة من قبيل هل الاهتمام الإعلامي هو وحده المسؤول عن التصور الذي يقيمه الأوربيون حول الدين الإسلامي؟»، وكذلك إلى أي حد يثير هذا الأمر الفاعلين الاجتماعيين والسياسيين في المجال؟، ثم «هل لمسلمي أوربا نصيب من المسؤولية في هذه الوضعية؟»، ثم «هل هناك من إمكانية لتحقيق المصالحة بين الإسلام والإعلام؟». وقال مدير مؤسسة دار الحديث الحسنية إن الإسلام ليس وحده المسؤول عن التصور النمطي للاوربيين عن الاسلام، مشيرا الى أن ثمة مرتكزات تدعو إلى ما يسير عليه الإعلام في اتجاه الاسلام، كما أكد أن للمسلمين نصيب في المسؤولية، موضحا أنها «ليست كل المسؤولية» لجهله بواقع الدين وبقيمه، مؤكدا على ضرورة بنا حوار مبني على التمييز ما بين النصوص الدينية و سلوك المتدينين. ومن جانبه أبرز، ادريس اجبالي، مسؤول بمجلس الجالية المغربية بالخارج أهمية موضوع صور الإسلام في وسائل الإعلام الغربية الذي يجتمع لمناقشته خبراء ونقاد وإعلاميون من المغرب الخارج، مشيرا إلى أنها مبادر لتعزيز الشراكة التي أطلقها المجلس مع مؤسسة دار الحديث الحسنية. وأكد أجبالي أن هذا الموضوع يجد مبرره في التطورات التي يعيشها المهاجر من أصل مسلم في دول الإقامة، خصوصا بعد تواتر الفعل والخطاب العنصرية في المجتمعات الأوربية التي عرفها العقود الأخيرة في ظل التحولات السياسية أو في المقالات الصحافية بخصوص الإسلام والمسلمين في أوربا. ثم تناول باحثون، ونقاد وإعلاميون خلال هذا اللقاء بعضا من هذه إشكالات ك: موضوع «صورة الإسلام في الإعلام الأوروبي.. كيف السبيل إلى الخروج من الصور النمطية» من خلال جلستين عامتين تمحورت الأولى حول «الاستراتيجيات الإعلامية وصورة الإسلام»، تشمل مداخلات حول «منبوذونا، هؤلاء المسلمون الذين لا ترغب فيهم فرنسا» و»الاستغراب في الواجهة»و?توظيف الإسلام في وسائل الإعلام»، إضافة إلى ?صورة المرأة المسلمة الأوروبية في وسائل الإعلام». أما الجلسة العامة الثانية، فتتمحور حول «الصور الإعلامية النمطية: رهانات وآفاق» سيتم في إطارها تقديم مداخلات حول «صورة الإسلام في الإعلام الأوروبي والسبيل إلى الخروج من المنطق الهوياتي» و»الآخر المسلم، اختلاق إعلامي»و»الإسلاموفوبيا الإعلامية في فرنسا: رهانات وآفاق» و»المسلمون في أوروبا: كيف الخروج من الصور النمطية».