في الوقت الذي يؤيد بعضهم مشاركة المطربين في برامج «المسابقات الغنائية» باعتبار أنها تعد قنوات اتصال مباشرة مع الجمهور الذي يعرف وجوها مختلفة عن مطربيهم، يعارض آخرون هذه المشاركة معتبرين أنها جاءت نتيجة ركود سوق الكاسيت، وبحث هؤلاء عن منافذ جديدة للتواصل مع جمهورهم. سميرة سعيد التي كانت ضمن لجنة تحكيم برنامج اكتشاف المواهب «صوت الحياة» تقول إن مشاركتها جاءت بعد تلقيها عرضا مناسبا من القناة المنتجة: «وجدت الفكرة جديدة ومختلفة بعض الشيء عن نوعية البرامج التي تقوم على اكتشاف المواهب، ووجدت الكثير من العناصر الإيجابية المتوافرة في التجربة التي ظهرت في شكل محترف». وتؤكد أنها استمعت مع لجنة التحكيم إلى عدد كبير من المتقدمين للمسابقة الذين تنوعت مواهبهم في شكل ملحوظ، ووجدت من بينهم من يستحق المشاركة، وتمنت تقديم مطرب ينال إعجاب الجمهور، وأن يكون إضافة للوسط الغنائي الذي يحتاج إلى روح جديدة. ويوضح صابر الرباعي أن تجربته كعضو لجنة تحكيم لم تكن سهلة وأخذت منه دراسة طويلة، إذ استمرت المفاوضات بينه وبين إدارة برنامج «ذا فويس» ثلاثة أشهر قبل الموافقة، إضافة إلى تخوفه من تقبل الجمهور له في هذه البرامج، لكنه وجد أن التجربة ستكون مهمة ومناسبة له فوافق عليها. ويشيد الرباعي بتجارب زملائه في برامج أخرى، ويذكر راغب علامة قائلا إنه أضفى رونقا على «آراب آيدول» وهو ما تكرر مع أحلام أيضاً، ومع زملائه كاظم الساهر وعاصي الحلاني وشيرين، المشاركين معه في «الصوت». ويعبر إيهاب توفيق عن استيائه من هجوم بعضهم على مشاركة المطربين في لجان التحكيم، ويؤكد أن مشاركتهم أمر منطقي، باعتبار أن المطرب المتمرس في الغناء لديه قدرة على الحكم السليم على الأصوات، ويتوقع ما إذا كان سيصبح الهاوي مطرباً حقيقيا أم لا، ويقول إن رأي المطرب لن يختلف عن الخبراء الموسيقيين والأكاديميين. ويرى أحمد فهمي الذي شارك في النسخة الثانية من برنامج «آراب آيدول»، أن المشاركة في لجان التحكيم تتيح للفنان فرصة صنع مكانة أخرى لدى الجمهور، ولم يخف أن البرنامج فتح له أبواب النجومية لدي الجماهير العربية، خصوصا في منطقة الخليج التي لم يكن معروفا فيها بالمقدار الكافي مقارنة بشعبيته في مصر. أما الموسيقار محمد سلطان فيؤكد رفضه اشتراك المطربين في لجان تحكيم برامج اكتشاف المواهب، ويقول إن كل عمل فني أساسه الملحن، ويضيف: «أي مطرب يعتبر مؤديا ولا يستطيع الحكم على الصوت، بينما الملحن أستاذ العمل بأكمله ومن حقه الحكم». ويرى الموسيقار حلمي بكر أن معظم هذه البرامج تمنح جواز المرور فقط للمتسابق إلى الساحة الغنائية، ويقول: «جميع المطربين المحكمين في تلك البرامج لا يصلحون لتقويم المواهب، على اعتبار أن خبرتهم تنحصر في الغناء فقط، وأستثني كاظم الساهر وصابر الرباعي، على اعتبار أنهما ملحنان في الأصل». ويكشف عن أن بعض المطربين يحكمون في شكل خاطئ، ويقول: «توجد لديهم عيوب في أصواتهم، فكيف تكون لهم القدرة في الحكم على الآخرين، كما توجد برامج مضللة لأنها تقول لجميع المتسابقين إن أصواتهم جيدة، وهنا الخطأ، ولا بد من أن توضع اليد على العيب الموجود في المتسابق». ولا يعترف الموسيقار فتحي سلامة بمسابقات الغناء، ويقول: «أراها تقليدا أعمى للغرب حتى في لجان تحكيمها التي لا يشارك فيها إلا مطربين في حاجة هم أنفسهم إلى لجان تقويم». ويشير الموسيقار محمد ضياء إلى أن اتجاه المطربين إلى التحكيم سببه كساد سوق الكاسيت وعدم رغبة المنتجين في العمل، إضافة إلى تراجع الحفلات في شكل كبير بسبب التوترات السياسية التي اجتاحت المنطقة بعد ثورات «الربيع العربي». ويهاجم الإعلامي وجدي الحكيم هذه البرامج موضحا أن هدفها تجاري بحت، وأنها غير مهنية «لأن لجان التحكيم فيها تكون من المطربين، ولا يمكن مطربا تقويم مطرب آخر، ولكن يجب أن تكون اللجنة متضمنة موسيقيين ونقادا لديهم خبرة كبيرة في عالم الموسيقى، وهذه البرامج أثبتت فشلها والدليل ألّا وجود على الساحة الفنية لموهبة من هذه المسابقات». يذكر أن كثيرا من برامج المسابقات الغنائية استقطبت العشرات من المطربين للمشاركة في لجان تحكيمها، ومنهم كاظم الساهر وعاصي الحلاني وشيرين عبدالوهاب وصابر الرباعي وهاني شاكر وسميرة سعيد وراغب علامة وأحلام ونانسي عجرم ونادية مصطفى ومحمد الحلو.