سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلامة العلاجية في الوسط الاستشفائي بعد أساسي من أبعاد جودة الخدمات الصحية .. مطلب رفعته الأسرة التمريضية بالمركز الاستشفائي ابن رشد في احتفالها بعيدها السنوي
دأبت جمعية الممرضين و تقنيي الصحة بالمركز الاستشفائي ابن رشد المعروفة اختصارا باسم أتيير، كل سنة ، على الاحتفاء بالعيد الأممي للممرضين والممرضات من خلال تنظيم يوم دراسي، وصادفت هذه السنة النسخة الحادية عشرة ، وذلك يوم الأربعاء 14 ماي 2014، تحت شعار السلامة العلاجية في الوسط الاستشفائي، حيث اختير هذا الشعار نظرا لأهمية السلامة كبعد أساسي من أبعاد جودة الخدمات الصحية، هذه الجودة التي أصبحت ضرورة بالنسبة للمؤسسات الصحية ومطلبا ملحا من طرف المواطنين، إذ تعرف في هذا الصدد المؤسسات الصحية تحديا كبيرا لتأمين هذه الجودة بسبب الضغط الكبير مقابل ركود الموارد المالية والبشرية، فئة الممرضين والقوابل وتقنيي الصحة تعد قطب الرحى في العملية العلاجية على جميع المستويات العلاجية، من شبكة المؤسسات العلاجات الأساسية، إلى شبكة المؤسسات الاستشفائية، وذلك من المستشفيات المحلية إلى المراكز الاستشفائية الجامعية. فعاليات اليوم الدراسي الذي نظم بحر الأسبوع الفارط افتتح من طرف المدير العام للمركز الاستشفائي ابن رشد الذي وجه تحية لاستمرارية التوجه الجمعوي ل «أتيير»، معبرا عن استعداده الأخذ بعين الاعتبار بالتوصيات الختامية لهذا اليوم الدراسي، الذي عرف مشاركة مكثفة لمهنيي الصحة الذين فاق عددهم 250 مشاركا، فضلا عن ثلة من الخبراء الذين ساهموا من خلال عدة عروض التي همت محورين أساسيين، الأول يخص السلامة المهنية بالنسبة للممرضين والقوابل وتقنيي الصحة خاصة، ومهنيي الصحة بصفة عامة، والثاني يخص السلامة العلاجية المقدمة للمرضى، علما بأن هذين المحورين تجمعهما علاقة تكاملية، بحيث لا يمكن تأمين علاجات تحترم معايير السلامة والجودة بدون تأمين السلامة للعاملين ضد الأخطار المهنية. تظاهرة بمحاور عدة تم من خلالها التطرق إلى عدة مواضيع تهم السلامة العلاجية من أهمها : كيفية تدبير والوقاية من العوارض الجانبية للعلاجات، وكذلك الحوادث على سبيل السقوط والانزلاق، وكيف تتم الوقاية من هذه الحوادث عبر إرساء نظام للرصد والتحليل بهدف اقتراح أجرأة تقويمية، وفي هذا الصدد تم التأكيد على أن الألم من أهم عوارض ونتائج تقديم العلاجات، لهذا فتدبير العلاج المضاد للألم خاصة لدى مرضى السرطان، نموذجا، يعد واجبا مهنيا وأخلاقيا يستلزم معرفة وكفاءة، وفي هذا الباب فقد قدم العرض عدة وسائل دوائية وغير دوائية لمحاربته والتقليل من شدته. إلى جانب إشكالية الألم خلال تقديم العلاجات، تم التطرق إلى اليقظة الهوياتية للمرضى التي تهدف إلى الوقاية من أخطاء تحديد هوية المرضى، وذلك عبر خلق وحدة بالمستشفى لهذا الغرض، ووضع إسورة التعريف (bracelet d›identification)، وكذا استعمال لائحة التحقق (la check-list) . وتعد السلامة المهنية من محددات جودة الخدمات الصحية خاصة لدى فئة الممرضين الذين يتعرضون لحوادث الشغل حيث وصل عددها لدى نفس الفئة إلى 209 سنة 2009 ، وهذا نظرا لقربهم من عدة أخطار بيولوجية، أهمها الفيروسات الكبدية خاصة باء وسين، وفيروس المناعة المكتسبة، دون نسيان جرثومة السل، وكذا الأخطار الكيميائية ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، المطهرات ومحاليل العلاجات الكيميائية للسرطان، وأخيرا الأخطار الفيزيائية كالإشعاعات والتلوث السمعي، زيادة على الاضطرابات العضلية الهيكلية بفعل العمل الليلي، وحمل الثقل الزائد، وتكرار الحركات خلال العمل العلاجي. وقد انضافت في السنوات القليلة الأخيرة، مخاطر أخرى مرتبطة بالاعتداءات اللفظية والجسدية إلى لائحة المخاطر التي تتهدد الممرضات والممرضين. من جهة أخرى هناك موضوع سلامة تحضير المحاليل للمعالجة الكيميائية لمرضى السرطان التي تمثل خطرا بالنسبة للممرض عبر لمس أو استنشاق الهواء الذي تحتوي عليه هذه الأدوية، ولهذا يجب أن يتم التحضير داخل أجهزة عازلة وباستعمال وسائل الوقاية. هذا وقد خلص اليوم الدراسي إلى إصدار مجموعة من التوصيات البالغة الأهمية ليس فقط لتأمين جودة العلاجات ، بل حتى السلامة المهنية، ومن أهمها : - خلق لجنة بالمركز الاستشفائي ابن رشد تعتني بتدبير المخاطر، وأول عمل ستقوم به هو وضع خريطة للمخاطر بالمركز. - الرفع من وتيرة التكوين المستمر لتستهدف جميع الفئات وتفعيل المكاتب المختصة بالتكوين المستمر على مستوى المستشفيات التابعة للمركز الاستشفائي. - إشراك العاملين في القرار بالهيئات المدبرة للمركز، ونعني هنا بالذكر المجلس الإداري ومجلس التدبير. - دعم مصلحة طب الشغل بالمركز الذي يعتبر من المراكز القلائل التي تتوفر عليه وطنيا. - تفعيل لجنة محاربة الألم بالمركز لتضطلع بمهام التأطير والتكوين لفائدة مهنيي الصحة من جهة، ومن جهة أخرى اقتراح طرق للتكفل بالمرضى تساهم في الحد من الألم. - دعم البحث العلمي بالمركز الاستشفائي الجامعي عبر إصدار ونشر أحسن البحوث، وإحداث جائزة لأحسنها. - تقويم ملف العلاجات التمريضية لجعله أكثر ملاءمة لطبيعة الاختصاصات الطبية. * الكاتب العام لجمعية الممرضين وتقنيي الصحة بالمركز الاستشفائي ابن رشد- الدارالبيضاء