تابع ص: (1) هذا التهديد الذي تلفّظ به المعتدي لم يفتّ من تماسك الفتاة، فردت عليه: «عيط ليهم إيلا كنت دايرة شي حاجة علاش نتربّى عيط ليهم». لحظتها - وكما أضافت الفتاة المعتدى عليها- توجّه الضابط نحوها، وكمن لم يهضم جرأتها في الردّ عليه، وشدها من شعرها بقوة ثم سدّد لها لكمات قوية على مستوى الوجه تسببت لها في كدمات، فسقطت من وقع اللكم ، وراح يسحلها في الأرض أمام ذهول الجيران، ولم يكتف بذلك بل نادى على زوجته قائلا: « خرجي تكلفي بهادي»، فأعمل فيها الاثنان يد العنف والتنكيل، الأمر الذي أدّى إلى تمزيق ما عليها من ثياب بحيث صارت عورة مستباحة إلاّ من ملابسها الداخلية. الأمّ المصدومة والمفزوعة من هول ما تناهى إلى علمها وما رأت في عين المكان، راحت تستنكر على الضابط فعله الشنيع، فما كان منه - كما أفادت للجريدة- إلاّ أن انهال عليها بوابل من السباب والألفاظ النابية، ففرّت رفقة فلذة كبدها تجرّان خوفا وصدمة ، وتلوكان ألما عميقا جرّاء ظلم رجل أمن من المفروض أن دوره يكمن في حمايتهما وليس الاعتداء عليهما. الجيران الذين التقتهم «الاتحاد الاشتراكي» كلهم أكدوا على واقعة الاعتداء بالضرب والرفس بالقدمين، الذي مارسه الضابط على جسد فتاة لم تتجاوز ربيعها الثامن عشر بعد، بل إنّ أحد الجيران حاول التدخل وثني رجل الأمن عن فعله فعضّه هذا الأخير كردّ فعل، في غمرة حالته الهستيرية العنيفة أثناء الاعتداء. شاهدة أخرى أفادت لنا أنّها ذهبت لمصالح الأمن لأجل الإدلاء بشهادتها غير أنّهم أخبروها بأنّ المحضر قد أرسل لوكيل الملك، وذلك في محاولة للالتفاف على القضية، وإخراج المعتدي منها كالشعرة من العجين، وهو ما جعل أسرة الضحية وكذا الجيران يلتمسون إنصافا عاجلا من لدن الجهات المسؤولة على مستوى الإقليم، وعلى رأسهم السيد والي الأمن والسيدة والي جهة الغرب الشراردة بني حسن. هذا، وقد تدخّل على الخطّ في هذه الواقعة، العديد من النشطاء والفاعلين، سواء بشكل فردي أو من داخل اتحاد جمعيات المجتمع المدني بسوق أربعاء الغرب، وذلك للاحتجاج ضدّ هذه السلوكات، ومناهضة العنف المادي والمعنوي الذي صار يمارسه مؤخرا بعض الأشخاص في مواقع السلطة والنفوذ داخل المدينة، ولعل آخر تمظهرات ذلك (كما أشارت الجريدة في عدد سابق)، واقعة الاعتداء على المنسق الأول لاتحاد جمعيات المجتمع المدني من قبل رئيس المجلس البلدي وابنه وصهره وابن أخته، وهو ما جعل الساكنة وفعاليات المجتمع المدني تخرج في وقفة استنكارية عفوية ( وصفتها بغضبة الكرامة الغرباوية) رافعين «اللاءات» في وجه كلّ من لايزال يؤمن بمنطق العنف والترهيب. كما عبّرت ذات الفعاليات عن استعدادها للخروج مرة أخرى وبشكل متكرّر وأكثر تنظيما ضدّ كلّ أشكال الظلم والحكرة.