تعرضت فتاة تدعى يسرى الفركاتي (18 سنة) تقطن في حي هند، بسوق أربعاء الغرب لاعتداء عنيف من طرف رجل أمن برتبة ضابط، وذلك صباح يوم السبت 3 ماي 2014، أسفر عن تمزيق ملابسها بالكامل أمام مرأى ومسمع من الجيران الذين لم يملكوا سوى الحوقلة وذرف دموع التعاطف مع الضحية. الحادث الأليم خلف رضوضا واضحة على مستوى العين اليسرى للفتاة وكتفها، وكذا فخذيها، بالإضافة إلى آلام على مستوى الرأس، وهبوطا نفسيا لها ولوالدتها. وقد سلمت للفتاة شهادة طبية (تملك الجريدة نسخة منها) تحدّد مدة العجز في 24 يوما. الجريدة زارت أسرة الضحية في مسكنها المتواضع، وهي بالمناسبة ابنة جندّي مرابط بالحدود دفاعا عن حوزة البلاد، واستمعت لها وللجيران الذين حضروا واقعة الاعتداء، حيث صرّحت يسرى الفركاتي أنّها ذلك اليوم وبطلب من والدتها (التي تدير دكانا صغيرا بمنزلها لبيع المواد الغذائية وإعالة أسرتها الصغيرة في غياب الأب)، ذهبت إلى منزل ضابط الأمن لاستخلاص دين بذمته لا يتجاوز 150 درهما منذ سنة تقريبا. ولمّا طالبت الفتاة الضابط بذلك طفق يشتمها، فردت عليه - تضيف سارة التي لاتزال تعيش تحت آثار صدمة الاعتداء- قائلة: "نتا عايرتيني أنا خليتليك غي نفسك تخزيك"، فردّ عليها ضابط الأمن: "شنو قلتي أ لحمارة، هانا نعيطليهم يجيو يربّيوك". هذا التهديد الذي تلفّظ به المعتدي لم يفتّ من تماسك الفتاة، فردت عليه: "عيطليهم يلا كنت دايرة شي حاجة علاش نتربّى عيطليهم". لحظتها - وكما أضافت الفتاة المعتدى عليها- توجّه الضابط نحوها، وكمن لم يهضم جرأتها في الردّ عليه، وشدها من شعرها بقوة ثم سدّد لها لكمات قوية على مستوى الوجه تسببت لها في كدمات، فسقطت من وقع اللكم ، وراح يسحلها في الأرض أمام ذهول الجيران، ولم يكتف بذلك بل نادى على زوجته قائلا: " خرجي تكلفي بهادي"، فأعمل فيها الاثنان يد العنف والتنكيل، الأمر الذي أدّى إلى تمزيق ما عليها من ثياب بحيث صارت عورة مستباحة إلاّ من ملابسها الداخلية. الأمّ المصدومة والمفزوعة من هول ما تناهى إلى علمها وما رأت في عين المكان، راحت تستنكر على الضابط فعله الشنيع، فما كان منه - كما أفادت للجريدة- إلاّ أن انهال عليها بوابل من السباب والألفاظ النابية، ففرّت رفقة فلذة كبدها يجرّان خوفا وصدمة ، ويلوكان ألما عميقا جرّاء ظلم رجل أمن من المفروض أن دوره يكمن في حمايتهما وليس الاعتداء عليهما. الجيران الذين التقتهم الجريدة كلهم أكدوا على واقعة الاعتداء بالضرب والرفس بالقدمين، الذي مارسه الضابط على جسد فتاة لم تتجاوز ربيعها الثامن عشر بعد، بل إنّ أحد الجيران حاول التدخل وثني رجل الأمن عن فعله فعضّه هذا الأخير كردّ فعل، وفي غمرة حالته الهستيرية العنيفة أثناء الاعتداء. شاهدة أخرى أفادت لنا أنّها ذهبت لمصالح الأمن لأجل الإدلاء بشهادتها غير أنّهم أخبروها بأنّ المحضر قد أرسل لوكيل الملك، وذلك في محاولة للالتفاف على القضية، وإخراج المعتدي منها كالشعرة من العجين، وهو ما جعل أسرة الضحية وكذا الجيران يلتمسون إنصافا عاجلا من لدن الجهات المسؤولة على مستوى الإقليم، وعلى رأسهم السيد والي الأمن والسيدة والي جهة الغرب الشراردة بني حسن. هذا، وقد تدخّل على الخطّ في هذه الواقعة، العديد من النشطاء والفاعلين، سواء بشكل فردي أو من داخل اتحاد جمعيات المجتمع المدني بسوق أربعاء الغرب، وذلك للاحتجاج ضدّ هذه السلوكات، و مناهضة العنف المادي والمعنوي الذي صار يمارسه مؤخرا بعض الأشخاص في مواقع السلطة والنفوذ داخل المدينة، ولعل آخر تمظهرات ذلك (كما أشارت الجريدة في عدد سابق)، واقعة الاعتداء على المنسق الأول لاتحاد جمعيات المجتمع المدني من قبل رئيس المجلس البلدي وابنه وصهره وابن أخته، وهو ما جعل الساكنة وفعاليات المجتمع المدني يخرجون في وقفة استنكارية عفوية ( وصفتها بغضبة الكرامة الغرباوية) رافعين "اللاءات" في وجه كلّ من لايزال يؤمن بمنطق العنف والترهيب. كما عبّرت ذات الفعاليات عن استعدادها للخروج مرة أخرى وبشكل متكرّر و أكثر تنظيما ضدّ كلّ أشكال الظلم والحكرة.