خلّد المغرب في صمت واحتشام ، ودونما إشارة، يوم 6 ماي الجاري، فعاليات اليوم العالمي لمكافحة الربو الذي يعد مناسبة من اجل الرفع من مستوى الوعي والمعرفة عند المرضى وذويهم بهذا المرض، وبطرق العلاج وأساليب الوقاية منه، كما هو معمول به على الصعيد العالمي في مناسبة من هذا القبيل. وقد أظهرت دراسات وأبحاث صحية وفق ماتضمنه تقرير رسمي أعلن عنه نهاية دجنبر 2011 أن ما بين 30 و 40 في المئة من المغاربة الذين يزورون المؤسسات الاستشفائية وفي مقدمتها المراكز الصحية التي تعد المدخل للعلاجات ، يتوجهون إليها من اجل الخضوع لتشخيص نتيجة لمعاناتهم من أعراض تنفسية، 15 في المئة من بينهم يعانون من أمراض تنفسية مزمنة ضمنها الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن. ووفقا لدراسة «ايرماغ1 « فإن معدل انتشار الربو عند البالغين هو بنسبة 3.7 في المئة، أما عند الأطفال فترتفع النسبة إلى 4.4 في المئة. ووفقا للجمعية الفرنسية المغربية للأمراض الصدرية، فإن مرض الانسداد الرئوي المزمن يطال 1.2 مليون مغربي، وفقا لإحصائيات تعود إلى حوالي 3 سنوات خلت، هذا في الوقت الذي يعاني فيه اثنان من بين كل 3 أشخاص دون أن يكونوا على علم بمرضهم؟ ووفق إحصاءات لمنظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 300 مليون شخص يعانون من الربو عبر العالم، والعدد هو في ارتفاع مستمر نتيجة لمجموعة من العوامل، هذا في الوقت الذي تتحدث الأرقام عن أن أكثر من 250 ألف شخص يلقون سنويا حتفهم نتيجة لإصابتهم ومعاناتهم مع المرض. وتساهم عدة عوامل في انتشار الربو وارتفاع أعداد المصابين به، ومن بينها ارتفاع نسبة التلوث، انتشار التدخين والتدخين السلبي في الأماكن العمومية والخاصة في غياب تفعيل للقوانين التي من شأنها حماية المواطنين، على الرغم من أن الربو لا يمكن شفاؤه، فإن التدبير العلاجي المناسب يمكن أن يسيطر على المرض ومن شأنه أن يُمكِّن الناس من التمتع بنوعية حياة جيدة.