علمت جريدة الاتحاد الاشتراكي من مصادر موثوقة أن التحقيقات التي باشرتها مصالح ولاية أمن طنجة مع المدعو محمد الناظوري، أحد كبار بارونات المخدرات القوية بطنجة، عقب اعتقاله ليلة السبت المنصرم متلبسا بحيازته ل 5 كلغ من الهيروين، قد أسفرت عن تفكيك أخطر شبكة لترويج الكوكايين والهرويين بمناطق شمال المملكة، حيث قامت الأجهزة الأمنية بتنفيذ عدة اعتقالات بمدن الناظور، تطوان والرباط بلغ عددهم تسعة أشخاص إلى حدود كتابة هاته السطور. ويسود تكتم كبير حول هوية الموقوفين حفاظا على سرية التحقيقات ونجاعتها، فيما لم تستبعد ذات المصادر أن تسفر التحقيقات التي لاتزال متواصلة، تحت إشراف النيابة العامة، عن توقيف المزيد من عناصر الشبكة التي دوخت الأجهزة الأمنية لفترة طويلة. كما أفضت التحقيقات أيضا إلى معرفة الوسائل اللوجستيكية التي تستعملها هاته العصابة لإدخال المخدرات القوية، انطلاقا من الحدود المغربية الجزائرية بالنظر لشساعتها وأيضا لوعورة تضاريسها، مما يجعل من الصعوبة بمكان رصد تنقلات العناصر المهربة. وهو ما يطرح بحدة قضية مراقبة هاته الحدود بعد أن أصبحت الوجهة المفضلة لشبكات التهريب والعصابات الإجرامية. وكانت الجريدة قد انفردت في عددها الصادر أول أمس الاثنين بنشر خبر اعتقال المدعو محمد الناظوري، أحد أخطر المطلوبين للأجهزة الأمنية، باعتباره من كبار المزودين الرئيسيين لمدينة طنجة بالكوكايين والهيروين، والذي كان موضوع سبع مذكرات بحث على الصعيد الوطني. وقد جاءت عملية اعتقال هذا الصيد الثمين، مثلما وصفه مسؤول أمني بطنجة، على إثر عملية أمنية نفذتها باحترافية عالية عناصر الأمن العمومي التابعة للمنطقة الأمنية الأولى، تطلب التحضير لها أربعة أشهر من الترصد واستجماع المعطيات واختيار التوقيت المناسب لمداهمة شقته الكائنة بمجمع الزموري 2، حيث تم توقيفه متلبسا بحيازته ل 5 كلغ من مخدر الهيروين المركز، وهي أكبر كمية يتم ضبطها داخل التراب الوطني، وتبلغ قيمتها حوالي 5 ملايين درهم. وحسب ذات المصادر فإن الكمية المحجوزة ستصبح بعد معالجتها حوالي 15 كلغ معدة للاستهلاك. ومن شأن تفكيك شبكة الناظوري أن تشكل ضربة موجعة للعصابات المروجة للمخدرات القوية بمدينة طنجة، حيث تؤكد التحريات الأمنية أن هاته الشبكة كانت تعتبر من أكبر المزودين لمناطق بني مكادة بالكوكايين والهروين، وعبر مصدر أمني في تصريح للجريدة عن ارتياحه لنتائج هاته العملية، مؤكدا أن سقوط هاته الشبكة في يد الأجهزة الأمنية سيقلص بشكل كبير من القدرات التموينية لمنطقة بني مكادة من مخدر الكوكايين والهيروين.