تمكنت عناصر المصلحة الولائية للأمن بفاس، نهاية الأسبوع المنصرم، من وضع يدها على الخيوط الأولى لشبكة منظمة لترويج المخدرات القوية تنشط على صعيد العاصمة العلمية مخدرات محجوزة في عمليات سابقة (خاص) بعد إلقاء القبض بصدفة على زعيمها الملقب ب"القرش"، إثر تدخلها لفض نزاع عنيف بينه وبين أحد أقاربه بحي النجاح بمنطقة سيدي إبراهيم. ووقع هذا "الصيد الثمين"، كما وصفته عناصر أمنية، في قبضتها، بعد أن أخبرت مصلحة المداومة الليلية بولاية الأمن بفاس، عبر مكالمة هاتفية من طرف أحد الشهود، بواقعة شجار دام بين شخصين بأحد أزقة حي النجاح صبيحة يوم الجمعة الماضي، لتنتقل فرقة من عناصر الأمن إلى عين المكان للوقوف على ملابسات الحادث، وألقت القبض على "القرش" وهو في حالة هستيرية وسكر طافح بصدد التهجم على أحد أقاربه والتلفظ بكلام ناب وفاحش، مهددا غريمه بأوخم العواقب بعد أن تمكن من إصابته بجروح متفاوتة بأنحاء مختلفة من جسمه. وذكرت مصادر "المغربية" أنه بعد تفتيش "القرش" فوجئت عناصر الشرطة بحيازته لكمية مهمة من المخدرات القوية، قدرها مصدر أمني ب 24 جرعة، منها 13 جرعة من الكوكايين و11 جرعة من الهيروين. وأضافت المصادر أنه لدى إخضاعه للتحقيق بمقر الدائرة الأمنية الأطلس، كشف المتهم الذي يقيم بحي لابيطا وانتقل في ساعات متأخرة من الليل لحي النجاح لتصفية الحسابات مع أحد أقاربه، عن ثمانية عناصر من شركائه يزودهم بالكوكايين والهيروين على صعيد مدينة فاس، جرى اعتقالهم من طرف المصالح الأمنية في عمليات ترصد للأماكن التي يترددون عليها وفي مداهمات متفرقة لمحلات إقاماتهم بمختلف الأحياء السكنية خاصة بوسط المدينة، إذ استعملت في هذه العمليات، التي كانت تجري أحيانا تحت جنح الظلام، الكلاب المدربة وقوات أمنية متخصصة في مكافحة العصابات وتفكيك شبكات المخدرات، فيما لم تحجز أي كميات أخرى من المخدرات القوية خلال عمليات اعتقال المتهمين. وأحيل المتهمون على أنظار قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بفاس، يوم الاثنين الأخير، للاستماع إليهم ومتابعتهم بتهمة حيازة واستهلاك وترويج المخدرات القوية مع إضافة تهمة السكر والضرب والجرح ضمن التهم المنسوبة ل"القرش" المتهم بتزعم الشبكة، الذي اعترف في محضر الاستماع إليه لدى مصالح الضابطة القضائية بحصوله على "سلعته" من مادة الهيروين والكوكايين من عند شخصين مقيمين بمدينة طنجة، التي حررت مذكرة بحث في حقهما على الصعيد الوطني. هذا، واعتبر مصدر أمني من ولاية الأمن بفاس، هذه الشبكة المنظمة والمتخصصة في ترويج المخدرات القوية على صعيد العاصمة العلمية، من أخطر الشبكات التي جرى تفكيكها على الصعيد المحلي حتى الآن، "بل هي الأولى من نوعها التي تروج مخدر الهيروين يجري اكتشافها على صعيد مدينة فاس"، على حد وصف المصدر الأمني نفسه في حديثه ل"المغربية"، الذي لم يستبعد أن تكون خيوط هذه الشبكة تمتد إلى مدن أخرى على الصعيد الوطني وبارتباطات خارجية مع المافيا الدولية للمخدرات، خاصة مع كارتيلات دول أمريكا اللاتينية أو مع المهربين والوسطاء من دول جنوب الصحراء، التي أصبحت تتخذها شبكات تهريب المخدرات البيضاء محطات لها نحو المغرب وفي اتجاه أوربا بعد افتضاح الطرق والمحاور التقليدية للتهريب الدولي للمخدرات، "وهو ما قد تكشف عنه مجريات التحقيق مع عناصر هذه الشبكة" على حد تعبير المصدر الأمني ذاته.