« بتاريخ 18 و 19 أبريل 2014 ، انعقد بمدينة فجيج المؤتمر الإقليمي الثالث للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تحت شعار: تنمية المناطق الحدودية، تحصين للسيادة الوطنية، ودعم لأسس بناء الصرح المغاربي. بعد استعراض ومناقشة مختلف القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها مختلف مراكز الإقليم في ارتباطها بالوضعية العامة للبلاد والناتجة عن الاختيارات اللاشعبية واللاديمقراطية للحكومة - وبعد الوقوف عند غلاء المعيشة والزيادات المتتالية في أسعار المواد الأساسية وضرب القدرة الشرائية للطبقات الشعبية في قوتها اليومي واستفحال ظاهرة البطالة وانسداد آفاق التشغيل و تراجع وفشل السياسة التعليمية وتفاقم المشاكل الصحية بسبب العجز القائم في بنية الاستقبال في المستشفيات والنقص الكبير في الموارد البشرية ، بالإضافة إلى غلاء الأدوية و محدودية RAMED - وبعد الوقوف على المعاناة و المشاكل التي يتخبط فيها الفلاح و الكساب، نتيجة تعاقب السنوات العجاف، خاصة في المناطق الجافة مثل إقليم فجيج، - وبعد استحضار وضعية حقوق الإنسان بالمغرب، والإشادة بالمكتسبات التي حققتها بلادنا، سواء ما يتضمنه دستور 2011، والذي حصل على شبه إجماع الشعب المغربي، أو تلك التي تنص عليها المواثيق والعهود الدولية، والتي يتبناها المغرب، - وبعد الوقوف عند مستجدات قضية الوحدة الترابية وآخر تطوراتها، - وبعد استحضار التحولات العميقة التي تشهدها مختلف دول المنطقة العربية، والأحداث والتطورات المتلاحقة التي تعيشها دول إفريقيا جنوب الصحراء، وانتشار خطر موجة الإرهاب، واندلاع الحروب الأهلية والإثنية بها، - وبعد استحضار استمرار الهجمات الإسرائيلية الشرسة، ونهج سياسة إبادة الشعب الفلسطيني، وطمس حقوقه الوطنية والتاريخية، - يهنئ المؤتمر كل المناضلين بالإقليم والمتعاطفين والمناصرين وكل الذين ساهموا في إطار من الوعي والمسؤولية والتضامن، بدعمهم ومجهوداتهم، في تحضير وإنجاح المؤتمر الإقليمي للحزب، ويعتز بوفد المكتب السياسي، وبكل الإخوة الاتحاديين الذين حضروا من مختلف الأقاليم، وساهموا في إنجاح المؤتمر، - يترحم على أرواح الحركة الاتحادية وشهداء حركة التحرير الوطني، - انطلاقا من هذه الاعتبارات، فإن المؤتمر يسجل ما يلي : * تثمين المشاريع التنموية المهمة، التي شهدتها معظم مراكز الإقليم، خاصة منذ الزيارة الملكية للمنطقة سنة 2009، والتي فسحت المجال لانطلاق عدة أوراش تنموية، وزرعت الأمل والتفاؤل في أوساط الساكنة، * يسجل انتعاش الإقليم، في السنوات الأخيرة، بفضل المجهودات المبذولة من طرف بعض المصالح الخارجية للدولة، والمجالس المنتخبة، وحيوية المجتمع المدني، الذي أصبح يشكل قوة اقتراحيه مهمة وانخراطه الواعي والمسؤول، في الدينامية المحلية، بفضل أوراش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. * يثمن مشروع إحداث الطريق السيادية المزمع إنشاؤها، على طول الشريط الحدودي، الممتد من فجيج إلى بوكانون، * يثمن مشروع إحداث المدرسة الجماعاتية ببعض المراكز بالإقليم، ويناشد الجهات المسؤولة والمستفيدين ، لتوفير الشروط الضرورية لتقوم بمهامها التعليمية والتربوية والحرص على صيانتها وحسن تدبيرها، * يطالب برد الاعتبار للمدرسة العمومية، وحمايتها من الخوصصة، * يسجل التراجع الخطير للخدمات الصحية بمستشفى الحسن الثاني الإقليمي ببوعرفة، ويطالب بتزويده بالأطر الطبية المطلوبة، والموارد البشرية المناسبة، والتجهيزات الضرورية، استجابة لحاجيات وانتظارات الساكنة، ويناشد الجهات المسؤولة لتفعيل وإعادة إشعاع مصحة الهلال الأحمر بفجيج. * يطالب بالتعجيل ببناء المستشفى الذي تقرر في كل من، فجيج، وتالسينت، ووضع حد لمعاناة الساكنة في هذا المجال ويعلن تضامنه المطلق واللامشروط مع المطالب المشروعة لساكنة تالسينت التي دخلت اسبوعها الرابع من الاحتجاجات والمسيرات دفاعا عن هذا المطلب وتوفير اسباب العيش الكريم. * يطالب بوضع برنامج خاص، لمعالجة آفة الجفاف، التي أصبحت بنيوية وتشكل أزمة هيكلية تتطلب التدخل لدعم ومساعدة المتضررين، في الفلاحة وتربية الماشية، * التعجيل بضرورة إيجاد حل للمشاكل المرتبطة بالأراضي الجماعية بالإقليم، ورفعها من حالة الجمود والنزاعات إلى حالة الاستثمار والاستغلال التعاوني والمشترك، وعلى الدولة ان تقوم بدورها، باعتبار وزارة الداخلية هي الوصي على أراضي الجموع، * انجاز دراسات وأبحاث في التنقيب عن المعادن بالإقليم، وإعادة هيكلة وتشغيل المناجم الموقوفة، وتطوير طرق وتقنيات استغلال المناجم الحالية (مثل منطقة انباج ببوعنان وجبل بوضهر بمنطقة بني تجيت) في أفق إحداث نواة لصناعة عصرية، * تشجيع الاستثمار في مجال السياحة، والتعريف بمؤهلات المنطقة من الناحية التاريخية والحضارية والطبيعية، وربط الإقليم بمنطقة المتوسط عبر السعيدية، وبني يزناسن شمالا، ومنطقة الراشيدية في الجنوب الغربي، في إطار مخطط المغرب الأزرق. * يطالب بإصلاح وتعبيد الطرق داخل المراكز والقرى بالإقليم، وتوسيع الشبكة الرابطة فيما بينها وإحداث بعض الطرق الرابطة، بين فجيج وعين الشعير وبوعنان، عبر المنكوب، وبين تالسينت ومعتركة، وتعزيز الشبكة ببعض محطات الاستراحة. * إصلاح وتقوية خط السكة الحديدية الرابط بين وجدة وبوعرفة، لتعزيز شبكة المواصلات في مجال النشاط التجاري والسياحي، * تثمين الجهود والمحاولات الرامية لتفعيل وتشغيل مطار بوعرفة، وما سيترتب عن ذلك من ايجابيات لتسهيل عملية التواصل، وتقريب المسافات، وربط الإقليم وطنيا ودوليا، * تعميم شبكة المواصلات السلكية واللاسلكية في الإقليم، وتحسين الخدمات البريدية في المراكز التي تشكو من الخصاص، * التخفيف من حدة الهجرة، وخلق فرص الشغل، من خلال إحداث مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومعالجة مظاهر الفقر والهشاشة، * تشجيع أفراد الجالية بالمهجر، واعتبارهم شركاء أساسيين في بناء الوطن، وتحفيزهم للمساهمة في التنمية المحلية، وترشيد استثماراتهم، وإعادة دمجهم في مجتمعهم، حفاظا على هويتهم الوطنية، وصيانة لكرامتهم، * مواكبة الجمعيات وتعاونيات الصناعة التقليدية، ودعمها، ومساعدتها، في مجال التكوين والتأطير وتثمين منتوجاتها، وتسهيل عمليات التسويق، * يدعو المجتمع المدني إلى الانخراط في أوراش التنمية المحلية من خلال عقد شراكات التعاون، والتنسيق، مع الإدارات المعنية، واستغلال الفضاءات، التي تم إحداثها في السنوات الأخيرة، في مجال تكوين المرأة وتأطير ودعم قدرات الأطفال والشباب في المجال الرياضي، والثقافي، والعمل على الاستغلال المعقلن، للتجهيزات والأدوات المتوفرة، * يحث الشباب والفلاحين على الانخراط في عملية التنمية المحلية، والإقبال على استغلال فرص التكوين والتأهيل، والاستفادة من الشعب والتخصصات، التي توفرها مراكز التكوين المهني، والمعهد الوطني للتكوين بالإقليم، * يعتبر أن استمرار إغلاق الحدود بين البلدين الشقيقين منذ أحداث أطلس إسني، في صيف 1994، حالة معزولة، واستثنائية في العالم، لذلك يناشد صناع القرار السياسي، والأحزاب الوطنية، والجمعيات الحقوقية، وتعبيرات المجتمع المدني، على تدارك الفرص، وتعبئة كل الإمكانيات، واستحضار الأوضاع الدولية والتحديات الراهنة، التي تحتم على البلدين، العمل على تطوير المنطقة، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، والمستقبل لن يكون إلا لصالح الوحدة المغاربية، * يطالب الجهات المسؤولة برد الاعتبار للإقليم، وتخصيص دعم استثنائي لتعزيز بنياته الأساسية، وخلق ظروف الاستقرار والتنمية المستدامة لساكنته، باعتباره إقليما حدوديا، وبوابة المغرب الكبير نحو إفريقيا، ونزع الصفة التأديبية، التي ارتبطت به خلال سنوات الرصاص، ووضع تحفيزات لتشجيع تعمير المنطقة وجعلها منطقة استقطاب وليس منطقة نفور، * إنصاف ساكنة فجيج، التي فقدت وسائل إنتاجها، وممتلكاتها، من نخيل ومياه وأراض فلاحية، التي أصبحت حاليا تحت النفوذ الجزائري، * تسوية ملف العائلات المغربية التي تم تهجيرها، وطردها من الجزائر، في أواسط السبعينيات، بعد حدث المسيرة الخضراء، * العمل على إيجاد حل لآفة التهريب، والتي أصبحت ظاهرة اجتماعية تؤرق الجميع، وتترتب عنها أضرار اقتصادية، ومشاكل صحية واجتماعية عويصة، * العمل على وضع حد لمعاناة التجار والمواطنين مع مصالح الجمارك، من أسواق الناضور أو وجدة باعتبارها منتوجات غير وطنية، * إن نعمة الاستقرار التي تتمتع بها بلادنا، تفرض تقوية الجبهة الداخلية، عبر احترام قواعد الديمقراطية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في صفوف الشباب والطبقات الشعبية، وتطبيق العدالة الاجتماعية والكرامة، * إذا كانت المعركة السياسية بالأمس، من اجل تمكين البلاد من إقرار دستور ديمقراطي، فالمعركة الأساسية اليوم هي تنفيذ هذا الدستور، بروح من الديمقراطية والحداثة، * منح المرأة المغربية المكانة اللائقة بها، في السياسة العمومية، وذلك عبر تمكينها من الحقوق التي يخولها لها الدستور، * يستنكر تصريحات بعض الشيوخ السلفيين والدعاة الذين يكفرون المواطنين، ورموز الفكر والثقافة الأحياء منهم والأموات، واتهامهم بالزندقة، والبغاء، والدعوة الصريحة إلى هدر الدماء، والتصفية الجسدية، ومهاجمة بعض المؤسسات الدستورية، * الدعوة إلى نشر ثقافة الحوار والحرية والتسامح، والتعددية، واحترام الآخر، بدل التهديد والتخويف..» .