بشرت فيدرالية الباحثين المواطنين بتحسن الصورة الوطنية الإجمالية لمرض السكري ومضاعفاته، بحيث أن اغلب المضاعفات الفتاكة لمرض السكري انخفضت بنسبة مهمة، وذلك بانخفاض لنسبة الاحتشاء القلبي، الضعف الكلوي، والبتور في العقدين الاخيرين. وقد همّت أهم الانخفاضات الاحتشاء القلبي والوفيات الناجمة عن ارتفاع السكري في الدم وذلك بنسبة 60 في المئة من سنة 1990 إلى سنة 2010 وهي الفترة التي اجري فيها البحث. و بين هذا البحث الموثوق وذا مصداقية على أن الجهد الذي بذل لخفض مضاعفات مرض السكرى قد أتى بنتائج جد سارة، مشيرا إلى أن عدد المصابين بمرض السكري تضاعف ثلاث مرات في الفترة التي اجري فيها البحث، وبان أغلبية المرضى هم مصابون بالسكري من نوع 2 و هو الداء المرتبط بالسمنة وبعدة عوامل أخرى . . كما سجل البحث على أن الكلفة الطبية لمرض السكري ومضاعفاته تقارب 176 مليار دولار كل سنة . وقد ارجع المهتمون هذه النتائج المذهلة إلى الجهد المبذول من طرف المجتمع وخاصة من طرف الأطباء الذين يقومون بمراقبة عوامل الخطر التي ينجم عنها مضاعفات السكري، كأدوية مراقبة السكري في الدم، الكوليسترول، والضغط الدموي، وكذلك المجهود المستمر وعلى نطاق واسع من اجل تثقيف المرضى وتحسين كيفية الاعتناء بأنفسهم، وتحسين الرعاية الطبية بالإضافة إلى الزيادة في الوعي عند المرضى المصابين بالسكري مع التركيز على الرعاية الصحية المنسقة في المرافق الصحية. كل هذه العوامل الايجابية ساعدت للوصول إلى هذه النتائج، وقد اعتمدت الدراسة على عينة ضمت مئات الآلاف من مرضى السكرى الذين أصيبوا باحتشاء قلبي أو الذين توفوا بسبب ارتفاع السكري في الدم .وقد بين البحث انخفاضا مهما في نسبة الاحتشاء القلبي و السكتة الدماغية وبتر الأطراف السفلية بالنصف، أما بخصوص نسبة الضعف الكلوي في المرحلة الأخيرة فقد انخفضت النسبة بثلاثين في المئة. وفي خلاصة البحث شدد الباحثون على تكرار هذه النجاحات مع نقل المعرفة في ميدان الوقاية لخفض عدد مرضى السكري الذي يتزايد بكثرة، تحسين مراقبة السكر في الدم، انخفاض عدد المدخنين، والرفع من استعمال الستاتين، مخفضات الكوليسترول، وأدوية خفض ارتفاع ضغط الدم، وهي كلها عوامل ساعدت على خفض الاحتشاء القلبي والسكتة القلبية . كما شدد الباحثون على المقاربة الطبية العلاجية الجديدة التي تضع المزيد من التركيز على السيطرة على ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول - عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية على خفض السكر في الدم، لان الأمراض القلبية الشرايينية هي التي تسبب الوفيات عند مرضى السكري.هذا الاتجاه في تحديد الأولويات مكن من الحصول على هذه النتائج . استسمح القارئ إذا ظن على أن هذا البحث اجري في المغرب فهو في الحقيقة بحث اجري على مواطنين أمريكيين ونشر مؤخرا في جريدة نيو انكلند الطبية . . أما صورة مرض السكري في المغرب ومضاعفاته فلا زالت قاتمة وتستدعي وقفة للتفكير جيدا في السبل التي يجب تتبعها في بلادنا لخفض هذه المضاعفات الخطيرة لمرض السكري، الذي يعتبر الوباء المزمن في هذه الألفية، والذي يكلف المجتمع خسارات مهمة بشرية مجتمعية واقتصادية . وهنا استغل هذه الفرصة لأتوجه إلى المريض بالسكري لأقول له بان مرض السكري ليس نكبة حتمية يجب الاستسلام لها، وبان التدبير اليومي لمرض السكري مع بعض الإجراءات البسيطة يمكنها تجنب مضاعفات مرض السكري، والمتمثلة في مراقبة السكر في الدم باستمرار مع اتباع العلاجات المخفضة للسكري في الدم بانتظام، مراقبة الضغط الدموي وعلاجه، مراقبة الكوليسترول في الدم وعلاجه، مراقبة الوزن مع التمرين الرياضي والحمية المناسبة، وقف التدخين، بالإضافة إلى التقيد بنصائح الطبيب المعالج والقيام بالتحاليل الطبية المنتظمة .