يتعرض الأطفال الصغار منذ الأيام الأولى لولادتهم إلى عدة انتكاسات صحية، يكون بعضها معروف الدواعي، وواضحة سبل مواجهتها من اجل العلاج واسترداد العافية، في حين أن هناك أمراضا أخرى تختلط فيها الأعراض والمسببات مما تدفع البعض بشكل عفوي ولاإرادي أو نتيجة لوصفات طبية إلى استخدام أدوية معينة قد تشفي في مدة معينة محدودة ثم تعود لتكون سببا في تداعيات اكبر وتطورات أفدح للمرض، ومن بينها المضادات الحيوية التي أضحت دواء ظرفيا لكل العلل والأمراض، ووبالا صحيا بعد فترة محدودة من تناولها على صحة المرضى صغارا وكبارا؟ من بين الحالات التي يتم فيها الإقبال بشكل كبير على المضادات الحيوية، نجد تلك التي تخص تعفنات المسالك البولية سواء منها العضوية أو الوظيفية، التي تطال النساء أكثر من الرجال لأن إحليل المرأة هو أقصر من إحليل الرجل، مما يجعل وصول الجراثيم من الوسط الخارجي إلى المثانة أكثر سهولة. هذه التعفنات التي تعد ثالث فرع من التعفنات بالبكتيريا التي تصيب الأطفال بعد تعفنات القصبة الهوائية، وتعفنات الجهاز الهضمي، والتي تكون لها تداعيات صحية بحيث قد تؤدي إلى القصور الكلوي، وارتفاع الضغط الدموي، والتأخر في نمو الطفل. وهو ماجعل المهنيين المتخصصين في هذا المجال يدقون ناقوس الخطر انطلاقا من المعطيات الميدانية التي توضح بان مستوى التعفنات هو في ارتفاع متسببا في تداعيات مرضية جد صعبة، موصين في ذات الوقت بضرورة وأهمية التشخيص المبكر من أجل علاج ناجع تفاديا لأية مضاعفات غير مرجوة.