أصدر الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بتطوان مساء يوم الاربعاء 23 أبريل الجاري، تعليماته بإيداع حارس أمن تابع لفرقة الصقور بولاية أمن تطوان رهن الحراسة النظرية على ذمة التحقيق الذي تباشره مصالح الشرطة القضائية بذات المدينة ، في شأن تحديد ظروف وملابسات وفاة شخص بمستشفى سانية الرمل، لتعرضه للاعتداء من قبل فرقة أمنية. وبحسب مصادر من حي كرة السبع بمدينة تطوان، فإن الهالك م ص، البالغ من العمر 25 سنة، تعرض لاعتداء، ليلة السبت/الأحد الماضية بالحي الشعبي «كرة السبع»، من قبل الشرطي المشتبه فيه، الذي كان ضمن عناصر فرقة أمنية حضرت إلى الحي المذكور بعد مكالمة هاتفية تلقتها مصلحة المداومة من صاحب حفل زفاف اتهم فيها الهالك وأشخاص آخرين بالسكر وإحداث الضوضاء و إفساد حفل الزفاف . وأضاف شهود عيان، أن الهالك بعد توقيفه من طرف دورية الشرطة، كان في حالة سكر طافح ومصاب بجرح على مستوى الوجه، حيث تم نقله في البداية إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، قبل أن يتم إيداعه رهن الحراسة النظرية، غير أن تفاقم وضعه الصحي فرض نقله صباحا من جديد إلى المستشفى، حيث خضع لعملية جراحية بعدما تبين أنه مصاب بنزيف داخلي في الرأس، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، ظهر يوم الأربعاء. وبحسب إفادة بعض الشهود لدى الضابطة القضائية الذين تم الاستماع إليهم في النازلة، فقد أكدوا أن فرضية الوفاة ناجمة عن الاعتداء المفرط الذي مارسه الشرطي المذكور على الهالك، الذي سقط بقوة على حافة الطريق، وأصيب بإغماء لحظة السقوط، مبرزين أن رئيس الفرقة الأمنة الذي كان في عين المكان نبه الشرطي المعتدي لخطورة الفعل الذي ارتكبه في حق الضحية. وبالنظر إلى هذه التصريحات والمعطيات المستخلصة سواء من طرف الشهود أو من بعض زملاء الموقوف، أمرت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف، إجراء تشريح طبي للضحية بهدف الوقوف على الأسباب الحقيقية للوفاة، فيما تم إخضاع الشرطي المشتبه به لبحث قضائي من قبل فرقة أمنية أوكل إليه بمتابعة القضية. وتأتي هاته الواقعة بالتزامن مع التعليمات التي أصدرتها وزارة الداخلية والمديرية العامة للأمن الوطني بخصوص لمحاربة الظاهرة الإجرامية واستتباب الأمن ضمانا لسلامة وحرمة وممتلكات المواطنين، تنفيذا للتعليمات السامية في مواجهة ظاهرة التشرميل.