هل يتمتع المواطن المغربي بحرية أوسع للتنقل دون قيود عبر حدود دول القارات الخمس؟ وهل يمكن جواز السفر المغربي من تجاوز قيود الحركة في العالم والسفر بكل حرية؟ الأمر قد يبدو صعبا بعض الشيء، فالحق في الحركة وحرية التنقل كأحد ثوابت حقوق الانسان لا يضمنه بشكل كلي جواز السفر المغربي. إن المرتبة التي يتبوؤها جواز السفر المغربي ضمن لائحة مؤشر القيود على السفر، التي تصدرها مؤسسة «هينلي أند بارتنرز» تبين المواطن المغربي يتمتع بحركة محدودة على المستوى العالمي. فالمؤشر يضع المغرب ضمن الثلث الأول من اللائحة، التي تضم 173 دولة. إن مؤشر القيود على السفر، «هينلي أند بارتنرز»، وهو للإشارة الأحدث بالنسبة لسنة 2014، يؤكد أن المواطن المغربي وإن كان يحمل جواز سفره فهو لا يستوفي بالضرورة كل شروط السفر، بل حقه لا يكتمل إلا بتوفره على تأشيرة لدخول تراب عدد من البلدان في المعمور. إن حركية المغاربة بجواز سفر يستقر بين منزلة «أسوأ جوازات السفر في العالم و أحسنها في بلدان المغرب العربي» تتحكم فيه بكل تأكيد نتائج علاقات المغرب الخارجية وأيضا عدد الدول التي تفرض قيودا على تنقل المغاربة. تقرير «مؤشر القيود على السفر» ل«هينلي أند بارتنرز» يوضح بشكل جلي أن المواطن المغربي يتمع سواء كواحد من مواطني العالم أو واحدا من مواطني المغرب العربي بحرية أوسع في التنقل والسفر دون تأشيرة. هكذا، فإن جواز السفر المغربي بالنظر إلى المرتبة التي تحتلها الرباط يبدو أنه بين أسوأ جوازات السفر في العالم، فتقرير «مؤشر القيود على السفر» ل«هينلي أند بارتنرز» بين أن جواز السفر المغربي لا يمكنه أن يسمح للمواطن المغربي بالتحرك بكامل الحرية إلا في 51 دول من مجموع بلدان العالم. والمغرب بالرغم من هذه المكانة التي يتبوؤها في لائحة دول العالم، حيث يضعه التقرير في المرتبة 75 ضمن 173 دول شملها بحث المؤشر، تشير إلى أن المواطن المغربي غير ملزم مثل غيره من دول المغرب العربي للحصول على تأشيرة السفر الى الخارج، كما أن «مؤشر القيود على السفر» يبين أن جوازات سفر بلدان المغرب العربي مجتمعة لا تسمح إلا بزيارة 282 دولة دون الحصول على تأشيرة. فالمواطن المغربي جواز سفره الأخضر هو أحس حال من المواطن الليبي، الذي لا يسمح له جواز سفره إلا بدخول 39 دولة في العالم بدون الحصول على تأشيرة، حيث يحتل جواز السفر الليبي الرتبة الرتبة 87 ضمن لائحة «أسوأ جوازات السفر في العالم»، وكذلك فإن جواز السفر المغربي أحسن حالا من نظيره الجزائري الذي لا يسمح للجزائريين إلا بزيارة 47 دولة في العالم بدون الحصول على تأشيرة، حيث يحتل جواز السفر الجزائري الرتبة الرتبة 79 ضمن لائحة مؤشر القيود على السفر، «هينلي أند بارتنرز»، كما أن المغرب تتقدمه موريطانيا التي تحتل المرتبة الأولى على مستوى المغرب العربي، حيث يحتل جواز السفر الموريطاني الرتبة 72 ضمن لائحة «أسوأ جوازات السفر في العالم» الذي لا يسمح الموريطانيين إلا بالسفر إلى 55 دولة في العالم بدون الحصول على تأشيرة، فيما تحتل تونس المرتبة الأولى مغاربيا، حيث حصلت على وفق مؤشر القيود على السفر، «هينلي أند بارتنرز» على المرتبة 65 ضمن 173 دولة شملها التقرير، حيث يسمح جوازها للتونسيين بالسفر إلى 63 دولة في العالم بدون الحصول على تأشيرة. الواضح من خلال مؤشر القيود على السفر، «هينلي أند بارتنرز» أن محدودية حركية المواطن المغربي جواز سفره الأخضر، والتنقل بحرية أوسع دون قيود عبر حدود دول القارات الخمس يكشف أنه لا يتمتع بكامل الحق في الحركة وحرية التنقل كأحد ثوابت حقوق الانسان، الأمر الذي لا يضمنه بشكل كلي جواز السفر المغربي، والانعكاس الجلي لمدى قوة العلاقات الخارجية المغربية، التي تجعل من حرية التنقل خلال عقد الاتفاقيات أحد اسس التعاون المشترك وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية.