استمرارا لفيلمه الوثائقي "أرضي" (إنتاج 2010 / 2011)، يطل المخرج المغربي نبيل عيوش بعمل جديد يصدر عبر الأنترنيت، ابتداء من 24 أبريل الجاري، وذلك تحت عنوان "إلى أرضي" (تو مي لاند). وتقدم شركة عليان للانتاج هذا العمل بوصفه "عملا جديدا وضخما، لأنه لا يتعلق بفيلم سينمائي، وإنما هو وثائقي على الويب (للعرض على الإنترنيت)، يندرج ضمن استمرارية عمله الوثائقي (أرضي)) الذي عرض في شتنبر الماضي بدور السينما المغربية"، والذي يتناول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال مواجهة شهادات الشباب اللاجئين الفلسطينيين في الشتات بشهادات الشباب الإسرائيليين داخل الأراضي التي هجر منها سكانها. حسب الملف الصحفي لفيلم "الى أرضي"، يقترح العمل الجديد على شبكة الإنترنت، اكتشاف نشأة فيلم "أرضي" الذي سيظل واحدا من الأفلام الأكثر ذاتية في مشوار نبيل عيوش. في فيلمه "أرضي"، من لبنان إلى إسرائيل، مرورا بفلسطين، بحث المخرج نبيل عيوش في أصل الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني. وفي الفترة ما بين سنة 2003 و 2010 سافر المخرج في طرقات هذه الأرض للإستماع الى جميع وجهات النظر وجرد أراء من يعيشون هذا الصراع من الداخل. وبعد لقائه باللاجئين الفلسطينيين في مخيمات جنوبلبنان، قرر المخرج المواجهة بين حكايتهم ونظرة الشباب الإسرائيلي الذي يقطن اليوم في نفس القرى التي عاش فيها اللاجئون الفلسطينيون قبل 1948 . ثم يأتي فيلم "إلى أرضي" ليسلط الضوء على الطريقة كما على اللقاءات التي قام بها نبيل عيوش على امتداد مشوار تحسيسي مكنه من تكوين وجهة نظر فيلمه "أرضي". ولذلك يعتبر الوثائقي الجديد "عملا منفردا ، أي عبارة عن رحلة، عن انغماس في الحياة اليومية للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني". فمن خلال شكل جديد و مبتكر من الحكي، الأول من نوعه في المغرب، يمكن للمشاهد "تتبع هذا السفر خطوة خطوة إلى قلب شرق أوسط ممزق ومقسم". في هذا العمل الجديد، يمكن نبيل عيوش من الذهاب الى لقاء الباحثين والكتاب والصحافيين والمؤرخين الجدد والأساتذة والمنفيين وكذلك المناضلين. هؤلاء الفاعلون يعيشون هذا الصراع بدواخلهم ويعطون قراءة شخصية عنه. وبحسب الشركة المنتجة، فإن هذا الوثائقي على الويب يتقاطع فيه الفيلم والربورتاج وأدب الرحلة. هذا التقاطع بوسعه أن يمكن المبحر على الإنترنيت من أن يعيش تجربة "على الخريطة"، ومن أن يكتشف من الداخل صراعا كبيرا خلال القرنين العشرين والحادي والعشرين. غير أن فيلم "إلى أرضي"، أولا وقبل كل شيء، هو "تجربة شخصية جدا يريد نبيل عيوش تقاسمها مع الجمهور الواسع". أما عيوش فيقدم مشروعه الوثائقي قائلا: "منذ بداية مشواري السينمائي، كانت لدي رغبة للحديث عن هذا الصراع. يتعلق الأمر بمسألة شخصية وعائلية. بقصة ذاتية وبما يجعلني مختلفا، وبهذه الهوية المزدوجة التي تسكنني" في إشارة الى الازدواجية الدينية بين والده المسلم ووالدته اليهودية. يقول عيوش "أردت إخراج فيلم عن الذاكرة - ذاكرة أرض. فهي، من جهة، ذاكرة جامدة كما لو أن الزمن قد توقف، وهي، من جهة أخرى، ذاكرة منسية أو لم يسمع عنها بتاتا. كنت ملزما بأن أتغذى، أن أقوم بعدة رحلات الى المنطقة في الفترة الممتدة ما بين 2003 و 2010 وذلك من أجل تكوين رأي خاص وعقد عدة لقاءت. مكنني هذا الطريق من الاقتراب من الصراع، بعيدا عن المسلمات والصور النمطية المتداولة في بعض وسائل الإعلام".