التمس الصحافي في قناة «الجزيرة» الانجليزية محمد فاضل فهمي الذي يحاكم في مصر الافراج عنه دون جدوى الخميس، ذلك فيما عرضت النيابة صور ومقاطع فيديو كدليل لإدانته وبقية المتهمين الموقوفين منذ أكثر من مئة يوم. وكانت جلسة الخميس هي الخامسة في محاكمة ثلاثة من صحافيي قناة الجزيرة الفضائية القطرية هم الصحافي الاسترالي بيتر غريست والمصري الكندي محمد فاضل فهمي والصحافي المصري باهر محمد, الموقوفون منذ أكثر من 100 يوم بتهم تتعلق بدعم جماعة الاخوان المسلمين ونشر أخبار كاذبة. وتثير تلك المحاكمة انتقادات دولية وحقوقية ضد الحكومة المصرية المتهمة بعدم احترام «حرية التعبير» وقمع الصحافة في اعقاب اطاحة الجيش بالرئيس الإسلامي محمد مرسي مطلع يوليوز 2013 . والاربعاء، وصفت منظمة العفو الدولية ومقرها نيويورك المحاكمة «بالانتقامية». ومثل ثمانية متهمين بملابس السجن الاحتياطي البيضاء في قفص الاتهام من بينهم غريست. وأجل القاضي محمد ناجي رشدي القضية لجلسة 22 ابريل الجاري مع استمرار حبس المتهمين. وعرضت النيابة العامة اليوم [الخميس] خمسة مقاطع فيديو من الاحراز والادلة الموجهة للمتهمين. لكن الفيديوهات الخمسة لم تكن سوى تقارير لقناة «سكاي نيوز العربية» وهي القناة التي لم يعمل بها أي من المتهمين. وجاء أول فيديو عن تدهور حالة السياحة في مدينة الأقصر المصرية, حيث عرض التقرير المصور مقاطع لحصان هزيل يتم إطعامه في اسطبل. فيما تناولت بقية التقارير الأوضاع في مصر قبيل الانتخابات الرئاسية في العام 2012 . لكن عاصم شقيق باهر، والذي حضر جلسة اليوم أخبر صحافي من فرانس برس في جلسة المحاكمة ان الفيديوهات تلك تخصه هو وأن الشرطة حصلت عليها أثناء مداهمة منزلهما حيث يسكنان في مبنى واحد. وأثارت تلك الفيديوهات غضب المتهمين وذويهم داخل القاعة. وصاح محمد فاضل فهمي مدير مكتب «الجزيرة» الانجليزية في القاهرة من داخل القفص «من الواضح أن النيابة لم تنظر جيدا في الادلة الموجهة ضدنا»، ثم تابع من داخل قفصه للصحافيين «هذا القاضي مسيس». وتضمنت المواد التي عرضتها النيابة اليوم مقاطع لتقرير وثائقي عن الصومال أعده الصحافي الاسترالي بيتر غريست واذيع في قناة ال«بي بي سي» التي سبق وعمل بها، وهو التقرير الذي قال عنه شقيقه مايك لفرانس برس انه فاز عنه بجائزة بيبودي المرموقة للصحافيين. وعرضت كذلك صور شخصية لوالد ووالدة بيتر في رحلة لهما في ألمانيا ولاتفيا، بحسب شقيقه. وأثارت تلك المقاطع ضحكات غريست داخل قفص الاتهام. وقال غريست لفرانس برس «اليوم, وكل الجلسات السابقة تثبت ان القضية سقطت تماما»، وتابع من داخل القفص «كنت أتمنى لو عرضوا مزيدا من الفيلم الوثائقي، كانوا سيعرفون ما نوع الصحافة الذي أقدمه». وعرضت مقاطع فيديو لمسؤول كيني يتحدث لصحافيين في اعقاب هجوم إرهابي، لكن القاضي قال إنه «لا يخص الدعوة المنظورة امامنا». ومع انتهاء عرض مقاطع الفيديو, طالب محمد فاضل فهمي القاضي باخلاء سبيله قائلا «بعد اذن حضرتك اخلي سبيلنا لحد ما اللجنة الفنية تشوف شغلها»، وتابع «مفيش أي دليل قاطع علينا. كلها فيديوهات لسكاي نيوز. انا بعمل ايه في السجن؟». لكن القاضي أجل القضية رافضا للمرة الخامسة طلبات المحامين والمتهمين باخلاء سبيلهم. وأثار تاجيل القضية غضب أهالي الموقوفين. وقال عادل شقيق محمد فاضل «إنها فضيحة. القضية تتحول لسخافة. نحن نخسر مزيدا من الوقت في مشاهدة فيديوهات عن الأحصنة وكينيا والصومال. القضية عن مصر». فيما قال مايك شقيق بيتر «أثق في المقام الأول في أن أخي ليس مذنبا. النيابة تثبت ذلك في كل جلسة. كل الاتهامات زائفة».