احتضنت مكتبة كليلة ودمنة بالرباط، الجمعة الماضية، جلسة مناقشة كتاب «مهنة المثقف ... حوارات مع 15 مفكرا من المغرب» الذي أصدره حديثا (فبراير 2014) الباحثان فاظمة آيت موس وإدريس كسيكس عن «منشورات الجامعة المواطنة». الكتاب عبارة عن حوارات سبق نشر بعضها في مجلة «إيكونوميا» الإلكترونية، مع كل من الأساتذة محمد شفيق، وعبد الله العروي، وفاطمة المرنيسي، وعبد الفتاح كيليطو، وعبد السلام بن عبد العالي، وعلي بنمخلوف، وحليمة فرحات، وعبد الأحد السبتي، ومحمد الناجي، ومحمد الطوزي، ورحمة بورقية، وحسن رشيق ، وعبد الحي المودن، وعبد الله ساعف، وإدريس خروز. الكتاب يتمحور حول تيمتين جوهريتين حاور مؤلفاه ضمن كل واحدة منها أبرز الباحثين والمفكرين المغاربة: - أصناف الموروث الإنسي، و - حداثات قائمة، وترمي السلسلة إلى فتح المجال الأكاديمي أمام الجمهور الواسع والمساهمة، بشكل مغاير، في نشر الثقافة والفكر النقدي، كما أنها تندرج في روح مبادرة الجامعة المواطنة التي أطلقها سنة 1997 المعهد العالي للتدبير والتسيير. وقد انطلقت فكرة المؤلف من ضرورة مساءلة مثقفي المغرب عن قراءتهم وإضاءتهم للانتفاضات العربية الشعبية لسنة 2011، وللواقع المغربي الموسوم بإرث حضاري منفتح. واختتم الكتاب، الذي يستهل كل حوار مع مثقف بنبذة عن سيرته الذاتية والفكرية، ببيبليوغرافيا انتقائية لكتابات المفكرين الخمسة عشر في مجالات السياسة وعلم الاجتماع والأنتربولوجيا والتاريخ والاقتصاد. وبالمناسبة، تلت الفنانة صوفيا هادي المقدمة التي أعدها الباحثان حول الأستاذ عبد السلام بن عبد العالي، قبل أن يفتح باب النقاش أمام الجمهور الذي أثار بالخصوص قضايا المثقف العضوي، والعالم التقليدي المستنير، ودور البحث العلمي والتنشئة الاجتماعية في بروز المثقفين. يشار إلى أن «منشورات الجامعة المواطنة»، التي أحدثت في يناير 2014 بالمدرسة العليا للتدبير، تغطي مواضيع المؤسسات، والحياة السياسية والحقوق الإنسانية، والاقتصاد والتدبير، والفكر والمجتمع، وتهدف إلى فتح الفضاء الأكاديمي أمام الجمهور الواسع غير المتخصص والمساهمة في إخضاع الثقافة للنقاش والتفكير النقدي.