قالت وسائل إعلام إسبانية إن عناصر من القوات العمومية المغربية، اجتازت الحدود الفاصلة بين مدينة الناظور ومليلية، من أجل طرد مجموعة من المهاجرين الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء، الذين تمكنوا من اجتياز الشريط الحدودي الشائك بالأسلاك الحديدية. ونشرت إذاعة «كادينا سير»، أول أمس الاثنين، شريط فيديو في موقعها الرقمي، يؤكد دخول قوات عسكرية مغربية، الجمعة الماضي، إلى الأراضي الفاصلة بين مليلية المحتلة ومدينة أنصار، في حين احتجت جمعية «برودين» على دخول القوات المغربية إلى الثغر المحتل، مشيرة إلى أن «القانون يمنعها من الدخول». وأشارت جمعية «برودين» إلى أن القانون الاسباني يمنع إعادة المهاجرين الأفارقة في حالة اجتيازهم لحدود مليلية، حيث الأمر يتطلب تحديد هويتهم والتحقق ممن يملك صفة لاجئ. ويرى متتبعون أن من شأن هذه الخطوة أن تتسبب في تداعيات سياسية وقانونية، خاصة في الوقت الذي فتحت السلطات القضائية الاسبانية، الشهر الماضي، تحقيقا ضد مندوب حكومة مليلية «عبد الملك البركاني، ورئيس الحرس المدني الاسباني، على خلفية ترحيل عناصر من الحرس المدني لمجموعة من المهاجرين الأفارقة من داخل مليلية نحو الأراضي المغربية. ويشار إلى أن المثير في هذا الأمر، الأسباب التي دفعت بالمغرب إلى قبول طلب السلطات الاسبانية الداعي إلى تسلم المهاجرين الأفارقة المتسللين إلى مليلية، بعد أن امتنع لمدة تزيد عن 20 سنة عن قبول طلب إدارة الاستعمار الاسباني. وكانت السلطات المغربية منذ سنة 1992، قد وقعت على اتفاقية مع مدريد حول الهجرة وقبول المهاجرين الأفارقة من مدينتي مليلية وسبتة والسليبتين، وهي الاتفاقية التي لم تفعلها إلا في الآونة الأخيرة. وتجدر الإشارة إلى أن كل ما يثير الانتباه هو صمت الحكومة المغربية التي لم تقدم أي توضيح بخصوص تسلم عناصر من القوات العمومية المغربية مهاجرين أفارقة من طرف عناصر الأمن الاسباني على مستوى الشريط الحدودي الوهمي المحيط بمدينة مليلية المغربية المحتلة.