عاد موضوع المهاجرين الأفارقة من جديد إلى الواجهة ليطفو على سطح العلاقات المغربية الاسبانية، في الوقت الذي أقدمت عناصر الحرس المدني الاسباني على طرد مجموعة من المهاجرين الأفارقة من داخل مدينة مليلية المغربية المحتلة وتسليمهم لعناصر القوات العمومية المغربية، على مستوى الشريط الحدودي الوهمي المتاخم لمدينة بني أنصار. وأظهر شريط فيديو نشرته جريدة «الباييس» المقربة من الحزب الاشتراكي الاسباني المعارض، قوات الأمن الاسباني وهي ترحل المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء إلى التراب المغربي، بعدما تمكنوا من العبور إلى مليلية السليبة، في حين يظهر الشريط عناصر القوات العمومية المغربية وهم يتسلمون المهاجرين «غير النظاميين» من طرف الحرس المدني، ويعترضون على آخرين. وعلمت «الاتحاد الاشتراكي»، أن الممر الحدودي الذي جرى فيه ترحيل المهاجرين الأفارقة لا يتوفر على كاميرات للمراقبة، وهو الممر الذي تستغله عناصر الحرس المدني الاسباني لطرد المهاجرين «غير الشرعيين» من الثغر المحتل، في حين تكون هذه العمليات غير قانونية، كون القانون الاسباني لا يسمح بطرد المهاجرين من الحدود، بل يتعين استصدار قانون الطرد مع تمكين المهاجرين من المساعدة القضائية. وفي الوقت الذي أثار شريط الفيديو سخط نشطاء موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» ، أقر وزير الداخلية الاسباني «خورخي فرنانديث دياث»، في ندوة صحفية، بوجود حالات طرد غير قانونية لمهاجرين أفارقة ينحدرون من دول جنوب الصحراء، من قبل عناصر الحرس المدني، الأمر الذي اعتبره خرقا ل»قانون الأجانب». وقال وزير الداخلية الإسباني، «إنه ممكن أن تكون هناك حالات بعينها « يتم فيها خرق قانون الأجانب حينما يتم طرد مهاجرين من جنوب الصحراء لا يملكون وثائق الإقامة عبر سياج مليلية، في حين لم تصدر عن السلطات المغربية أي تفسيرات حول قبول القوات العمومية المغربية تسلم المهاجرين الأفارقة من طرف عناصر الحرس المدني الاسباني، الأمر الذي يؤكد مشاركتهم في عملية الطرد غير القانونية. وطالب شكيب الخياري، رئيس جمعية الريف لحقوق الإنسان، السلطات المغربية بفتح تحقيق حول واقعة طرد مهاجرين أفارقة من جانب عناصر الحرس المدني الإسباني بمدينة مليلية، في حين أشار إلى أن جمعيته قررت تقديم شكاية إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالناظور، للمطالبة بفتح تحقيق رسمي حول شريط الفيديو الذي يظهر عملية طرد «غير قانونية» تعرض لها مهاجرون أفارقة عبر السياج الحديدي المحيط بمليلية. بحسب ما نقلته وكالة أنباء الأناضول.