افتتحت مساء السبت فعاليات الدورة ال 20 لمهرجان تطوان الدولي لسينما المتوسط، بحضور ثلة من نجوم السينما العربية والمغربية وعدد من مبدعي ومهنيي الفن السابع ورجال الفكر والثقافة. ويشارك في مختلف مسابقات هذه الدورة، التي تستمر إلى غاية 5 أبريل المقبل، 38 شريطا طويلا وقصيرا ووثائقيا تمثل مختلف دول حوض البحر الابيض المتوسط ، ومن ضمنها المغرب. وقال مدير المهرجان السيد محمد الحسني في كلمة خلال حفل الافتتاح، إن مهرجان تطوان السينمائي أضحى يكرس، دورة بعد أخرى، مكانته كموعد سينمائي لا محيد عنه في سبيل إغناء المشهد السينمائي المغربي، معتبرا أن السينما المغربية باتت تؤكد في السنين الأخيرة حضورها الوازن على الساحة السينمائية العربية، بالنظر إلى جودة الأعمال السينمائية المنتجة، وتنوع وجدية القضايا التي تتناولها. وأشار إلى أن الدورة ال20 لمهرجان تطوان السينمائي، حافلة بفقرات ومواعيد سينمائية متنوعة، مبرزا قيمة الأفلام المشاركة والتي تمثل مدارس سينمائية مختلفة، سواء في المسابقة الرسمية للأشرطة الطويلة أو القصيرة، أو الوثائقية. وسجل الحسني أنه سيتم خلال هذه الدورة ، وعلى غرار الدورة السابقة، عرض الأشرطة المشاركة ضمن المسابقة الرسمية، بتقنية العرض الرقمي، وهو ما سيساعد الجمهور على تتبع أعمال سينمائية بجودة عالية مما سيضفي عليها جمالية بصرية. وتم خلال الحفل الافتتاحي للمهرجان تكريم المخرج السوري محمد ملص، رئيس لجنة مسابقة الافلام الطويلة، الذي أثرى الخزانة السينمائية والثقافية في الوطن العربي بالكثير من الروائع السينمائية التي ساءلت مختلف القضايا التي شغلت المجتمعات العربية وكان من الرعيل الأول الذي تخرج من معلمة السينما الروسية سنة 1974. وقدم محمد ملص أعمالا بصمت تاريخ السينما العربية ،منها الفيلم القصير "حلم مدينة صغيرة"، وفيلمه الطويل "أحلام المدينة" (سنة 1984)، ثم فيلم "الليل"، (سنة 1992)، وفيلم "باب المقام" (سنة 2005)، وأخيرا فيلمه الجديد "سلم إلى دمشق" (سنة 2013). كما تم بالمناسبة نفسها، تكريم مدير التصوير والمخرج المغربي عبد الكريم الدرقاوي ،أحد السينمائيين المغاربة الكبار، والذي بدأ مسيرته سنة 1964 ولعب 37 دورا في أفلام مغربية بين سنتي 1974 و2004 منها "أحداث بدون دلالة " و"المطرقة والسندان". ويعد الدرقاوي من الأسماء المكرسة في الحقل السينمائي المغربي بالنظر إلى حضوره المستمر في معظم مواقع التصوير الوطنية سواء باعتباره مدير تصوير متحكم بعدسته وأسلوب مغازلته للكاميرا، أو بزاوية رؤيته للأحداث والمواقف السينمائية كمخرج له لونه الخاص وطابعه المتميز. ومن ابرز افلامه السينمائية "الحساب التالي (" (2010 "وليدات كازا (" (2009 و"زنقة القاهرة (" (1998 "الناعورة (" (1984 و"رماد الزريبة" ((1976 . أما افلامه التلفزيونية فمنها "الطريق الصحيح" و"شظايا الماضي " فضلا عن عشرات المسلسلات والبرامج التلفزيونية والربورتاجات. (يتبع) وتحضر السينما المغربية في هذا الموعد السينمائي، ضمن مسابقته الرسمية للأشرطة الطويلة، من خلال فيلمي "حمى" لهشام عيوش، و"سرير الأسرار" لجيلالي فرحاتي. أما باقي الاشرطة المشاركة ضمن المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، فتمثل إيطاليا بفيلمين وهما "عسل" لفاليرا غولينو، و"القاع" لحيدر رشيد، وتركيا من خلال "شتنبر" للمخرجة بيني بنايابولو، و"الصافيتان" للمخرج رامين مارتان ، إضافة إلى إسبانيا بفيلم "صلة الرحم "للمخرجة الإسبانية ليانا طوريس . وسيشارك في المسابقة ذاتها، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي بفيلم "فلسطين ستيريو"، واللبناني محمد حجيج بفيلم "طالع نازل"، والتونسي نجيب بلقاضي بفيلم "اللقيط" ،والمخرجون المصريون نرمين سالم ومحمد زيدان ومحمد الحديدي ومي زايد وهند بكر وأحمد مجدي مرسي بفيلم وحيد "أوضة الفئران". وتضم لجنة التحكيم، إلى جانب رئيسها محمد ملص، كلا من كاترينا داميكو مديرة المدرسة الوطنية للمركز التجريبي للسينما في روما ، وباربارا لوري دو لا شاريير الناقدة السينمائية الألمانية ، إلى جانب الممثل والمخرج الفرنسي باسكال طورو، والممثلة المغربية فاطمة خير. ويشارك في مسابقة الفيلم القصير، التي يترأس لجنة تحكيمها الإسباني إسماعيل مارتين، 14 فيلما من فرنسا واليونان والبرتغال وتونس وفلسطينوإيطاليا وإسبانيا والمغرب ومصر. وتضم هذه اللجنة في عضويتها الممثلة المغربية سامية أقريو، والناقد السينمائي المصري أحمد الفايق، والفنان التشكيلي المغربي عبد الكريم الوزاني. أما مسابقة الفيلم الوثائقي، فستعرف مشاركة 13 فيلما، تمثل كلا من فرنساوإيطاليا والمغرب ولبنان والجزائر وفلسطين وإسبانيا ومصر، وتترأس لجنة تحكيمها المنتجة والمخرجة المصرية ماريان خوري، إلى جانب المخرج والجامعي الإيطالي ماريو برينطا والمخرج الفرنسي دافيد يون والممثلة المغربية نورا الصقلي. وسيتم خارج المسابقة الرسمية عرض مجموعة من الأفلام، من قبيل فيلم "شتي يا دنيا" للمخرج اللبناني بهيج حجيج، و"جوهرة بنت الحبس" للمخرج المغربي سعد الشرايبي، وفيلم "كلام ومقاومات" للمخرج اليوناني تيمون كلمسيس، و"فيلم "عنبر رقم 6?، للمخرجة المصرية نسرين لطفي الزيات، و"قطف النجوم" للمخرج الإسباني ميكيل رويدا، و"سقوط السماء" للمخرج التركي عمير لوفينتوغلو. ومن الأفلام التي سيتم عرضها، أيضا، خارج المسابقة الرسمية، والتي أنتجت سنة 2013، الفيلم الجديد للمخرج المغربي هشام العسري "هم الكلاب"، وفيلم "مقدام" للمخرج الإيطالي جياني إيميليو، وفيلم "جسر دورساي" للفرنسي بيرتران تابرنيي . يشار إلى أنه تم في حفل افتتاح المهرجان عرض شريط "سلم إلى دمشق" للمخرج السوري محمد ملص، في حين سيعرض في اختتام الدورة فيلم "عمر" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد. ويتضمن برنامج المهرجان أيضا تنظيم ندوتين مركزيتين الأولى حول موضوع "السينما وحقوق الإنسان في المتوسط"، فيما الثانية حول "السينما والمدرسة"، وكذا تكريم وجهين سينمائيين هما الممثل المغربي القدير صلاح الدين بنموسى، ومدير التصوير الاسباني، خوسي لويس ألكايني.