تم مساء أمس الأحد، عرض شريط "حمى" للمخرج المغربي هشام عيوش وذلك ضمن المسابقة الرسمية للأشرطة الطويلة لمهرجان تطوان لسينما بلدان حوض المتوسط في دورته العشرين، التي تستمر إلى غاية 5 أبريل القادم. ويحكي شريط "حمى" الذي أخرجه عيوش سنة 2013، وتبلغ مدته ساعة ونصف، قصة بنجامان وهو طفل يبحث عن والده المهاجر في باريس، الذي لا يعرف عنه الشيء الكثير، ويواجه مصاعب حياتية موغلة في التعقيد. ويقدم الشريط الذي شخص أدوار بطولته كل من الممثلين الفرنسيين ديدي ميشون وسليمان دازي، وفريدة عمروش، صورة مجتمع مفكك، رسمت بلغة بصرية دقيقة مشاعر طفولة تعيسة تبحث عن عيش أرغد في كنف أسرة مستقرة. وقد اعتمد عيوش على صور فنية جاذبة، لإبراز حالة الطفل بنجامان، وكذا الفشل التي يعتري التماسك الاجتماعي في بلاد المهجر، والتي ترتب عنها تغيير مدمر لقيم الجماعة وحقوق الطفولة التي يطالها الإهمال، إلى جانب إبراز العزلة القاتمة التي يعيشها مسنون مهاجرون يحلمون بيوم العودة إلى بلادهم. وعلى صعيد متصل، تم عرض شريط، "جسر أورساي" للمخرج الفرنسي بيرتران طافيرنيي، وذلك ضمن فقرة عروض خاصة، التي تقدم ثلة من الاعمال السينمائية المتوسطية المتنوعة. ويرصد شريط "جسر أورساي" على مدى 113 دقيقة قصة شاب طموح خريج أحد المعاهد الراقية الذي يعين بديوان وزير الخارجية، غير انه سيواجه مصاعب مهنية بسبب المؤامرات التي كانت تحاك ضده من قبل موظفين آخرين بالديوان. ويشارك في مختلف مسابقات هذه الدورة، 38 شريطا طويلا وقصيرا ووثائقيا تمثل مختلف دول حوض البحر الابيض المتوسط . وتحضر السينما المغربية في هذا الموعد السينمائي، ضمن مسابقة الأشرطة الطويلة، إلى جانب فيلم "حمى" لهشام عيوش، بشريط "سرير الأسرار" لجيلالي فرحاتي. أما باقي الاشرطة المشاركة ضمن هذه المسابقة (الفيلم الطويل)، فتمثل إيطاليا بفيلمين وهما "عسل" لفاليرا غولينو، و"القاع" لحيدر رشيد، وتركيا من خلال "شتنبر" للمخرجة بيني بنايابولو، و"الصافيتان" للمخرج رامين مارتان ، إضافة إلى إسبانيا بفيلم "صلة الرحم" للمخرجة الإسبانية ليانا طوريس. ويشارك في المسابقة ذاتها، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي بفيلم "فلسطين ستيريو"، واللبناني محمد حجيج بفيلم "طالع نازل"، والتونسي نجيب بلقاضي بفيلم "اللقيط" ،والمخرجون المصريون نرمين سالم ومحمد زيدان ومحمد الحديدي ومي زايد وهند بكر وأحمد مجدي مرسي بفيلم وحيد "أوضة الفئران". وتضم لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل، التي يرأسها المخرج السوري محمد ملص، كلا من كاترينا داميكو مديرة المدرسة الوطنية للمركز التجريبي للسينما في روما ، وباربارا لوري دو لا شاريير الناقدة السينمائية الألمانية ، إلى جانب الممثل والمخرج الفرنسي باسكال طورو، والممثلة المغربية فاطمة خير. وكان المهرجان قد كرم في حفله الافتتاحي أول أمس السبت كلا من المخرج السوري محمد ملص، الذي أثرى الخزانة السينمائية والثقافية في الوطن العربي بالكثير من الروائع السينمائية التي ساءلت مختلف القضايا التي شغلت المجتمعات العربية ومدير التصوير والمخرج المغربي عبد الكريم الدرقاوي ،أحد السينمائيين المغاربة الكبار، والذي بدأ مسيرته سنة 1964 ولعب 37 دورا في أفلام مغربية بين سنتي 1974 و2004 منها "أحداث بدون دلالة " و"المطرقة والسندان".