رفع الستار، مساء أمس السبت، عن فعاليات الدورة ال 20 لمهرجان تطوان الدولي لسينما المتوسط، التي تستمر إلى غاية 5 من أبريل المقبل بتكريم المخرج السوري محمد ملص، وعرض آخر أفلامه "سلم إلى دمشق"، بتقنية العرض الرقمي، إلى جانب تكريم المخرج المغربي ومدير التصوير عبد الكريم الدرقاوي، وسط حضور عدد من نجوم السينما العربية والمغربية ومجموعة من مبدعي ومهنيي المجال. محمد ملص، الذي أمتع الجمهور بفيلمه الرومانسي مبتعدا عن صخب الواقع وغليانه، متمعنا في الأحاسيس الإنسانية، قال في تصريح ل"اليوم 24" "إن الهاجس الذي ظل يرافقه وهو يشتغل على فيلمه "سلم إلى دمشق" هو كيف يمكنه تقديم شهادة سينمائية وجدانية عما يحدث في سوريا، بعيدا عن الإطار التوثيقي، وهو ما جعله يبقى حبيس العالم الداخلي للشخصيات، بعيدا عن نقل ما يحدث خارجها، والذي كان متاحا على الفضائيات التلفزيونية"، يقول محمد ملص، المخرج الذي أثرى الخزانة السينمائية والثقافية في الوطن العربي بالكثير من الروائع السينمائية التي ساءلت مختلف القضايا التي شغلت المجتمعات العربية وكان من الرعيل الأول الذي تخرج من معلمة السينما الروسية سنة 1974.
من جهته، المكرم الثاني السينمائي عبد الكريم الدرقاوي قال في تصريح ل"اليوم24" إن تكريمه في تطوان اعتراف بما قدمه على مدى سنوات، وب"أني لم أضيع عمري في العمل السينمائي"، وهو أيضا "تشجيع لي لأجتهد أكثر لإحساسي بأني ما أزال شابا وما زال في جعبتي إبداع كثير ينتظر أن أخرجه"، يضيف الدرقاوي الذي استحضر في كلمته بالمناسبة ذكرى مشاركته الأولى في المهرجان في دوراته الأولى سنوات الثمانينات. ومن أبرز أفلام الدرقاوي السينمائية "زنقة القاهرة " (1998 ) الذي عرض اليوم الأحد بقاعة اسبانيول، و"وليدات كازا"، الذي سيعرض غدا الاثنين بالقاعة نفسها، و"الحساب التالي " (2010) "الناعورة " (1984) و"رماد الزريبة" (1976)، بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية. مدير المهرجان محمد الحسني، الذي ألقى كلمة حفل الافتتاح، أكد أن المهرجان استطاع، رغم تقلص نسبة دعمه من جهات مختلفة، أن يواصل كموعد سينمائي لعشاق السينما يساهم في إغناء المشهد السينمائي المغربي، معلنا أن تم مؤخرا رقمنة القاعة السينمائية اسبانيول، مشيرا أنه سيتم خلال الدورة الجارية، وكما هو الشأن بالنسبة للدورة السابقة، عرض الأشرطة المشاركة ضمن المسابقة الرسمية، بتقنية العرض الرقمي، التي تمنح متابعة بجودة عالية.
يذكر أن الدورة الجارية من المهرجان ستعرف مشاركة أكثر من 80 فيلما من 12 بلدا، بينها 38 شريطا طويلا وقصيرا ووثائقيا تمثل مختلف دول حوض البحر الأبيض المتوسط، ومن ضمنها المغرب في المسابقة الرسمية. ويمثل السينما المغربية ضمن المسابقة الرسمية للأشرطة الطويلة، فيلما "حمى" لهشام عيوش، و"سرير الأسرار" لجيلالي فرحاتي. أما باقي الاشرطة المشاركة ضمن المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، فتمثل إيطاليا بفيلمين وهما "عسل" لفاليرا غولينو، و"القاع" لحيدر رشيد، وتركيا من خلال "شتنبر" للمخرجة بيني بنايابولو، و"الصافيتان" للمخرج رامين مارتان ، إضافة إلى إسبانيا بفيلم "صلة الرحم "للمخرجة الإسبانية ليانا طوريس، بالإضافة إلى المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي بفيلم "فلسطين ستيريو"، واللبناني محمد حجيج بفيلم "طالع نازل"، والتونسي نجيب بلقاضي بفيلم "اللقيط" ،والمخرجون المصريون نرمين سالم ومحمد زيدان ومحمد الحديدي ومي زايد وهند بكر وأحمد مجدي مرسي بفيلم وحيد "أوضة الفئران". وتشمل لجنة التحكيم، إلى جانب رئيسها محمد ملص، كلا من كاترينا داميكو مديرة المدرسة الوطنية للمركز التجريبي للسينما في روما ، وباربارا لوري دو لا شاريير الناقدة السينمائية الألمانية ، إلى جانب الممثل والمخرج الفرنسي باسكال طورو، والممثلة المغربية فاطمة خير. ويتبارى ضمن مسابقة الفيلم القصير، التي يترأس لجنة تحكيمها الإسباني إسماعيل مارتين، 14 فيلما من فرنسا واليونان والبرتغال وتونس وفلسطينوإيطاليا وإسبانيا والمغرب ومصر. وتضم هذه اللجنة في عضويتها الممثلة المغربية سامية أقريو، والناقد السينمائي المصري أحمد الفايق، والفنان التشكيلي المغربي عبد الكريم الوزاني. وبخصوص مسابقة الفيلم الوثائقي، فستشهد مشاركة 13 فيلما، تمثل كلا من فرنساوإيطاليا والمغرب ولبنان والجزائر وفلسطين وإسبانيا ومصر، وتترأس لجنة تحكيمها المنتجة والمخرجة المصرية ماريان خوري، إلى جانب المخرج والجامعي الإيطالي ماريو برينطا والمخرج الفرنسي دافيد يون والممثلة المغربية نورا الصقلي. هذا وسيتم خارج المسابقة الرسمية عرض مجموعة من الأفلام، من قبيل فيلم "شتي يا دنيا" للمخرج اللبناني بهيج حجيج، و"جوهرة بنت الحبس" للمخرج المغربي سعد الشرايبي، وفيلم "كلام ومقاومات" للمخرج اليوناني تيمون كلمسيس، و"فيلم "عنبر رقم 6?، للمخرجة المصرية نسرين لطفي الزيات، و"قطف النجوم" للمخرج الإسباني ميكيل رويدا، و"سقوط السماء" للمخرج التركي عمير لوفينتوغلو. ومن الأفلام التي سيتم عرضها، أيضا، خارج المسابقة الرسمية، والتي أنتجت سنة 2013، الفيلم الجديد للمخرج المغربي هشام العسري "هم الكلاب"، وفيلم "مقدام" للمخرج الإيطالي جياني إيميليو، وفيلم "جسر دورساي" للفرنسي بيرتران تابرنيي . ويتضمن برنامج المهرجان إلى جانب العروض السينمائية سالفة الذكر، تنظيم ندوتين مركزيتين، تعقد الأولى منها اليوم الاثنين، ب"دار الصنائع باب العقلة"، حول موضوع "السينما وحقوق الإنسان في المتوسط"، فيما الثانية حول "السينما والمدرسة".