نظم مئات المواطنين ذكورا و إناثا، شبابا وشيبا، وقفة احتجاجية صباح يوم الأحد 23 مارس 2014 بدوار الكدية بمقاطعة جليز بمراكش ، رافعين شعارات بأعلى أصوات حناجرهم منددين ومستنكرين عدم قيام السلطات المحلية والمنتخبة بما تقتضيه مهام المسؤوليات الملقاة على عاتقهم بعدما تم الاستنجاد بهم من طرف عدد كبير من هؤلاء الضحايا عندما أحسوا بسقوطهم بين أيادي عصابة إجرامية سلبتهم بالحيلة كل ما جمعوه من أموال شقاء عمرهم، قدرت مبالغها بملايير السنتيمات ، مما جعل هذه القضية تستأثر هذه الأيام بشكل كبير باهتمام الرأي العام المحلي ، حيث تم النصب والاحتيال على ما يزيد عن 700 مواطنة ومواطن من الموظفين ، منهم قضاة ومحامون وحاملو سلاح وعمال ومتقاعدون من طرف عصابة تمكنت من حبك خيوط عملية نصب تمت وراء ادعاء عناصر على أنهم أصحاب تعاونية سكنية تدعى « نور الهدى » بواسطة لوحات إشهارية على واجهة مقر إدارتها المؤثث بأحدث التجهيزات والوثائق الخاصة بالإدارات السكنية بمراكش ، بعدما استعانت هذه العصابة خلال القيام بأعمالها الإجرامية ببعض أئمة المساجد بهذه المدينة خاصة أحد الذين ذاعت شهرتهم في إمامة الناس خلال صلاة التراويح في شهر رمضان ، والذي كان بمثابة طعم لهؤلاء الضحايا الذين كان أغلبهم ، حسب تصريحاتهم إلى الاتحاد الاشتراكي ، يتهرب من السقوط في حبال فوائد القروض الخاصة بالسكن ، حيث حفزهم على الدخول في عملية اقتناء إحدى شقق عمارات هذا المشروع التي تتراوح مساحتها ما بين 60 و 70 مترا مربعا بمبالغ مالية تتراوح مابين 23 و 26 مليون سنتيم ، مما جعلهم يسقطون بكل سهولة في شباك عصابة متمرسة يرأسها مدير المكتب الإداري الصوري لهذه التعاونية السكنية الوهمية التي اتضح فيما بعد أنه من ذوي السوابق القضائية ، لكن كما يقول المثل الدارجي : « بعدما وقع الفأس في الرأس » ، حيث لم تكتشف حقيقة هذه العصابة إلا بعدما تمكنت عناصرها من الحصول من هؤلاء الضحايا على أكثر من ستة عشر مليار سنتيم ، حين توصل بعض الراغبين في الاستفادة من إحدى الشقق الاقتصادية المزمع بناء عمارات مشروعها على مساحة تبلغ حوالي أربعة هكتارات بدوار الكدية بمقاطعة جليز على هذه البقعة الأرضية على أنها موضوع رهون بنكية تقدر بملايير السنتيمات نتيجة ديون لاتزال على عاتق أصحاب هذا العقار ، وهكذا تبخرت أحلام هؤلاء المواطنين وأصبحت وهما واختفى أثر صاحب المشروع وباقي عناصر العصابة تاركين وراءهم بناية المقر الإداري للتعاونية السكنية الوهمية « نور الهدى » لوحدها مهجورة على أرض هذا المشروع المزعوم ، فكان وقع هذه المأساة قويا على صدور هذه الفئة من المواطنين ، حيث منهم من سقط أرضا مغمى عليه ما إن سمع خبر هذه الواقعة ، ومنهم من نقل على وجه السرعة إلى أحد مستشفيات مراكش ، ومنهم من أصيب بالجنون ، ومنهم من انقلبت حياته رأسا على عقب ، ومنهم من كان هذا الحدث سبب خراب عش أسرته ، نتائج كثيرة من هذا القبيل عاش معاناتها أغلب هؤلاء الضحايا حتى صدق على عدد منهم ما جاء في كلام سيدي عبد الرحمن المجذوب : « يا ويح من طاح في بير وصعب عنو طلوعو ، فرفر ما صاب جنحين بكى وسالو دموعو » .