سجل التعليم الخاص الاسلامي بفرنسا منذ نهاية الأسبوع الماضي تحولا مفصليا في مساره بعدما تم السبت الماضي ببلدة ببنيولي بالضاحية الباريسية الاعلان عن إنشاء الفيدرالية الوطنية للتعليم الخاص الاسلامي. وتأسيس الفيدرالية الوطنية للتعليم الخاص الاسلامي بفرنسا، التي تهدف إلى الدفاع عن مصالح مدارس ومعاهد التعليم الخاص الاسلامي لدى السلطات العمومية الفرنسية، مبادرة حملها ودافع عنها مخلوف ماميش، نائب رئيس اتحاد المنظمات الاسلامية بفرنسا، المقربة من فكر حركة «الاخوان المسلمين». وتضم الفيدرالية الوطنية للتعليم الخاص الاسلامي بفرنسا ما يقارب نحو عشرة من الأعضاء المؤسسين، من بينهم أكبر مجموعات المدارس الاسلامية كالثانوية الاعدادية «ابن رشد» بمدينة ليل بالشمال الفرنسي، ومديرها المساعد نفسه مخلوف ماميش والثانوية الاعدادية «الكندي» ببلدة ديسين بضاحية مدينة ليون وسط شرق فرنسا. وفي الوقت الذي تعتبر فيه الثانوية الاعدادية «ابن رشد» بمدينة ليل واحدة من نماذج التعليم الخاص الاسلامي بفرنسا والمشروع الجزائري الذي يحتذى به بعدما احتلت المركز الأول بعد اختيارها من بين أحسن الثانويات الفرنسية، كانت الثانوية الاعدادية «الكندي» بمدينة ليون وسط فرنسا أولى مؤسسات التعليم الخاص الاسلامي بفرنسا التي خاضت معركة إجرائية دامت سنوات للحصول على ترخيص لها ليتم بعد ذلك إنشاء معهد «ابن سينا» بمدينة ليل أيضا ومدرسة النجاح في باريس، ثم المجموعة المدرسية الخاصة «أليف» بمدينة تولوز والثانوية الاعدادية «سان كانتان» بمنطقة الايفلين بالضاحية الجنوبية باريس. وقد عرفت المدارس الخاصة، التي تقدم تعليما اسلاميا بفرنسا، والتي تعيش عدد منها صعوبات مالية وتنظيمية، تطورا هاما منذ صدور قانون 2004 الذي يحظر ارتداء الحجاب بالمدرسة. وتعاني المدارس الاسلامية الخاصة، التي يحظى جلها بدعم كبير من اتحاد المنظمات الاسلامية بفرنسا والمقربة من فكر حركة «الاخوان المسلمين»، من صعوبات في التمويل وعدم انخراط الفاعلين المؤسساتيين المسلمين. وقال مخلوف ماميش، نائب رئيس اتحاد المنظمات الاسلامية بفرنسا، والمدير المساعد للاعدادية الثانوية «ابن رشد»: «أن تأسيس هذه الفيدرالية يهدف الى مصاحبة المدارس الموجودة وتبادل الخبرات وتقديم محاور في مجال التربية الوطنية من أجل الدفاع عن مصالحنا وكذا مواكبة مشاريع المؤسسات الجديدة». يذكر أنه ولج نحو ألفي تلميذ 20 مدرسة اسلامية في شتنبر الماضي، فيما توجد نحو عشرة مشاريع لإحداث مدارس مماثلة، هذا في الوقت الذي يظل عدد هذه المدارس قليل جدا مقارنة بتسعة آلاف مؤسسة تعليمية كاثوليكية (مليوني تلميذ) ومائة مؤسسة يهودية (ثلاثين ألف تلميذ).