من الوهلة الأولى تبدو لك هادئة، مترقبة تستفسر الوجوه والحركات والإيماءات، تقف عند الشاذة والفاذة ، تجري وراء استيعاب كل جملة أو كلمة في النص الذي أمامها، يحتدم النقاش حول النص وهي تجدها واقفة عند حد الخلاصة، وبعد ذلك تجدها تستعجل العاجل ، وتفهم الفرقة أن وقت النقاش قد نضب، وحيا على العمل ، يفتخر بها كل من تعرف عليها من قرب أو بعد، لمجرد أن تقترب منها تحس بسيل جارف من الأحاسيس الإنسانية، أحاسيس الفنان الحقيقي ، خبرتها تبكي لصراخ الجياع من الأطفال والمسنين ، ولاحظت شجاعتها في المواقف الحاسمة، وكيف يكون ذلك غريبا عنها وهي من كافحت إلى جانب زوجها منذ ريعان الشباب ، وبقيت وفية لكل المبادئ والأعراف المسرحية خصوصا، منذ "زهرة بنت البرنوصي" إلى اليوم ، الوفاء للمسرح لا يؤمن به إلا فنان بليغ ومناضل وقوي لا تهزه شطحات" الطابي روج" ولا توقفه هزالة "الكاشي" ، والمؤمن برسالة المسرح ودوره في التنمية الكونية للعقل البشري ، وفي مساءلة الوجود والغوص في الكيانات النفسية البشرية، ومحاربة التسلط الفكري والاجتماعي والسياسي، لا يمكن إلا أن يكون النبل حليفه في كل محطات حياته، والسيدة التي نتحدث عنها اليوم، فاضلة من بين هؤلاء الأفاضل والفاضلات في ربوع مغربنا الحبيب ، ولا يسعنا إلا أن نقف إجلالا لها، ونصفق للبؤة المسرح السيدة الفاضلة نجوم الزهرة .