نظم "نادي التربية على المواطنة" بثانوية أبي القاسم الزياني بخنيفرة أمسية ثقافية فنية على شرف تلاميذ المؤسسة، وحضرها عدد من الفاعلين في الحقل الجمعوي والتربوي، والوجوه النسائية التي رسمت مسارها بكثير من المهنية الحافلة بالجدية والمثابرة، وقد تم هذا الحفل بتنسيق مع مجلس تدبير الثانوية المضيفة، جمعية أمهات وآباء وأولياء تلامذتها، وجمعية أصدقائها. الحفل الذي حمل شعار "المناصفة مطلب مجتمعي"، تميز بحضور تلاميذ فرنسيين من مدينة تور الفرنسية، ينشطون بجمعية أطلقت على نفسها "زيان بار لو دوك"، في إطار شراكة تربوية تجمع بين ثانوية جون بول التي يدرس بها هؤلاء التلاميذ وثانوية أبي القاسم الزياني بخنيفرة، وهي الشراكة التي عبدت المسافات وشيدت جسرا متينا بين المؤسستين على قاعدة من تبادل الزيارات والتجارب والخبرات. افتتاح الحفل تميز بملاحظات رائعة وحاملة للكثير من الدلالات التي أكدت للجميع كيف للتربية والتعاون أن "تلغي" الحدود من أجل ترسيخ أواصر التسامح في إطار الاحترام المتبادل، وذلك من خلال وقوف الوفد الفرنسي، مع الحاضرين في الحفل، على نغمات النشيد الوطني. ولم يفت المنظمين للحفل "تزيين" فضاء القاعة بعدة يافطات من أبرزها "لا مواطنة بدون ديمقراطية ولا ديمقراطية بدون مواطنة"، حيث افتتح هذا الحفل بكلمة أبرزت مدى تمسك "نادي التربية على المواطنة" بتخليد اليوم العالمي للمرأة، وبقيم الكرامة والمساواة والحرية، ومن خلال ذلك يأتي الحفل لتحسيس التلاميذ في كل سنة بالدور الفعال الذي تلعبه المرأة ونضالاتها من أجل انتزاع حقوقها الاجتماعية والمدنية والاقتصادية والسياسية. وفي لحظات جميلة أثث المنظمون برنامج الحفل بفقرات موسيقية وترفيهية وقراءات شعرية وأغاني فولكلورية ومقاطع غنائية ولوحات جميلة من "الدقة المراكشية" و"عرض للأزياء"، والتي تفاعل معها الحاضرون بكثير من التصفيق والانصهار، بينما لم يفت التلاميذ الفرنسيون مشاركة زملائهم المغاربة في هذا الحفل بأغان جماعية وحركات فنية نالت إعجاب الجميع. وفي التفاتة مميزة ومعبرة، أعلن طاقم منسق النادي الأستاذ الطيبي أوحطي، عن تكريم ثلاث فعاليات نسائية قدمن الكثير للمنظومة التعليمية، مغربيتان وفرنسية جاءت على رأس التلاميذ الفرنسيين، وتدرس مادة العلوم الفيزيائية بثانوية جون بول، وبعدها الأستاذة فاطمة بلار المعروفة لدى الأجيال باسم "مدام بلار"، ثم الأستاذة فاطمة أفتاتي، مدرسة التربية البدنية منذ أزيد من ثلاث عقود، حيث قام منظمو اللقاء الاحتفالي باستعمال الشاشة الضوئية للتعريف بحياة المحتفى بهن وصور من "ألبوم" حياتهن ومسارهن المهني. بعد تقديم الأستاذة فاطمة بلار وحياتها، منذ أن كانت تلميذة إلى التحاقها بمركز تكوين المعلمين واشتغالها في التدريس ثم مديرة إلى حين تقاعدها بعد مسيرة طويلة من نكران الذات والتفاني في العمل، أبت هذه الأستاذة إلا الوقوف للتعبير عن فرحتها بهذه الالتفاتة الطيبة غير المنتظرة، ورأت في المناسبة "فرصة لتقاسم ثامن مارس مع كافة نساء العالم"، وفي التلاميذ الحاضرين "خير خلف لخير سلف". وبعدها الأستاذة فاطمة أفتاتي التي قدم المنظمون لقطات من سيرتها الطويلة، كفاعلة في الحقلين التربوي والجمعوي، ولم تفتها اللحظة دون التعبير عن مفاجأتها بهذا التكريم الذي لم تتوقعه إلا في الدقائق الأخيرة، وقد أبى الأستاذ مولاي أحمد فراجي، مفتش التربية البدنية، إلا المساهمة في التعريف أكثر بشخصية المحتفى بها، وبعطاءاتها على مدى سنوات عملها، بعد ذلك تم تكريم الأستاذة الفرنسية تقديرا من المنظمين لتعاونها والتزامها بالشراكة المبنية بين ثانويتها وثانوية أبي القاسم الزياني.