يعتبر مشروع المؤسسة آلية من آليات تفعيل الحياة المدرسية ، و دعامة من دعائم التجديد التربوي ، و هو فلسفة تتغيا و تتوخى الرفع من مستوى التعليم و التحصيل لدى المتعلمين و المتعلمات ، والسمو بجودة علاقات المؤسسة التربوية بمحيطها السوسيواقتصادي من خلال انخراط كل الفاعلين سواء من داخل الفضاء المدرسي أو من خارجه ؛ في بلورة مشاريع منسجمة مع حاجيات المتعلمين و المتعلمات و المؤسسة ، و ملائمة لانتظارات المجتمع المدني المحلي و الوطني. * فما هو مشروع المؤسسة ؟ * و ما الذي ينبغي أن يحققه و يحترمه ؟ * ما مفهوم المؤسسة ؟ * و ما المقصود بالمؤسسة التعلمية ؟ * ما هو الإطار الإداري و التنظيمي لمشروع المؤسسة ؟ * بماذا يتميز راهن " مشروع المؤسسة " في الجسد التعليمي ببلادنا ؟ * ما هي الإكراهات التي يواجهها هذا المشروع ؟ * و ما هي جهود الوزارة الوصية لتجاوزها ؟ * هل من بدائل قمينة بإنجاح مشاريع المؤسسات التعليمية ؟ هذه مجموعة من الأسئلة سأحاول الإجابة عنها من خلال هذه المقالة التربوية المتواضعة ، و التي أعتبرها محاولة نابعة من انشغالاتي اليومية كواحد من المهتمين و الممارسين البيداغوجيين بقطاع التربية و التكوين ، وذلك بغية تقديم بعض الاقتراحات في شأن موضوع "مشروع المؤسسةّّ "، و من أجل ملامسة جوانب هامة من الإكراهات التي تواجهها أجرأة هذا المشروع على أرض الواقع . المصطفى الحسناوي (*) * تعريف المشروع بشكل عام : يرتبط هذا المفهوم بالتقدم ، فهو أنموذج للرفع من قيمة النشاط...كما يمكن تعريفه كتصرف توقعي يفترض تخيل زمن المستقبل من خلال بناء متواليات من الافعال و الاحداث الممكنة و المنظمة مسبقا دون معالم صادقة وصحيحة . و هو منظور قائم على مرجعيات فلسفية و ثقافية ، و فعل قصدي و صريح ، و هو كذلك فعل فردي و جماعي .1 و بالتالي فالمشروع عبارة عن مجموعة من الأنشطة المتكاملة و المبرمجة خلال فترة زمنية محددة ، و في مكان معين ، و ذلك بغية تحقيق أهداف و نتائج محددة و حسب مراحل متتابعة و جد مرتبطة ببعضها .2 * تعريف المشروع التربوي للمؤسسة : المشروع التربوي خطة و نظام متوقع تعده المؤسسة التربوية ، و ترسم إجراءات تنفيذه ، و يمكن للمشروع أن يكون متصلا ببنية صغرى مثل المؤسسة ، أو متصلا ببنية كبرى ، أي أن يكون مشروعا تربويا شاملا يتصل بالنظام التربوي ككل .3 مشروع المؤسسة إطار منهجي و آلية عملية ضرورية لتنظيم و تفعيل مختلف الإجراءات التدبيرية و التربوية ، الهادفة إلى تحسين جودة العملية التعليمية-التعلمية ، و أجرأة الإصلاحات التربوية داخل كل مؤسسة ، فهو خطة تربوية يعدها المجتمع المدرسي وفق المقاربة التشاركية و مقاربة التدبير بالنتائج ، انطلاقا من منظور محلي شمولي لجودة المدرسة و التعلم المنشودين ، في توافق مع الغايات و الأهداف الوطنية و الجهوية .4 المشروع التربوي للمؤسسة حسب " شامبرلاند" هو إدماج لمجموعة من المعارف و المهارات قصد تحقيق إنجاز معين أي أنه مجموعة من الأفعال المثبتة مسبقا و المدمجة مع بعضها البعض لتحقيق إنجاز تربوي ؛ يجعل المتعلم (ة) طرفا مسؤولا في بناء معارف و مدارك و كفايات معينة مرتبطة به. من هذا المنظور يمكن القول : إن المشروع التربوي للمؤسسة هو عبارة عن ممارسة تربوية و استراتيجية معقلنة ، تدخل في إطار التدبير التربوي الهادف إلى إشراك مختلف الشركاء و المسؤولين عن القطاع ، بهدف ترسيخ استراتيجية اللامركزية و الللاتمركز ، و فتح المؤسسة على محيطها الداخلي و الخارجي و النهوض بالعنصر البشري بغية الانخراط في المستقبل بكل تحدياته و أبعاده و امتداداته .5 و كل هذا لن يتحقق إلا بالانخراط مع القطاعات الحكومية و منظمات المجتمع المدني و الشركاء الاقتصاديين و الاجتماعيين ، وكذا بتعبئة كل القطاعات البشرية و الموارد المادية المتوفرة و الممكن توفيرها .6 و بالتالي فمشروع المؤسسة هو: " منظور شمولي لرسالة المؤسسة في التربية و التكوين ، ينبثق من المدرسة و محيطها ، و يتيح توافق المعنيين به حول توجهات و قيم و أولويات تؤسس العمل الجماعي ، و هو عبارة عن خطة تربوية منسجمة و متكاملة ، تنطلق من تشخيص الوضعية الحالية و الوضعية المنشودة لتحسين التربية و التكوين بالمؤسسة ، و تتألف هذه الخطة من أهداف و أعمال و أنشطة و موارد ووسائل تترابط فيما بينها .7 * تعريف المؤسسة بشكل عام : يعني مفهوم المؤسسة بشكل عام ؛ كل ما هو معطى من الثقافة و كل ما هو موضوع و مثبت من قبل المجتمع . و تتميز كل مؤسسة حسب تعريف " مالتفسكي " باشتمالها على ثلاث خصائص رئيسية هي : - إنطلاقها من مجموعة مبادئ قارة أو من قاعدة محددة . - اعتمادها على مجموعة من الأشخاص يطبقون هذه المبادئ و يسهرون عليها . - تميزها بسياسة خاصة لأجرأة المبادئ وفق استراتيجيات محددة و مضبوطة . و المؤسسة كلمة يحيل مفهومها الإصطلاحي العادي إلى فعل التأسيس و البناء ، أي إقامة شئ ما للمرة الأولى ، كما يراد بها كل ما هو مؤسس ؛ أي منظم و معقلن .8 * تعريف المؤسسة التعليمية / التربوية : المؤسسة التعليمية فضاء لتأسيس مجموعة من المبادئ و القيم ، وذلك من أجل تهيئ أفراد قادرين على التكيف و التطوير و الخلق و الابتكار ، و دخول عالم المنافسة و المعرفة الحديثة ، و بالتالي المساهمة في تطوير رأس المال البشري (التنمية البشرية ) ، الذي يعتبر محرك التنمية الأساس و عنصرها الأول ، لتحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية و علمية شاملة للبلاد .9 و ينبغي أن تكون العلاقات الإنسانية بهذا الفضاء / المدرسة قائمة على أساس احترام الأفراد لبعضهم البعض من أجل ضمان الاحترام المتبادل بينهم و تقدير الكرامة و تشجيع الموهبة و التحفيز على العمل و زيادة الإنتاج ، قال " ألكسندر بيتون " بخصوص نجاح أفراد مؤسسة ما في مشروعهم : " قدرة مجموعة من الأفراد على التكاثف بإصرار و مثابرة لتحقيق هدف مشترك هو أساس نجاح أي مشروع "10 * الإطار الإداري و التنظيمي لمشروع المؤسسة : نصت مذكرات التربية الوطنية منذ سنوات مضت : ( المذكرة :73 سنة 1994 -، المذكرة : 27 سنة 1995 - ، المذكرة 133 سنة 1996 -، النذكرة 121 - سنة 2009 -) على مشروع المؤسسة كآلية لدعم التجديد التربوي في المؤسسات التعليمية ، و قدمت نماذج حملت المزيد من الوعود ، لكن سرعان ما انقطع العمل بمشاريع المؤسسات نظرا للتركيز على المفاهيم النظرية و إغفال العمل الميداني ، كما نص الميثاق الوطني للتربية و التكوين في مادته 68 على كون " المدرسة ترمي إلى اكتساب الكفايات التقنية و المهنية و الرياضية و الفنية المرتبطة بالأنشطة الاجتماعية و الاقتصادية للمحيط المحلي و الجهوي للمدرسة " كما قامت الوزارة الوصية على قطاع التربية و التكوين بتنظيم منتديات الإصلاح منذ سنة 2005 ، بغية الإرتقاء بجودة التعليم ، وذلك في إطار مشاريع المؤسسات ، وسارت المذكرة الوزارية رقم (:76 2005 ) في نفس الاتجاه حيث أعطت الضوء الأخضر لمجالس التدبير من أجل تشخيص وضعية المؤسسات وصياغة مشاريع لها. هذا وجاء البرنامج الاستعجالي : 2009 - 2012 بدوره ليؤكد على أهمية مشاريع المؤسسات ، إذ أولى أهمية كبيرة لجمعية مدرسة النجاح و اعتبرها دعامة أساسية لزرع نفس جديد في مسلسل إصلاح منظومتنا التعليمية ، حيث ساهمت هذه الجمعية في نجاح عدد من مشاريع المؤسسات التربوية . و لتسهيل آليات تفعيل " مشروع المؤسسة " قامت الوزارة الوصية مؤخرا بإطلاق مشروع دعم تدبير المؤسسات التعليمية المغربية (( PAGESM، و تخويل قيادته لمديرات و مدراء المؤسسات التعليمية ، لكون هذا المشروع يتيح مجموعة من الإمكانيات ؛ كإمكانية التواصل و المصاحبة و الاستشارة بالشكل الذي يمكن المدراء من تدبير أمثل للمؤسسات التعليمية و الرفع من جودة خدماتها .11 * من أجل إعمال مقاربة نقدية واقعية لمشروع المؤسسة بالمدرسة المغربية : لازال " مشروع المؤسسة "بمنظومتنا التعليمية يراوح نفسه بين سيادة التنظير و نشدان التفعيل ، إذ هناك أعطاب أسياسية و إرغامات مازالت سائدة بالمدرسة المغربية - لحد الآن- ؛ منها هيمنة المنظور التقني و الأمني للنسق التعليمي على الجانب التربوي القيمي ، إضافة إلى غياب التنسيق بين كافة الفرقاء التربويين و الاستهانة بالمشاريع التربوية بشكل عام ، هذا زيادة على عدم الوعي بالمسألة التربوية و التنمية الاجتماعية في بعدها الإنساني .12 كما أن اعتماد التدبير بأشكال بيروقراطية روتينية يحول دون نجاح مثل هذه المبادرات الإصلاحية التي تهدف إلى تحقيق الجودة لمنتوجنا التربوي ، ناهيكم عن ضعف مساهمة بعض شركاء المؤسسات في تفعيل " مشروع المؤسسة " خاصة و أن جمعيات المجتمع المدني هي قطب الرحى في كل تنشيط محلي ، و يمكنها أن تقوم بدعم مختلف الأنشطة السوسيوتربوية بالمؤسسات التعليمية . 13 و في نفس السياق ، تعد إشكالية ضعف تكوين الموارد البشرية في أي مشروع تربوي جديد من معيقات نجاح أي إصلاح منشود في ميدان التربية و التكوين ، الذي لازال يشكو من استمرار التخطيط بطريقة عمودية ؛ لا تعطى فيها الأولوية للحاجات الملحة للمؤسسات التعليمية ، كما أن التخطيط يقتصر غالبا على الجوانب الكمية و تحديد الأهداف المتوخاة ، دون التركيز على الموارد الضرورية و على المؤشرات النوعية " الكيفية " 14 إضافة إلى غياب رؤية واضحة و مستقبلية في مجال تدبير بعض المؤسسات التربوية ، مما ينعكس سلبا على مختلف الأنشطة بها. * جهود الوزارة الوصية : من أجل تفعيل أمثل لمشاريع المؤسسات التربوية : لا أحد ينكر الجهود التي بذلتها بلادنا لإصلاح قطاع التربية و التكوين من خلال تفعيلها لمبادئ الميثاق الوطني للتربية و التكوين ، و زرعها نفس جديد في هذا القطاع الحيوي خلال فترة البرنامج الاستعجالي ، و مواصلتها للمسار الإصلاحي حاليا ؛ فالرهانات التي رفعتها حتى و إن لم تحقق المطلوب ، ساهمت في إرساء ثقافة جديدة ، جعلت كل مكونات مجتمعنا المغربي يحس ضرورة إنخراطنا جميعا في إصلاح مدرستنا العمومية و التعليم بشكل عام . ومن بين المنجزات التي يمكن الاستشهاد بها في هذا الصدد ؛ تنظيم ورشات تكونية حول " شبكات الجودة " بتعاون بين وزارة التربية و الوطنية و منظمة " اليونسيف " إيمانا من الوزارة الوصية بكون هذه الشبكات أداة لتشخيص الوضعية القائمة ببعض المؤسسات التعليمية ، لذلك تم التركيز في هذه الشبكات على المقاربات الأربع المعتمدة من قبل " اليونيسف " و هي : - المقاربة التشاركية . - مقاربة النوع الاجتماعي - مقاربة البرمجة (التي تعتمد على حقوق الإنسان) . - مقاربة التدبير المؤسس على النتائج . و لهذه الغاية تكونت الفئة المستهدفة من التلاميذ و الأساتذة و الإداريين و شركاء المؤسسة ، هذه الاخيرة حاولت الشبكات المذكورة تقديم صور حقيقة عن محيطهاو بنيتها التحتية و مواردها البشرية ، و عن العتاد الديداكتيكي و التقويم التربوي و المواظبة و تدبير زمن التعلمات و الدعم الاجتماعي و السلوكات و المواقف وحقوق و واجبات التلاميذ و الأطر التربوية و الإدارية 15 كما لا يمكن التقليل كذلك من الجهود التي بذلت من قبل الوزارة الوصية لإنجاز عدة أوراش إصلاحية من قبيل إنجاز " جمعيات دعم مدرسة النجاح " و تشجيع المؤسسات التي نجحت في صياغة و تتبع و تنفيذ و تقويم .... " "مشروع المؤسسة" ما دام ذلك يصنف في إطار الجودة و الإمتياز و التميز . * بدائل و اقتراحات قمينة بإنجاح " مشاريع المؤسسات التعليمية " بالمدرسة المغربية: من خلال تتبع بعض الأنشطة المختلفة التي تعرفها مؤسساتنا التعليمية ، يمكن تسجيل مجموعة من الاختلالات أهمها : قلة - إن لم نقل غياب - البناء لفعلي لمشروع المؤسسة ببعض مؤسساتنا التربوية ، و هذا ما يدعونا جميعا إلى التفكير الجدي لتشخيص أسباب إخفاق الكثير من المشاريع المؤسساتية ، في أفق إبراز السبل الكفيلة بالنهوض الشامل بالمدرسة المغربية وفق فلسفة تنموية جذرية . إن الكلام عن " مشروع المؤسسة " كمشروع بيداغوجي و مؤسساتي و اجتماعي ، يتطلب تدبيرا محكما و ديمقراطيا للمشاريع ، و تفعيلا تواصليا للتصورات المختلفة ، و ربطا محكما بين كافة الفاعلين ، و هو ما يعني أن الحكامة التربوية في حاجة إلى تأسيس فعلي و جدي ، لأن غياب تفعيلها يمثل صلب أزمة المنظومة التربوية ، و بالتالي فتفعيل هذه الحكامة هو المدخل الأساس لتحديث المؤسسات التربوية إداريا و قانونيا و بيداغوجيا، 16 و في ذات السياق هناك من يربط تحقيق الجودة في التعليم بضرورة إرساء الشراكة الحقيقية مع المدرسة ، و إرساء فلسفة المشاريع و التركيز على المتعلم (ة) باعتباره(ها) القطب الرئيس في العملية التربوية ، و المناداة بجعل المدرسة فضاءخصبا يساعد على تفجير الطاقات الإبداعية و اكتساب المواهب في مختلف المجالات ، لا فضاء للعنف و العنف المضاد . و لا يفوتنا اقتراح بعض البدائل الأخرى ؟، مثل إقرار التكوين المستمر لفائدة أطر التربية و التعليم ، و توفير إطار قانوني لضبط كيفية اشتغال مجالس تدبير المؤسسات التعليمية لتجاوز الصعوبات التي تحول دون أداء مهامها على الوجه المطلوب و تجاوز اعتماد أشكال التدبير البيروقراطي الروتيني في الوسط المدرسي 17 و أمام صعوبة استغلال استمارة في هذا الموضوع الهام، نظرا لعدم نجاح مجموعة من مشاريع المؤسسات بالبلدة التي أشتغل فيها ، بسبب وجود عدة إكراهات، حاولتُ استثمار آراء مجموعة من الفاعلين التربويين ، الذين دعا بعضهم إلى تكريس " مشروع المؤسسة " داخل الفصول الدراسية ، و ذهب بعضهم إلى أهمية صياغة مشاريع تروم محاربة الهدر المدرسي ، و تفعيل أدوار الدعم التربوي ، كما أكد بعضهم على ضرورة استثمار المبادرات و الخبرات المحلية في إنجاح مثل هذه الأوراش التربوية . كما أشاد البعض الآخر بشبكات الجودة ، لأنها تشكل أداة لتشخيص الوضعية القائمة في المؤسسات التعليمية ، و لكونها تتضمن محاور و مؤشرات لقياس و تقييم جودة هذه المؤسسات ، ويمكن اعتبار هذه الأداة منطلقا لصياغة " مشروع المؤسسة " وفق مقاربة تشاركية إشراكية . لذا ، أصبح ضروريا أكثر من أي وقت مضى ، مواصلة أجرأة مشروع دعم تدبير المؤسسات التعليمية المغربية (PAGESM ) ، وذلك من أجل تتبع إنجاز مشاريع المؤسسات التعليمية من قبل المنسقين الإقليميين ، مع الإصرار على أهمية انفتاح المؤسسات التعليمية علىالآباء و الامهات و الأولياء ، و على مختلف الفاعلين و الشركاء لمعرفة آرائهم و مناقشة مقترحاتهم ؛ ذات الصلة بكل ما من شأنه أن يعود بالنفع على المؤسسة كما حان الوقت لوضع " مشروع المؤسسة " في مساره الصحيح عبر جعله على رأس أولويات المؤسسة التعليمية و تعبئة الموارد و البشرية قصد إنجاحه ، مع ضرورة إخضاع اللجان التي تسهر عليه لدورات تكوينية .18 من هذا المنظور ، يمكن اِقتراح مجموعة من البدائل ، التي يمكن أن تكون بمثابة خارطة طريق لصياغة و تتبع جميع الخطوات و المراحل الرامية إلى نجاح مشاريع المؤسسات التعليمية ، و من بين هذه المقترحات نورد مايلي : - توفير الإمكانيات المادية و البشرية التي تضمن نجاح المشروع . - اقتسام المسؤولية بين الشركاء ، بدل تحميلها إلى جهة واحدة. - تنويع القرارات و الاستشارات ، بدل إبقائها حبيسة توجه ذاتي أو أحادي . - إرساء سياسة ترتكز على التكامل بين جميع الفاعلين التربويين. - إرساء ثقافة التقييم المرحلي. - نهج التدبير المعقلن للموارد البشرية و المالية. - اعتماد مبدإ التدرج في العمل مع وضوح المرجعيات. - إرساء آليات المواكبة و المتابعة الدائمة . - نهج رؤية واضحة و مستقبلية ، تعتمد على الكيف لا على الكم فحسب .19 - اعتماد المقاربة المجددة القاضية بالقطع مع الأساليب الماضية. - المصاحبة و تشجيع سلوك التغيير الإيجابي عن طريق إشراك مختلف المتدخلين ، و تشجيع مقاربة مختلفة كلية تقوم على منهجية " المشروع " ...20 * تخريج عام : لقد آن الآوان للتفكير مليا في " مشروع المؤسسة " بوصفه أداةً فاعلة للنهوض بالمؤسسة التعليمية المغربية ، و جعلها حقلا للتجارب ، لذلك يجب على جميع الفاعليين التربويين الإنخراط الكلي و الدائم في هذا المشروع ، كما على المسؤوليين على قطاع التربية و التكوين مساندة المدرسين بالتخفيف عن كاهلهم من الساعات الثقيلة و الطويلة داخل القسم ، و عدم إزعاجهم بدعوى المسؤولية في تطبيق المذكرات الوزارية و الأكاديمية و النيابية بغرض التعويض أو سد الخصاص ، في مؤسسات بعيدة أحيانا عن مؤسساتهم الأصلية ، إن شئنا فعلا خلق أجواء مفعمة بالحياة داخل أسوار مدارسنا العمومية. 21 ، وذلك من أجل الحصول على أفضل النتائج في المدرسة و الرفع من مستوى التعليم بها ، و تعميق ارتباطها بمحيطها و اندماجها في مجالها الإقتصادي و الإجتماعي و الثقافي 22 اعتبارا لكون القناعة الراسخة لدى الجميع اليوم ، تتمحور الاستثمار في العنصر البشري كحل أنسب وأمثل لتحيقيق التقدم العلمي و الحضاري و الاقتصادي و الأخلاقي لأية أمة من أمم المعمور. (*) باحث تربوي من إقليمخنيفرة المراجع و الهوامش : 1 أ.د.عبد الكريم غريب (2006) " المنهل التربوي " الجزء ، الثاني ، منشورات عالم التربية ، مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء - ص :781 2 دليل خاص بتكوين أعضاء جمعيات المجتمع المدني : www.ads.ma 3 أ.د.عبد الكريم غريب 2006 " المنهل التربوي " الجزء ، الثاني ،مرجع سابق ص: 783 4 المملكة المغربية ، وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطر و البحث العلمي، قطاع التعليم المدرسي، المذكرة رقم : 121 في موضوع " مشروع المؤسسة " بتاريخ 31 غشت 2009 ، المرجع " البرنامج الاستعجالي : مشروع E1 P12 " 5 ذ. نور الدين العوني (( 2005 " المشروع التربوي و دوره في تنظيم المؤسسة و إشعاعها " ( جريدة الاتحاد الاشتراكي ) العدد : 8130، الأربعاء 08 - 12 - 2005 6 المملكة المغربية ، وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطر و البحث العلمي، قطاع التعليم المدرسي، المذكرة رقم : 76 في موضوع " المبادرة الوطنية للتنمية الشرية" بتاريخ 9 يونيو 2005 7 المملكة المغربية ، وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطر و البحث العلمي (ورشات مشروع المؤسسة للارتقاء بالجودة والملاءمة : مشروع " ألف " ) بتعاون مع الأكاديميات الجهوية و التكوين لحهات الدار البيضاء الكبرى و الشاوية ورديغة و مكناس تافلالت و الجهة الشرقية ، السنة الدراسية : 2005 - 2006 ص : 28 8 ذ. نور الدين العوني 2005 مرجع سابق، نفس الصفحة 9 ذ. نور الدين العوني 2005 مرجع سابق، نفس الصفحة 10 د. عبد الرحيم تمحري 2013 " شخصية المدرس المغربي : الهوية و التوافق " منشورات مجلة علوم التربية ( العدد 34) مطبعة النجاح الجديد الدار البيضاء ، الطبعة الاولى : 2013 ، ص : 45 - 46 11 ذة - صباح الفيلالي 2014 " اللجنة الجهوية لتنسيق و تدبير مشروع دعم تدبير المؤسسات التعليمية تَجْتَمعُ بكلميم" جريدة " الأحداث المغربية " العدد 5200 ، ( الحمعة 7 - 2 - 2014 ) ص : 9 12 ذ - عبد اللطيف الخمسي 2009 " مدرسة النجاح : الحاجة إلى مشروع فعلي للمؤسسة و حكمة تربوية ناجعة " الجريدة الأولى " العدد 416 ( الأربعاء23 / 9 / 2009) - تربية و تعليم - ص : 8 13 ذ - محمد مكسي ( 2008 - 2009 ) " مشروع المؤسسة : من التدبير اليومي إلى التدبير بالنتائج ، - المرشد التضامني، ص: 30 14 ذ.محمد فاتحي 2001 " التدبير التشاركي رهان الحكامة الجيدة في التربية و التعليم 1 / 2 " جريدة الاتحاد الاشتراكي العدد 9698 ( الخميس 3 / 2 / 2011) ، الملف التربوي ص : 10 15 ذ عبد القادر كترة (( 2012 0 أكاديمية الجهة الشرقية : تنظم ورشات تكوينية حول " شبكات الجودة " يتعاون مع وزاة التربية الوطنية و " اليونيسيف " ) جريدة " المساء " العدد : 1665 ، الثلاثاء 31 / 1 / 2012) ،المساء التربوي-ص20 16 ذ- عبد اللطبف الخميسي 2009 مرجع سابق ، نفس الصفحة 17 ذ- عزيز التجيتي 2011 " التنطيم الهيكلي مدخل لحكامة الشأن التربوي " جريدة الاتحاد الاشتراكي العدد : 9698 ( الخميس 3 / 2 / 2011) ، الملف التربوي ،ص : 9 18 ذة - صباح الفلالي 2014 مرجع سابق ، نفس الصفحة 19 ذ. محمد بهاوي 2011 ، " الحكامة و تفعيل دور الجهوية في تدبير و تسيير القطاع التربوي " مجلة عالم التربية العدد 20 ( ملف الحكامة في التربية و التكوين ) ، منشورات عالم التربية ، مطبعة النجاح الجديدة ، الدارالبيضاء ، ص : 423 - 424 - 425 20 د. محمد عزيز الوكيلي (( 2009 " أهم مرتكزات الخطة الإصلاحية الإستعجالية ، الجريدة التربوية ، العدد : 24 ( 30 ملرس 2009 ) ص : 9 21 ذ. نور الدين العوني (2005) مرجع سابق، نفس الصفحة 22 د .محمد الدريج 2005 " تطوير المناهج الدراسية و التحولات في المشهد التربوي المعاصر " ، مجلة التدريس " مجلة كلية علوم التربية ، جامعة محمد الخامس ، السويسي ، الرباط " العدد 3 (2005) ص 57