دعا سعيد شباعتو رئيس المجلس الجهوي مكناس تافيلالت إلى اعتماد نمط اقتصادي جديد يقوم على مشاريع جاهزة في جميع الميادين وتشجيع مبادرات الشباب حاملي المشاريع، الذي يجتهدون ويبذلون مجهودا بعيدا عن الاتكالية أو الربح السريع . كما دعا اشباعتو في كلمة له خلال افتتاحه الدورة التكوينية للشباب حاملي المشاريع التي نظمها المجلس الجهوي، المؤسسات العمومية والخاصة والمجالس المنتخبة بالجهة والمجتمع المدني إلى تشجيع الفكر المقاولاتي، ودعم الشباب حاملي المشاريع ومصاحبتهم. وتدخل هذه الدورة التي اختير لها موضوع « دور الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في دعم تشغيل الشباب حاملي المشاريع» في إطار دعم مجلس الجهة للشباب وبالخصوص حاملي الشهادات الباحثين عن العمل، وكذا فتح آفاق جديدة أمامهم من أجل تطوير الذات والخروج من العطالة، وتشجيع الفكر المقاولاتي بناء على رؤية علمية دقيقة تتوخى التأطير القبلي ومواكبة كل المبادرات الهادفة. وأطر هذه الدورة أحمد أيت حدوث خبير في التنمية، متخصص في التعاونيات ورئيس الشبكة المغربية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني الذي دعا المعطلين في مستهل مداخلته إلى تغيير نظرتهم لمسألة التشغيل بالمساهمة في الإنتاج والثروة الوطنية بخلق مقاولات أو تعاونيات المبادرة الاجتماعية في المجالات التي لا يزال بها خصاص، ولا تعطى لها الأهمية. بالمقابل ناشد بعض الشباب الحامل لمشاريع إلى تبسيط المساطر الإدارية وتسهيل الولوج إلى التمويلات البنكية، مشيرا إلى طول انتظار الرخصة التي تصل إلى سنة كاملة. وتناول ممثل تعاونية البركة لنقل اللحوم والأسماك معاناة المتعاونين باعتبار ملفهم معقدا كونهم لا يتوفرون على شهادات مهنية، حيث تاهوا بين وزارات التجهيز والنقل والفلاحة والصيد البحري، ونفس الشيء بالنسبة لتعاونية الرحمة للمقالع وتعاونية الغيث الفلاحية للأعشاب الطبية، وذلك بحضور ممثلي المصالح الخارجية المعنية بهذا الملف. كما دعا ممثل الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب إلى دعم المشاريع الفردية بعد الإشادة بمبادرة مجلس الجهة ، مدافعا في ذات الوقت عن فكرة التوظيف في القطاع العمومي لانعدام الثقة في المقاولات الخاصة التي لا تضمن - حسب زعمه - كافة الحقوق بالنسبة للمستخدم. وتوزع المشاركون إلى ورشات ذات محاور محددة في كيفية تقوية المبادرات الراهنة، ونوعية المبادرات الممكن اعتمادها بشكل متجدد بالنسبة لحاملي الشهادات همت بالأساس التعاونيات النموذجية الثلاث السالفة الذكر. وخلص المشاركون إلى تشكيل لجنة تشاورية جهوية حول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني من مختلف المتدخلين في عملية التشغيل الذاتي، وتسطير برنامج سنوي للاجتماعات واللقاءات التشاورية، قبل تقديم نتائج خلاصات نقاشات الدورة. هذا وأشار عبدالصمد البلغيتي إطار إداري بمجلس الجهة، الذي أدار نقاشات فعاليات هذه الدورة التكوينية، الى أن هذا اليوم يأتي كتتويج لعدة لقاءات سابقة رعاها المجلس الجهوي بغية إعادة الثقة للمؤسسات المنتخبة، وإبراز دورها الإيجابي في مواكبة الأفكار الجادة والهادفة، والعمل على إعطاء الأهمية للجانب النظري في تشكيل بوابة حقيقة للاقتصاد الاجتماعي والتضامني الكفيل بوضع الشباب حاملي المشاريع في السكة الصحيحة، ودعمهم ومواكبة مبادراتهم حتى تحقيق المبتغى.