أقدمت الطفلة شيماء على محاولة الانتحار صبيحة يوم الثلاثاء 4 مارس 2014 بعد أن ابتلعت ما يقارب عشرة أقراص منومة وصفتها لها طبيبتها النفسية -التي تتابع حالتها- ربع حبة فقط لتساعدها على النوم بهدوء، غير أن العلاج نفسه تحول إلى أداة استعملتها الطفلة لوضع حد لحياتها بعد أن باتت تشعر بالكره لهذا العالم الذي لم ينصفها، وأنها فاشلة حسب ما جاء في رسالة عثر عليها أخوها بعد نقلها لقسم المستعجلات بمستشفى الأطفال ابن رشد. وحسب أخ الضحية، فإن شيماء قد انتابتها نوبة عصبية ليلة الخميس 27 فبراير، حيث بدأت بتعنيف نفسها بضرب رأسها بحائط الغرفة بعد مشاهدتها للأحداث التي وقعت بقاعة المحكمة. ومحاولة الانتحار التي أقدمت عليها، تعود أسبابها إلى ما حدث أثناء حضورها وأهلها لجلسة 25 فبراير والتي فوجئوا في ما بعد أنها أجلت لليوم الموالي... يقول عبد العالي أخ شيماء «ما أن ولجنا القاعة حتى أحسسنا بأمر مريب سببه امتلاء القاعة بمجموعة من الأشخاص التي تدعو وجوههم الى الشك، حيث قامت أم مغتصب شيماء بحشدهم لإرهابنا، وما هي إلا لحظات حتى بدأت ابنتها باستفزاز والدتي عن طريق ضرب كتفها بالبداية بحجة المرور من جانبها، وبإلقاء كلمات نابية تشتم بها شيماء وتتهمها باستدراج أخيها لاغتصابها، مما حدا بأختي التي تكبر شيماء ببضعة أعوام للتدخل من أجل مطالبتها بالكف عن شتم والدتي وأختي، الشيء الذي حفز أخت المغتصب على ضربها أمام أنظار ثلة من الحاضرين من محامين ورجال أمن ومتقاضين، ما أدى بها إلى الدخول في غيبوبة نقلت على إثرها الى المستشفى على وجه السرعة لتلقي الاسعاف علما بأنها مصابة بمرض الربو». بعد أن قامت أخت الضحية بتحرير محضر ضد المعتدية مرفقا بشهادة طبية بتاريخ 25 فبراير، طلب منها أن تعود يوم الخميس 27 فبراير لاستكمال التحقيق ففوجئت بضياع المحضر، مما خلف عدة تساؤلات لدى الأسرة: من المسؤول عن ضياعه و لمصلحة من؟؟ أيكون نفوذ أسرة المغتصب بلغ ذروته لحد التدخل في مجرى القضية وضياع المحضر التي تتهم فيه ابنتهم بضرب أخت الضحية؟ ومن ينصف شيماء في ظل استمرار وعيد أم المغتصب بقولها: «معارفي يمتدون من الطبيب الى المجلس الأعلى؟»، حسب ما صرحت لنا به أم شيماء. شيماء الآن تقبع بالمستشفى تنتظر تحرك الفعاليات الحقوقية وإنصاف القضاء لها، إذ برغم وجود هيئة قوية نصبت نفسها للدفاع عن حقها وإعلان مجموعة من الجمعيات الانسانية تضامنها معها، إلا أن النفوذ والسلطة في بلدنا مازالا يؤثران في مسار الأحداث ويشكلان حاجزا يخفي وجه الحقيقة. مصير طفلة اغتصبت براءتها ومهددة بالانتحار في أي لحظة - حسب طبيبتها- الآن هو بيد القضاء المغربي.