نفذت المصالح الأمنية ومختلف أنواع السلطات، ليلة أول أمس، هجوما كاسحا وعنيفا على الحي الجامعي ظهر المهراز، في مواجهة مئات الطلاب المعتصمين منذ أسابيع بحثا عن سرير بالحي الجامعي يقيهم تقلبات الطبيعة ويحفظ آدميتهم ، بجامعة محمد بن عبد الله. وحسب مصادر الجريدة، فقد أسفر التدخل العنيف عن إصابة عشرات الطلاب بعضهم إصابته خطيرة، نقلوا إلى المستشفيات في حالة حرجة وتحت حراسة أمنية مشددة، في حين مازال مصير العشرات مجهولا، ولا يعرف عدد الطالبات والطلبة المعتقلين في هذا التدخل الأمني الذي ألغى الحوار واعتمد مقاربة الزرواطة، في مواجهة طلبة عزل. وأفادت مصادر الجريدة أن حالة من الذعر والرعب عاشتها المنطقة، خاصة بعد مشاهدة المئات من رجال القوات العمومية، من قوات التدخل السريع والقوات المساعدة، وعشرات الشاحنات وسيارات الأمن، والجرافات تحاصر مكان المعتصم، وحالة فزع بعد انتشار الطلبة ، وسط موجة من الصراخ والعويل، والمطاردات في كل الاتجاهات. وحولت حكومة بنكيران الساحات الجامعية بفاس الى حمام دم أهين فيه الطلاب وكسرت عظامهم في انتظار حصيلة دقيقة للضحايا، إثر الهجوم الليلي غير المسبوق على الجامعة المغربية بهذا الحجم والطريقة والزمان. وجاء الاعتصام الطلابي بعد إغلاق الأحياء الجامعية بالمركب الجامعي ظهر المهراز، تزامنا مع انطلاق الموسم الدراسي الجامعي الحالي، دون سابق إعلان مما جعل الطلاب بدون سكن، خاصة وأن اغلبهم من المناطق المجاورة لمدينة فاس، ولا يستطيعون أداء واجبات كراء منازل لارتفاع السومة الكرائية وضعف المنح. وفي تسارع للأحداث قاد طلبة النهج الديمقراطي القاعدي ، مواجهات استمرت حتى الفجر، مع القوات العمومية، وامتدت شرارتها الى الأحياء الشعبية والأحراش المجاورة ووسط قبور ويسلان، بعدها خرجت طالبات الحي الجامعي 2 في تظاهرة غاضبة تضامنا مع الطلاب المعتقلين والمصابين، واحتجاجا على التدخل الأمني. ويذكر أن جامعة فاس شهدت منذ أيام إضرابات ووقفات احتجاجية للطلاب وإضرابا للأساتذة كذلك لمدة يومين، كما خرجت مسيرات طلابية إلى الأحياء الشعبية للمطالبة بالحق في السكن، وتوفير شروط العملية التعليمية، وللاحتجاج على إغلاق الحي الجامعي بظهر المهراز دون سابق إنذار، وبعد أن رفضت طالبات الحي الجامعي طريق ايموزار إخلاء الحي الذي كان ينتظر أن يستقبل الآلاف من الطلاب بظهر المهراز.