اختار منظمو مهرجان الثقافة الصوفية بفاس، المزمع انعقادة في الفترة الممتدة من 12 إلى 19 أبريل القادم الشخصية الصوفية العربية الكبيرة ابن عربي كتيمة للنقاش و التحليل، بالنظر للغني المعرفي و الفكري الذي تركه هذا الهرم العربي من خلال أزيد من 800 مخطوطة وكتاب، ألفها في مختلف المجالات الفلسفية الدينية - الصوفية والفكرية.. في هذا السياق اعتبر فوزي الصقلي، رئيس المهرجان، الذي سيوقع على دورته الثامنة خلال هذه السنة ( 2014) ، وذلك في ندوة صحافية نظمت بالدارالبيضاء الأربعاء الماضي، انطلقت وانتهت على إيقاع إنشادي موسيقي رفيع بصوتي الفنانين عبد الرحيم الصويري، والمطرب السوري - المغربي بدر رامي، أن اختيار العلم محي الدين ابن عربي، الملقب ب«الشيخ الأكبر» ، والمزداد بمورسيا الأندلس والمقيم بفاس ، مصر، مكة والأناضول، ودفين دمشق بسوريا، يعد من أكبر العلماء العرب الذين بلغ صيتهم وعلمهم الآفاق شرقا وغربا «وإقامته في فاس في عدة مناسبات وخاصة في مسجد الأزهر بالمدينة العتيقة تظهر مدى حاجتنا إلى اقتفاء أثره من أجل فهم موروث أحد أنواع الفكر الأكثر خصوبة وأهمية في علوم التصوف و الحكمة الكونية..». وعلى هذا المستوى ستحفل الدورة الحالية، التي ستحمل شعار «على خطى ابن عربي» العديد من الندوات الفكرية والوقفات الموسيقية والإنشادية المطبوعة بلحظات صوفية، بعضها من أشعار ابن عربي التي تتضمن الكثير من الحكم و القيم الأخلاقية الانسانية العالية .. إذ سيعرف برنامج الدورة مشاركة أهم الطرق الصوفية بالمغرب من قبيل الطريقة التيجانية، الشادلية ، القادرية، الوزانية ، الشرقاوية، البوتشيشية والصقلية.. وكذلك طرق تنتمي لدول عربية وإسلامية من قبيل ، أيضا، الطريقة النقشبندية و الخلواتية من تركيا و الطريقة القادرية من البوسنة و الهرسك.. بالإضافة إلى إقامة مجموعة من الحفلات السماعية الصوفية لمنشدين من الشرق و الغرب الإسلامي وكذا حفلات للموسيقى الأندلسية التي ترتكز في تعابيرها على أذكار وابتهالات وأناشيد روحية. إذ من المقرر أن يعرف يوم الافتتاح والأيام الموالية بمتحف البطحاء وأحد الفنادق الكبري بفاس حفلات موسيقية ستحييها بداية فرقة فلامينغو إسبانية ( كورو بنيانا) مستوحاة من قصائد ابن عربي، وكذا موشحات صوفية من أداء حمام خيري ومروان حاجي وأمينة بنسودة، وحفلا موسيقيا لفرقة الفردوس مع علي كلير وحفلا اختتاميا كبيرا يتشكل من سهرة سماع صوفي وموسيقى عربية أندلسية مع كبار منشدي السماع بالمغرب منهم عبد الرحيم الصويري، محمد باجدوب، مروان حاجي، محمد وعبد لفتاح بنيس، سعيد الشرايبي رفقة أوركسترا الفنان محمد بريول . وموازاة مع هذه اللوحات الموسيقية ذات النفحات الصوفية ، ستسجل الدورة وقفات فكرية محورها ابن عربي الهرم والعلم الصوفي بمشاركة العديد من رجال الفكر و التصوف من العالمين العربي و الإسلامي.. ، ذلك من خلال موائد مستديرة بمتحف البطحاء دائما، تنطلق أولاها بعنوان «على خطى ابن عربي» ، مرورا ب«السيرة الذاتية لابن عربي»، « صور من الأنوثة عند ابن عربي» ، «طريق الفتوة في أعمال ابن عربي»، «ابن عربي في فاس، إعادة تأهيل مكان إقامته ، مسجد الأزهر»، « أثر أعمال ابن عربي على المشرق و المغرب» ، «الأعمال الشعرية لابن عربي» ، «ابن عربي ودين الحب»، «تفسير القرآن و الحديث عند ابن عربي» «الحضور المعاصر للفكر الحاتمي» ، «نحو تأسيس جامعة للثقافة الصوفية».. هذا وستسجل الدورة كذلك، عرض فيلم وثائقي لناصر خمير تحت عنوان «البحث عن محي الدين». وبالمناسبة سيتم تكريم الباحثة الصوفية اللبنانية سعاد الحكيم التي لعبت دورا رياديا في الدراسات «الزكبرية» المعاصرة.