حقائق وشهادات حول قضية توفيق بوعشرين مع البيجيدي: بين تصريحات الصحافي وتوضيحات المحامي عبد المولى المروري    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة    حصيلة سنة 2024.. تفكيك 123 شبكة لتنظيم الهجرة غير النظامية والاتجار في البشر    الدكتور هشام البوديحي .. من أحياء مدينة العروي إلى دكتوراه بالعاصمة الرباط في التخصص البيئي الدولي    الدورة ال 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالمنامة .. السيد الراشيدي يبرز الخطوط العريضة لورش الدولة الاجتماعية التي يقودها جلالة الملك    قيوح يشرف على تدشين المركز اللوجيستيكي "BLS Casa Hub" بتيط مليل    فرض غرامات تصل إلى 20 ألف درهم للمتورطين في صيد طائر الحسون بالمغرب    38 قتيلا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان (حصيلة جديدة)    الدفاع الحسني يهزم الرجاء ويعمق جراحه في البطولة الاحترافية    رحيل الشاعر محمد عنيبة أحد رواد القصيدة المغربية وصاحب ديوان "الحب مهزلة القرون" (فيديو)    المهرجان الجهوي للحلاقة والتجميل في دورته الثامنة بمدينة الحسيمة    انقلاب سيارة على الطريق الوطنية رقم 2 بين الحسيمة وشفشاون    المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا    رئيس الرجاء يرد على آيت منا ويدعو لرفع مستوى الخطاب الرياضي    الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات    حركة حماس: إسرائيل تُعرقل الاتفاق    أخبار الساحة    الخيانة الزوجية تسفر عن اعتقال زوج و خليلته    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    جهة مراكش – آسفي .. على إيقاع دينامية اقتصادية قوية و ثابتة    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نساء اخترن النصب والاحتيال كمورد أساسي لعيشهن الرغيد

المغاربة اجتماعيون بطبعهم، يحبون المزح والمحاكاة، يعشقون النقاش في جميع المجالات حتى وان يجهلون بعضها لكنهم يتقنون فن التواصل....
للاستئناس فقط سألت مغربية جارتها عما سيفعله ابنها بعد حصوله على البكالوريا ؟فأجابتها بأنه يريد أن يكون طبيب نفساني ثم ردت عليها بسؤال أخر «شنو معنى طبيب نفساوي؟ أجابتها الجارة بتفصيل أكثر بأنه سيفتح عيادة لاستقبال كل من لديه مشكلة ويستمع إليه ويساعده على الحل ،ردت عليها بأسف شديد» وسير قو لي ليه قالت لك خالتك ماعدك ما دير بهذي الحرفة رآها ما وكلاش في المغرب قلب على غيرها ملي باقي الوقت، حيت المغربا فين ما مشوا كيفوجوا ويبوحوا بمشاكلهم، عند البقال في التاكسي في التران في السوق وبنادم ماحدو لقي شكون يشركوا في الهم ويصنت ليه عمر المشاكل ما تمرضوا...»
هذا ليس بموضوعنا الأساسي لكن له ارتباط بذلك، فأغلب القصص الواقعية تصل إلينا عبر الحكي المباشر إما من صانع الحدث أو من الشاهد عليه أو المتحدث إليهم، بعد ذلك إن أخذت بعدا آخر نستقبلها من وسائل الإعلام.
لأن القطار والأسواق وصالونات الحلاقة والحمامات و مقر العمل والتاكسي العمومي كلها فضاءات تخصصت في الحديث عن التجارب المعاشة والمسموع بها، مما جعل بعض الإذاعات الخاصة تستغل شغف المتلقي في استمتاعه بالإنصات آو الحديث عن تجارب معيشة من واقعهم اليومي وبلسان أصحابها، فا لو بثت القصة عبر فيلم تلفزيوني أو سينمائي، ستبقى دائما بالنسبة إليهم قصة مفبركة وليست واقعية، و أكثر البرامج الإعلامية تجاوبا هي التي تحكي عن تجارب الناس مع ظاهرة النصب والاحتيال .
ذلك أن هذه الظاهرة أضحت من أكثر الجرائم شيوعا في المجتمع، بل تزداد في تصاعد وبالأساليب المتطورة، تستغل فيها جميع التقنيات الحديثة وجميع وسائل الإغراء لاصطياد الضحايا، مستغلين نقاط ضعفهم بشتى الطرق لوقوعهم في العملية .
وبرغم ما ينتج عن جرائم النصب من اغتصاب لأموال الغير وسلب حقوقهم بطرق غير مشروعة إلا أنه يصاحب العملية طرائف مضحكة من خلال الحيل والمكر والخداع الذي يتفنن فيه النصاب، مستعملا ذكائه الخبيث ومستغلا طمع الضحية وسذاجته أحيانا، وأحيانا أخرى طيبته وثقته. فالعملية تتطلب نصابا وضحية.. فلولا الثاني لما وجد الأول.
في مخيلتنا دائما أن النصب والاحتيال والسرقة وأعمال إجرامية أخرى حكر على الرجال فقط، ويستحيل أن تقربها الأيادي الناعمة، لأن المرأة كائن ارتبط بالعفة والحنان بالأنوثة والجمال بالرقة والخوف بالثقة والطمأنينة، قدسيتها في قيمها الإنسانية والروحية، هذا ما أظهرته الكتب والتجارب، فهي في أرقام الغش والمحسوبية والرشوة قليلة، لكن للأسف أضحت اليوم تستغل أنوثتها وثقة الآخر بمكارمها لتحترف النصب والاحتيال طوعا وإرادة، لا الفقر هو السبب لأنه لم يكن عائقا أمام العديد من الأخريات اللواتي تتحملن عذاب وشقاء بعض المهن الصعبة التي لا تجلب سوى دراهم لسد جوع بسيط لكنه عمل شريف ومشروع.
اختيارهن لهذا المجال ربما لقلة أتعابه والغاية في الربح السريع وضحاياهن يختلفن بين الذكور والإناث والبسطاء والأغنياء والمتعلمين والأميين المهم من سيقتحمونه من أجل سلب أمواله مهما كلف الثمن.
هن متبرجات ومحجبات، شابات ومسنات، جميلات وقبيحات، أميات ومتعلمات.. قاسمهن المشترك اقتناص الضحايا والاعتماد على المظهر الخارجي في ذالك .
هناك مثل شائع يقول أغبى النساء بإمكانها أن تخدع أذكى الرجال.
قصص واقعية عديدة البطل فيها امرأة وأغلب الضحايا فيها رجال، إما عايشناها أو حكيت لنا من طرف أصحابها، وهنا نعود للموضوع الذي ابتدأنا به حيث في كل رحلة قطار أو فضاء عمومي نسمع حكايات .......
استغلال الحجاب في النصب
في أحد أكبر المحلات التجارية لبيع ملابس النساء بشارع بوكراع بمدينة العيون بعد صلاة التروايح من الأيام الأخيرة لشهر رمضان، حيث دخلت سيدات محجبات في البداية الخمسينيات يبدو عليهن الوقار بعد ذلك تأتي شابة جميلة في لباس متبرج ثم بعدها محجبتان أخريان، يبدو المحل عادي ملئ بالزبائن، الكل يختار ويدخل المعزل بشكل طبيعي ولشدة طمأنينة التاجر لشكلهن فقد كان مشغولا بتلاوة كتابه إلى أن اقتربت منه المتبرجة تحمل في يديها قميصا بحركات وصوت أنثوي تطالبه بالتخفيض، بينما على يمينها إحدى المحجبات تحمل العديد من الملابس على أساس أنها تنتظر أن ينتهي مع زبونته، بينما يحاول إدخال النقود لصندوقه حتى تقطع إحدى المتحجبات المتواجدة في المعزل طراف من السلك الكهربائي بمقص، و سينطفئ الضوء وتصرخ المتبرجة وترتمي في أحضان التاجر من شدة الخوف السيدة والتي كانت في انتظارها أخذت قبضة من أمواله من الصندوق وهربت مسرعة، ليتسللن الأخريات إلى الخارج محملات بالملابس جميعا، بينما يحاول معرفة سبب انقطاع الكهرباء سيكتشف أنه تعرض لعملية نصب جماعية عبر سيناريو محبك.
بعد، على الدار الكبيرة لا تخليك
في أحد فنادق مراكش الفاخرة سوف يلتقي (ع ل) مدير وكالة بنكية 32 سنة بشابة حسناء تجلس لوحدها تشرب فنجان قهوة وتبكي حرقة.
فضوله سوف يدفعه لمعرفة السبب، ستحكي له عن خصامها مع العائلة بسبب فسخها لخطبة ابن عمتها الذي كانت العائلة تريد لها الزواج منه مرغمة، ولأن والدها متوفي، فقد فقدت من سيدافع عنها، خاصة أنها ترغب في متابعة دراستها، ولولا أنها تخشى الله لوضعت حدا لحياتها، حاول تهدئتها وأقنعها أن تتقرب من أمها وقدم لها كل النصح والإرشاد، ثم طلب منها أن يوصلها إلى بيتهم، فقبلت لكن بشكل آخر أن يبقى في محادثتها عبر النقال ويمتطي سيارته وراء سيارتها إلى أن تصل لبيت أهلها، لقد انبهر لرؤية نوع سيارتها والفيلا التي تقيم فيها العائلة .
كل هذا يبدو عاديا، لكن الغير عادي هو أن يتصل بها في اليوم الموالي، وسوف تقدم له والدتها عبر الهاتف لتشكره على المساعدة، حيث بسببه وقع صلح، لولا لقائه ببنتها في تلك الظروف لنتج عن تهور العائلة موقف كان سيكلفها خسارتها لفلذة كبدها للأبد، لأن دافعها في ذلك هو الخوف على بناتها من الضياع بعد وفاة والدهما. تريد أن تؤمن مستقبلهما عبر الزواج لأنها مريضة بالسكري و تخشى أن تموت دون أن تطمئن عليهما .
بعدها سوف يستمر التواصل بينهم بشكل دائم لكن في غالب الأحيان في أماكن عامة، وسوف يعبر الاثنان عن تعلقهما ببعض، هذا لم يستغرق شهرين فقط وسيخبرها بتحقيق أمنية والدتها، حيث قرر أن الزواج بها إلى أنه سيفاجئ بشرط والدتها في أن يقدم لهم يوم الخطبة فقط بشكل صوري مجوهرات من الذهب (طاقمين ومضمة وبرصليات وأقراط) أشياء كلها ثمينة لان ابن عمتها قد آتها بأكثر من ذلك، وستكون العائلة كلها حاضرة خصوصا عمة البنت حتى لا يحتقرونك في المستقبل، لكن بعد ذهاب الجميع بإمكانكم إرجاع الذهب معاكم « المهم عندي هو يعرفوا أن بنتي بدلات ولد عمتها بشاب أحسن منو، لولا أنهم حافظين ذهب ديالنا لو كان عطيتو لك تجيبو في يدك قدامهم أولدي» هذه الكلمات طمأنته ووافق برغم اعتراض احد أفراد عائلته على الموضوع، المهم هو تصرف في ذلك، لقد اشترى الذهب الذي سوف يقدمه هدية للعروس، حيث اختارته بنفسها بينما هدايا التمثيلية كانت عبارة عن سلفه من أخواته ثم الأغلى ما فيها كان قد اكتراه من محل مجوهرات على أساس أنه سيرده في اليوم الموالي وضع شيك ضمانة عليه .
المهم أنه حقق الشرط رغم اعتراض احد أخواته بداية، لكن حينما دخلوا الفيلا الكل انسجم مع الكذبة، مرت الخطبة في ظروف عائلية ونشاط متميز بعد انتهاء الحفل سوف تقرر العمة وبناتها المبيت في بيت خالهم مما أحرجهم وطالبته أم العروس بتأجيل المتفق عليه إلى الصباح «عند الساعة الأولى أولدي أجي دي حويجاتك معاندنا مانديرو بديال الناس يلا نلبسوا غير ديالنا باركا علينا....
يرد عليها بسرور»على راحتكم أخالتي خلي حتى كاع تفيقوا وتتصلوا بيا ماشي مشكل أنا غدا أصلا روبو».
سوف ينتظر طيلة الصباح لم يكن هناك اتصال من احدهم، بعد الزوال حاول الاتصال ليجد كل الهواتف مقفلة بسرعة جنونية ركب سيارته لبيت العائلة لم يجد فيه أحد حاول عدة مرات طيلة يوم وليلة وهو في الانتظار إلى اليوم الموالي تبدو عائلة أخرى تدخل الفيلا نفسها عندما سألهم سيكتشف أن صاحبها يقوم بكرائها مفروشة للراغبين في ذلك، وأنهم لم يكتروها سوى يوم الخطبة، وغالبا أيضا السيارة التي ظهرت في اليوم الأول كانت مكترية أيضا، وكل شئ كان مزيفا وأنه كان ضحية كيد ونصب لا أثر لوجود تلك الوجوه حتى لو يريد أن يتقدم بشكاية فالسيدة اكترت الفيلا ببطاقة مزورة وأسماء العائلة كلها مستعارة، الحجج غير كافية والقانون لايحمي المغفلون .
الصدمة كانت قوية نتجت عنها اضطرابات نفسية منعته من مزاولة العمل والعائلة هي المتضرر الأكبر، حيث ضاعت في أموالها وفي شاب في بداية حيويته أصبح رفيق المهدئات وحبيس الغرف.
نصابة خمس نجوم
في أحد الصالونات الراقية بالمعارف بالدارالبيضاء كان لنا لقاء بسيدة أربعينية في كامل الرقة والأناقة تبدو وكأنها من ملكات الجمال أو من الحسناوات اللواتي يشاركن في عروض الأزياء العالمية، لفت انتباهنا عنوان احد الصحف المتواجدة في بهو الانتظار «تضاعف عدد الطلاق في المغرب بشكل كبير بعد المدونة»، هذا النقاش سيجعلها تحكي تجربتها الشخصية مطلقة بولدين وتطرح تساؤلاتها عن الطلاق في المجتمع الحساني، ليجرنا النقاش إلى العقليات الذكورية في المجتمع ثم تحكي طرق انتقامها من بعض كبار الشخصيات من عالم السياسة والأعمال، وهنا أتذكر كلمة قالتها بتمعن «الفرق بين المرأة والرجل في مجتمعنا أن الرجل لا يتحدث إلا عن انتصاراته وإخفاقاته، بينما المرأة ودودة تحكي همومها، تجاربها السلبية والايجابية دون قيود، وحتى مواقفها المهزومة فيها وذلك لن يضعفها بل يقويها أحيانا مادام ماضيا فقطٌ».
هذا ما سنتأكد منه وتعتبره هي خارطة طريقها لما تحكي عن الطريقة التي توقع بها ضحاياها، جمالها أخاذ استعملته كورقة أولى ثم البرستيج المظهر خداع أيضا، فهي تملك سيارة فاخرة تسكن فيلا بحي راقي جدا، بعد أن تركها طليقها رفقة ابنيها مثقفة ،تواصلية، تتحدث اللغات بشكل جيد ،مثيرة للغاية بإمكانهم مرافقتها حتى ولو يعلمون بكيدها لهم .
العملية بسيطة جدا لها أماكن يمكن أن تقتنص فيها الضحية تدعوه لبيتها لأنها لا ترتاح إلا فيه بمجرد ما يصل إلى غرفة النوم وفي لحظة خلع الملابس يبدأ الاتفاق الذي بينها وبين الشغالة، حيث ستطرق الباب «خالتي سمعت صوت طومبيل عمي فلان» أي طليقها جاء لرؤية أبنائه تصرخ هي «أويلي ياك قال مسافر مصيبة هذي.....» في اللحظة الذي هو يحاول ارتداء ملابسه بسرعة لابد لها أن تسرق بعضا منها وخصوصا الداخلية أو تستبدلها بأخرى كانت قد وضعتها تحت المخدة أو ساعته، المهم أن تحتفظ بشيء كان بحوزته. فحسب قولها كل ضحية تحتفظ له بما يذكره لوجوده في بيتها.
من شدة الخوف والفضيحة بإمكانه ارتداء ملابسه مقلوبة ونسيان بعض منها أحيانا، سوف تخرج الشغالة من الباب الرسمي وترن على أساس أنه طليق السيدة وصاحب البيت، في الوقت الذي تحاول أن تخرج هي ضحيتها من الباب الخلفي، لكن الفيلم لازال لم ينته، حيث في اليوم الموالي وبعد الهذيان ستطلب منه المقابل وبالمبلغ الذي تريد هي، وأحيانا تهدده بأنها تملك شريطا موثقا لدخوله غرفة نومها ثم ما تختزنه من ملابسه الداخلية، فباستطاعتها أن تقدمها لزوجته كدليل على خيانته لها، فأغلب ضحاياها متزوجين ومعروفين أيضا، الشئ الذي يجعلها في ابتزاز دائم لسد حاجياتها في المال، بل جعلت منهم صنبورا تتحكم في فتحه واقفاله وقتما شأت .
ولما تصادفهم أحيانا في مناسبات أخرى ويقدمون لها التحية خوفا وليس احتراما هناك من أسماها اللبؤة وآخر يطلق عليها الضبعة يجاملونها وفي حلقهم غصة. وهي جد متأكدة أنهم لم يشاركوا أحدا ذلك السر، لأنها تقتنص ضحايا آخرين كانوا برفقتهم، مما يتأكد أن كتمانهم وصمتهم لا يخدمهم بقدر ما يخدم مشاريعها في النصب مستقبلا، وهنا تأكدنا من صدق نظريتها الأولى حول المرأة والرجل في مجتمعنا.
استغلال عامل السن في الاحتيال
إذا كانت عدة الأرملة أربعة شهور وعشرة أيام، فإن هناك سيدة تبلغ الستين عاما تلبس البياض أزيد من سبع سنوات على أساس أنها أتت من القرى البعيدة وهي مستعدة في شهرها الثالث، لتسأل عن معاش زوجها الذي تأخر، وتعرضت للسرقة وترغب في المساعدة للعودة إلى أبنائها، تبدو لك في حالة جيدة مسنة لا يمكنها الافتراء أو الكذب، فلا يوجد من صادفها في أزقة اكدال بالرباط بالقرب من شارع فرنسا للأول مرة ولم يقدم لها المساعدة فحتى بعد أن انتقل صندوق التقاعد إلى حي الرياض وهي لا تعلم بذلك ظلت مدة تعترض سبيل الطلبة والمارين من قربه بنفس اللباس الأبيض وبنفس القصة ولازالت إلى الان تجوب نواحي ادراة التقاعد أو محطات الطرق.
- عجوز تتجاوز السبعين بوجه بئيس وظهر مقوس تتواجد دائما في مدخل الأسواق الشعبية تتعرض الشابات أو الطالبات خصوصا بعد خروجهن من السوق قصد سيارة أجرة محملات بما اشتروه ، تمد لضحيتها 10دراهم «الله يحفظك ابنتي سخفت إلا ما تشتري لي كيلو ليمون ما قدرت ندخل للزحام» تترك لها الضحية كلما اشترت بسرعة تأتي ولا تجد سوى البرد.
في حين أرادت أن تفعل نفس الشئ مع أخرى في سوق أخر خرجت طالبة من السوق دون أن تشتري سوى الخبز مدتها عشر دراهم «ابنتي سخفت إلا ماتجيب لي كيلو ليمون وأري صاك ديالك نشدو لك حتى ترجعي»ردت عليها الأخرى بعد أن فطنت «مانعطيك صاكي مانسخر لك».
النصب والاحتيال احترفته فئات من الطبقة المتوسطة أكثر من الطبقات الفقيرة ما يجعلها تقتات فيه على الطبقتين، الغرض هو الالتحاق بالطبقة الغنية، هذا ما جعل الأغلبية منهم تستعمل أسماء بعض الشخصيات السامية في الدولة (فلان ولد خالتي فلان نسيبنا فلان دائما عندنا في الدار ويسمع لينا وظف لنا شحال من واحد....حل المشكلة لولد جيرانا........)
حتى بعض أفراد العائلة الملكية لم تسلم من أفواه الناصبين (كنت معروضة عند الشريفة الفولانية .....دائما نتلاقى الشرفاء...........).
يدعون صداقة وقرابة كل من تسول لهم نفسهم أنهم سيحلون مشاكل ضحاياهم خاصة وأنهم يستغلون الوسائل التقنية الحديثة من جانبها السلبي والأكثر استعمالا فيها هو برنامج «الفطوشوب» حيث تجد النصاب يتوفر على البوم صور بمعية شخصيات وازنة لم يسبق أن رآها سوى عبر الشاشة، لكن طمع الضحية في قضاء أغراضه سوف يثبت بتلك الصور قرابة النصاب لمن بيده الحل وأغلب ضحايا هذا النوع هم راغبون في الوظائف خصوصا التي تعتمد على المباراة و أغلب المعطلين دفعوا أمولا كثيرا لمثل هؤلاء ولم يستطيعوا تقديم شكاوي، لأن القانون يعاقب الراشي والمرتشي، زيادة على ذلك أغلب النصابين من هذا النوع اقتحموا المؤسسات المدنية، فهم انخرطوا في الأحزاب والجمعيات ومنهم من تسلل حتى لمجال الإعلام عبر «السنطيحة» وليست الكفاءة، فكم من مرة نصادف بعضهم يحمل بطاقة صحافي لمنبر غير موجود يقدمونها عند الحاجة مع أنهم لا يجدون حتى كتابة أسمائهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.