خلقت الجلسات الثلاث لأشغال الملتقى الدولي الرابع للسياحة المستدامة، المنعقد بمدينة أكادير، يوم الإثنين 24 فبرير2014، ديناميكية تصاعدية لهذا النوع من السياحة بين الباحثين وأصحاب القرار ومؤسسات التمويل والقطاع الخاص والمجتمع المدني وغيرهم من المشاركين القادمين من إفريقيا وآسيا والمحيط الهادي وأروبا ولشرق الأوسط وجزرالكاريبي وأمريكا. وأهم ما ميز أيضا هذه الجلسات الموضاعاتية هو حدة النقاش حول مدى نجاعة واستدامة السياحة على مختلف المستويات الثقافية والإجتماعية والإقتصادية والبيئية، ولهذا انصب النقاش على الإلتزامات الإستراتيجية للحكومات في سياق الشراكة المبرمة بين الأطراف المعنية بالسياحة المستدامة، وآليات تتبع الإستدامة على صعيد الوجهات السياحة وطنيا ودوليا، ومؤشرات تتبع الإستدامة على مؤسسات الإيواء السياحي. وقد تدارس المشاركون في أشغال الملتقى التحديات الجاثمة التي حالت دون النهوض بقطاع السياحة واستدامته والمقترحات والبدائل المقدمة من خلال عرض العديد من الخبرات والتجارب الناجحة على المستوى العالمي والسبل الكفيلة بإدماج الإستدامة في بعدها الإجتماعي والإقتصادي والبيئي، وكذا مناقشة مجموعة من الإشكاليات المرتبطة بالإطارالمؤسساتي والقانوني الذي يقف أحيانا حجرة عثرة تحول دون تحقيق هذه الإستراتيجية المتوخاة من هذا السياحة المستدامة. وتداولوا أيضا استراتيجية التسويق والترويج للمنتوج السياحي بمختلف الوسائل والإغراءات، وتحفيز المقاولات الصغرى للإستثمارفي هذا القطاع وتقديم الدعم التقني واللوجستيكي والمالي لها حتى تنهض بالسياحة بشكل مستدام وفي جودة عالية، فضلا عن مناقشة كيفية تفعيل التواصل بين الأطراف الموقعة على اتفاقية الشراكة المعنية بهذه السياحة، وتطوير التنافسية بين الوجهات السياحية في تقديم أحسن عرض وأحسن منتوج وأحسن أداء سياحي على المستوى الإقتصادي الإجتماعي والبيئي والقيم والتقاليد والثقافات... وكانت الجلسة الإفتتاحية لهذا الملتقى الذي حضرته الكاتبة العامة لوزارة السياحة ووالي جهة سوس مسة درعة ورئيس مجلس جهة سوس ماسة درعة ورئيس المجلس الجماعي لأكَادير، بكلمات مختلفة لمغاربة وأجانب حول أهمية السياحة المستدامة والدينامية التي تعرفها منذ خلق هذه الشبكة العالمية في سنة 2011، حيث تم في هذا الصدد تقديم تجارب عالمية ناجحة في السياحة المستدمة بكل من فرنسا وإسبانيا والمغرب... وذكرت الكاتبة العامة لوزارة السياحة المغربية التي تترأس هذا الملتقى الدولي للمرة الثانية أن الشبكة العالمية تثمن مجهودات المغرب في ترسيخ استراتيجية السياحة المستدامة باعتباره من ضمن 20 وجهة سياحية عالمية، وأشارت إلى نماذج ناجحة بالمغرب على المستوى البيئي والأثر السوسيو اقتصادي وخلق ثقافة حقيقية للتنمية المستدامة في سياق رؤية 2020 التي تبناها المغرب لإنعاش السياحة وتطويرها على مستوى البنيات والتجهيزات بخلق محطات سياحية كبرى وتأهيل الموارد البشرية والحفاظ على الموارد الطبيعية والحرص على تفعيل النظم البيئية. هذا، وعلى هامش الملتقى الدولي الرابع للسياحة المستدامة، تم تسليم الجوائز المغربية للسياحة المسؤولة في إطار حفل خاص أقيم مساء ذات اليوم على شرف المشاركين المغاربة والأجانب، حيث منحت لمهنيي السياحة : منظمي الرحلات ووكالات الأسفار ومؤسسات الإيواء وشركات النقل السياحي و المرشدين السياحيين، والجمعيات والمنظمات غير الحكومية سواء أكانت مغربية أو أجنبية. وتهم هذه الجوائز المغربية للسياحة المسؤولة ثلاثة مشاريع سياحية في التنمية الإقتصادية والإجتماعية والبيئة والقيم والتقاليد والثقافات، وهي مشاريع تهدف إلى تطوير التدبير وخلق ديناميكية اقتصادية واجتماعية تقوم على تحسين عيش الساكنة على المستوى المحلي والحفاظ على الموارد الطبيعية وتثمين التنوع البيولوجي وترويج الهوية الثقافية الخاصة بالمنطقة وتثمين التراث المحلي الجهوي والوطني.