افتتحت، أشغال الملتقى الدولي الرابع للسياحة المستدامة، اليوم الاثنين بأكادير، و الذي تنظمه الشراكة العالمية للسياحة المستدامة بشراكة مع عدد من الفرقاء الوطنيين والدوليين تحت شعار “قيادة وتتبع الاستدامة بالسياحة”. و تميزت الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بسلسلة من المداخلات التي تناولت موضوع “الالتزامات الاستراتيجية للحكومات” على مستوى السياحة المستدامة في إطار السياسات والاستراتيجيات الوطنية للتنمية. و شددت السيدة حكيمة الحيطي الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالبيئة، في افتتاح هذا الملتقى الذي حضره أزيد من 300 مشارك من مختلف بلدان العالم، على أهمية موضوع الندوة وما تقاربه من إشكالات مرتبطة بقضايا التنمية والاستدامة، مذكرة بأن المغرب قطع أشواطا هامة في هذا الإطار منذ تسعينيات القرن الماضي. وأوضحت أن المملكة انخرطت بفعالية في الجهود الرامية إلى المحافظة على البيئة وتشجيع التنمية المستدامة ووضعت لذلك عدة آليات قانونية ومؤسساتية، توجت بتنصيص دستور 2011 على الحق في التنمية المستدامة والمصادقة مؤخرا على القانون-إطار بمثابة ميثاق وطني للبيئة. و من جانبها، ركزت السيدة ندى رودياس الكاتبة العامة لوزارة السياحة ورئيسة الشراكة العالمية للسياحة المستدامة على عدد من الإنجازات التي حققتها هذه المنظمة منذ إحداثها في سنة 2011، مشيرة إلى أن هذه الهيئة التي يرأسها المغرب منذ سنة 2013 تضم حاليا 74 عضوا، منهم 29 عضوا جديدا انضموا إليها خلال السنة الماضية. و بخصوص الإجراءات التي تتضمنها رؤية 2020، أبرزت المسؤولة ذاتها وضع جهاز خاص لتتبع الاستدامة في المجال السياحي وإطلاق تدابير تنظيمية إلزامية للتنمية السياحية المستدامة. وذكرت في هذا الصدد بوضع آلية استراتيجية للقيادة وتتبع استدامة السياحة من خلال التوقيع على اتفاقية إطار للشراكة مع قطاع البيئة (مارس 2013) و إطلاق الدورة الأولى لقوافل التنافسية من أكتوبر إلى دجنبر 2013 تحت شعار “السياحة المستدامة: فكرة، ممارسة، رافعة للتنمية” و إطلاق آلية لدعم المقاولات السياحية (ماي 2013) في إطار مشروع “مساندة سياحة”. و تتواصل فعاليات هذا الملتقى على شكل جلسات يتم خلالها تدارس “آليات تتبع الاستدامة على صعيد الوجهة” لتبادل الخبرات الناجحة للوجهات السياحية التي تستخدم مؤشرات التتبع والتدبير والرصد ، فضلا عن مناقشة “مؤشرات تتبع الاستدامة على مستوى مؤسسات الإيواء السياحي”، لرصد أهمية قطاع السياحة والدور الأساسي الذي يلعبه الفاعلون الخواص في مجال تنمية وتطوير الوجهات السياحية، وكذا التحديات والمسؤوليات التي تواجه الفاعلين الخواص في ما يتعلق بتحسين الأداء السياحي والمشاركة في التنمية المحلية. ومن المنتظر أن يتم، مساء اليوم على هامش هذا الملتقى الرابع للسياحة المستدامة، تسليم “الجوائز المغربية للسياحة المسؤولة” التي تهم ثلاث فئات هي “التنمية الاقتصادية والاجتماعية” و “البيئة” و”القيم، التقاليد والثقافات”.