أعلن بمراكش عن وفاة الفنان الكبير المهدي الأزدي الذي فارق الحياة مساء الخميس 20 فبراير 2014 عن سن يناهز 76 سنة بعد معاناة مع المرض . وكان الراحل المهدي الأزدي ، واحدا من أعلام التمثيل المسرحي ببلادنا وعرف بتكامل مواهبه الفنية والرياضية، ومساهمته الكبيرة في بناء مجد فرقة الوفاء المراكشية . انطلق مشواره الفني مع المجموعة التي أشرف على تدريبها روجيه كيني بجنان الحارثي، والذي ساهم كثيرا في صقل موهبته التي فجر طاقتها إلى جانب زملائه في نادي كوميديا في أعمال مسرحية مازالت راسخة في ذاكرة محبي المسرح إلى اليوم، ومن بينها «حاكم مالطا « في الخمسينات من القرن الماضي . وكان المرحوم من ضمن المجموعة التي ألفت فرقة الفنانين المتحدين التي ضمت عددا من الأندية المسرحية بمراكش بعد الحصول على الاستقلال و منها فرقة الأطلس ونادي كوميديا و فرقة الوفاء. قبل أن يلتحق بفرقة الوفاء المراكشية التي واصل معها مغامرته الطويلة في الفن استمرت لما يناهز أربعين سنة إلى جانب عمالقة الفكاهة المراكشية من أمثال المرحوم محمد بلقاس والحاج عبد الجبار بلوزير ومحمد الشحيمة والخالدي وغيرهم .. وكان حضوره بالفرقة حاسما وعطاؤها مذكورا عبر واجهات مختلفة همت مستويات متعددة من بناء العرض المسرحي من كتابة النص وإعداد حواره و تصميم الديكور وتنفيذه وغيره .. قال عنه رفيقه في درب المسرح عبد الجبار لوزير: «المهدي الأزدي اسم يغطي صداقة بلا حدود. كنت في فرقة الأطلس وهو في كوميديا مع روجيه كيني. وكان تميزه جليا وظهوره لافتا . لذلك عندما فكرنا في تجديد فرقة الوفاء، استدعيناه لإعادة التأسيس في سنة 1958 على ما أذكر. تخلى عن مهنته كبناء وانحاز لمغامرة التمثيل، وكانت أول مسرحية كتبها للوفاء هي « أنا مزاوك «التي حققت نجاحا كبيرا. وكل النصوص التي كتبها كانت ناجحة, إذا كان من حقي أن ألخص مسار هذا الرجل وقيمته، فسأقول إنه فنان متكامل، أظهر تميزا مذهلا، يكفي أن أشير إلى أنه كان يبلور الفكرة و يكتبها في نص مسرحي ويخرجها ويصمم الديكور وينفذه وبقاعة العرض يركبه، وبعد نهايته يفككه .. إضافة طبعا إلى وقوفه الشامخ فوق الخشبة كممثل .. وعن الأدوار التي كان يتقنها الراحل المهدي الأزدي يقول عبد الجبار لوزير: «كان يتقن الأدوار الفخمة، يعود ذلك إلى إمكانياته العالية في الإلقاء بالعربية الفصحى، ولقدرته الكبيرة على التشخيص. إنه ممثل يؤدي مهمته باقتدار كبير...» رحم الله الفقيد وتعازينا لأسرته الصغيرة والكبيرة .